DELMON POST LOGO

خولة مطر في جمعية المنبر الإسلامي : التغلغل الصهيوني يهدف الى تخريب الاقتصادات العربية .. والتاثير على المواطن العربي

"الهدف الأساسي للصهيونية وقبل وعد بلفور هو المجتمعات العربية ، الثقافة العربية ، التعليم في العالم العربي ، الاقتصادي بهذه البلدان العربية ،وواجهة الصهيونية هم الدولة الاوربية والولايات المتحدة الامريكية ،وهم يتغلغلون من خلال مراكز البحوث والدراسات ، والبرامج  العامة ، والسياحة ، والرياضة ، والصحة ، والتعليم ، والبعثات وعبر السفارات الغربية بالمنطقة العربية " .

بهذه المقدمة بدأت الكاتبة الصحفية الدكتورة خولة مطر ندوتها بقاعة الشيخ عيسى بن محمد  ال خليفة في جمعية المنبر الوطني الإسلامي التي كانت بعنوان " الاستعمار الصهيوني الجديد " مؤخرا بحضور كثيف من السياسيين والنشطاء ومحبي فلسطين.

وبدأت ايضا بتسائل : متى بدأ التغلغل الصهيوني في المجتمعات العربية ، و ما هو الهدف من ذلك ؟ مجيبة بان حدث بعد اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية ( مصر ) وادي عربة ( الاردن ) وأخيرا الاتفاقية الابراهيمية( الخليج العربي ) ، وتاريخيا ، بدأت التغلغل الصهيوني في مصر في القرن التاسع عشر ، في عهد محمد علي باشا ، عام 1842 عندما سمح  للمنظمات اليهودية العمل في مصر بالتعاون مع المملكة المتحدة ، وتشكيل منظمات في الإسكندرية ثم القاهرة لمحاولة السيطرة على عصب الاقتصاد المصري مثل المواصلات والبنوك والتجارة وسوق المال ، ثم الزرعة.

وفي المغرب ، هناك ذرائع للتدخل الصهيوني ، الاغتيال الذي حدث لشخصية اسبانية على ارض المغرب ، بدأوا الدخول منذ ذلك الحين،

وادخلوا اللغة العبرية كلغة اساسية للدراسة ، ومع دعم الاستعمار الفرنسي والذي هو من ادخل اليهود ، وبهدف نشر ثقافة مختلفة في المغرب .

لكن الهدف الأساسي هو تشكيل الأوطان جغرافيا وسياسيا تمهيدا الى الاستعمار الصهيوني الجديد ، والتخلص من ارث الوحدة والعروبة والدين والجغرافيا  ، وحرمان هذه الدول بناء مشروعها الاقتصادي المتكامل ، والتغلغل في العقل العربي وإزالة جدار العزلة للعدو الصهيوني ورفع الحاجز النفسي من الفكر العربي ، ثم تاتي الاتفاقيات الصهيونية وتتحول الى قبول لها بالمنطقة شعبيا ورسميا  حتى بين النخب العربية والذين هم اكثر المستفيدين من الاستعمار الجديد ، وما نرى لموقفهم من العدوان على غزة انه وجهة نظر ،،،،

قبل ان يجف حبر التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978 ، تم الاتفاق الى ارسال وفد زراعي مصري الى إسرائيل لنقل الخبرات !! ، ولكن الحقيقة بان الإسرائيليين هم من سرق بذور القطن المصري  الحقيقي ذو الجودة الى اسرائيل ، وتم تغيير واستبدال الاستراتيجية الزراعية المصرية باخرى ، وتم اقناع مصر لتبني زراعة النباتات الفطرية والبطيخ والمحاصيل العقدية بشكل عام بدل من القطن والقمح ، بدعاية ان تلك المحاصيل تجذب العملة الصعبة لمصر( الهدف الحقيقي هو تجويع مصر ، وترك زراعة القمح والقطن المهمين ) .. تلك بنصيحة الدولة المتقدمة زراعيا في العالم العربي ( إسرائيل ) لا كعدو يهدف ما يهدف.. بعض الصهاينة العرب المستفيدين ساهموا في هذه اللعبة الخطرة .الشيئ الاغرب ، ابتعاث الالاف من المزارعين المصريين لتعلم الزراعة في اسرائيل !!  مصر  التي تغذي العالم وتلبسهم من القمح والقطن قبل تخريب سياستها الزراعية .

اخذوا المزارعين المصريين الى إسرائيل تحت شعار تبادل الخبرات ، كيف يدرب الصهاينة المصريين ، لكن الهدف هو تضرر الاقتصاد المصري المعتمد على الزراعة ، بل أدخلت إسرائيل بذور ضارة وسماد ضار ، وسوسة النخيل بهدف افقار الشعب المصري وتهديد عصب الاقتصاد المعتمد على الزراعة ،، ، وما يحدث لمصر سوف يحدث لباقي الدول العربية من بينها الخليج  ، اسرائيل تفكر هذه الدولة كعدو محتمل وبالتالي لا تريد الخير لها .

الإعلانات الصهيونية للفكر العربي ، ان إسرائيل الدولة الديمقراطية في الشرق الأوسط ، وتحترم حقوق الانسان ، والدولة المصنفة 22 في تقنية المعلومات على العالم ،،، ولكن كل ذلك سقط بعد السابع من أكتوبر العام الماضي ، وان تلك الدعاية ما هي الا  وهم في ادمغة البعض وفي اعلامنا  المهتري ، وهناك نماذج من رجال الاعمال المستفيدين من هذه التقاربات والتطبيعات .

بعد الربيع العربي 2011  ، هناك دراسات ان اطلعت عليها فضحت دور الصهاينة الذي أدى الى ادخال مواد زراعية مسلطنة لزيادة امراض السرطان في مصر ،وما يحدث في مصر ، يحدث في المغرب ، وفي العالم العربي الكبير ،،،

ساهمت تلك السياسة في اغلاق مصنع السكر ، والحليب ، والحديد والصلب في مصر ، من المستفيد ،،، الصهاينة الذين يريدون افقار مصر،، وتحولها من بدل مورد الى مستورد ،،، فمن متى مصر تستورد  القمح والنيل يشق مصر الى نصفين ؟؟

في البلدان العربية الأخرى ، السيطرة على النفط الغاز والماء ، السيطرة على عصب الاقتصاد في أي بلد ، ومحاولة السيطرة على آبار النفط في البحر المتوسط اكبر دليل.

اتفاقية وادي عربة ( الاردن )

معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية ، هي معاهدة سلام وقعت بين الأردن وإسرائيل على الحدود الفاصلة بين الدولتين والمارة بوادي عربة في 26 أكتوبر 1994. طبعت هذه المعاهدة العلاقات بين البلدين وتناولت النزاعات الحدودية بينهما. وترتبط هذه المعاهدة مباشرة بالجهود المبذولة في عملية السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. بتوقيع هذه المعاهدة أصبحت الأردن ثاني دولة عربية بعد مصر وثالث جهة عربية بعد مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية تطبع علاقاتها مع إسرائيل.. بنود الاتفاقية تكبل ايادي الدولة الاردنية وتعطي العنان لتخريب اسرائيل الاقتصاد الاردني.

كذلك الحال في المغرب ، تم فتح مكاتب تشغيل في المغرب لنقل المزارعين المغاربة للعمل في إسرائيل .

في العراق مثال اخر ، بعد احتلال أمريكا للعراق ، أربيل أصبحت مباحة للصهاينة ، دخلوا بقوة بحجة دعم القضية الكردية ، استغلوا بعض المنظمات ، سيطروا على النفط العراقي ، حتى النفط يباع ليس عن طريق الدولة العراقية .

سوريا مثال رابع ، الدولة السورية ، والمعارضة كذلك تشتري النفط من الاكراد !!..

التغلغل الثقافي

التغلغل الثقافي لا يقل خطورة عن التغلغل الاقتصادي ، شعارهم تغيير كل الأصوات المؤيدة الى فلسطين وضد إسرائيل ، نزع العداء من المواطن العربي لإسرائيل ،،، كيف ؟

أسباب مباشرة ، من قبل حلفائها ، الغرب وامريكا ، ومن من خلال المراكز البحثية ، وتمويل المواطنين العرب في دورات وسفرات وبحوث ، وتطوير المناهج العربية بحجة لتفادي تخرج إرهابيين او متشددين ،،،

الإسرائيليون يراقبون خطب الجمعة في كل الجوامع العربية من مراكش للبحرين ، ويقدموا التقارير ويستخدموا اليونسيف ، لتطوير التعليم حسب رأيهم .

تطوير التعليم بالنسبة لهم يعني ، الغاء التربية الوطنية ، الغاء او شطب الايات القرانية المتعلقة بإسرائيل واليهود الموجودة في المناهج ، ويستخدمون بعض الشخصيات المشهورة مثل توني بلير للدعاية لهذا التغلغل.

حدث نجاح وتقدم في هذا المضمار بعدد من الدول العربية ، بالفعل تم تغيير المناهج من الحضانة حتى الجامعة ، إعادة النظر في مادة الجغرافيا والتاريخ ، تدرس المحرقة والهلكوست ، من خلال سرد الرواية الإسرائيلية ومن خلال مراكز الأبحاث .

وبمساعدة أمريكا والدول الغربية وبعض مؤسسات الأمم المتحدة ، والبنك الدولي وصندوق  النقد الدولي ، والركيزة الإسلام ، والمناهج ، كاننا نحن العرب نحتاج من يعلمنا ذلك ،،،، كل ذلك حصل بعد 11 سبتمبر 2001 .

في المغرب ، تم الإشادة بالمغرب لانها غيرت المناهج وادخلت اليهود في التراث المغربي ، واستخدم اليهود حجة المعبد اليهودي ( سوريرا )  والذي زارها ملك المغرب دعما لها .

في مصر تم إزالة آيات قرأنية من المناهج ، كل الايات المتعلقة باليهود ،مثلا في الصحف الخامس ابتدائي بمصر ( اليهود لا عهد لهم بعد خانوا الله والرسول ) وكذلك في الصف الثالث ثانوني

في السعودية ، تم إزالة جميع ايات الجهاد ، وتم استبدالهم بالتسامح وبناء السلام .

في الامارات تم بناء معابد سيك وهندوس وكنيس يهودي وكنيسة مسيحية ، وتم إضافة المذابح العثمانية في التاريخ ، وابعد تاريخ فلسطين والنكبة ودير ياسين .وحسب التقرير ، هذه خطوات إيجابية !!.

وانتقد التقرير الجزائر لانها لا تزال تكتب تاريخها الصحيح ، وتجعل من الاستعمار دموي ، في البحرين والأردن ، غيروا المناهج ، يكنهم يريدون المزيد.

انتقد التقرير الكويت ، ومدح قطر لانها استضافة جارودي المؤيد للوجود المحرق،  بل دخلوا في مجالات اعمق ، طلبوا من منظمات الشبابية والمراة عدم الإساءة الى إسرائيل كشرط للدعم ، والولوج في الاعلام والمنظمات الدولية ، بل  تدخلت الصهاينة في بيع الكتب بالمعارض العامة التي تنظم في الدول العربية ، استبعاد الكتب الإسلامية وغير المرغوبة من مقبل إسرائيل.

عبر السياحة ، في كل البرامج حتى في البرامج الدرامية مثل رأفت الهجان الذي يدعم المخابرات المصرية على حساب المخابرات الإسرائيلية ، وتوجه ان لا تقوم المراكز المعنية بالمسلسلات والفن والمسرح في ذم إسرائيل بل في تمجيدها من خلال السيطرة على المنتج والمنفذ وغيرهم .

في السياحة زيارة الأماكن المقدسة التي في مصر ، بحيث يوجه الإسرائيلي ان لا يشتري من مصر أي شيئ يذكر ، لعدم دعم سياحة مصر.

كذلك الحال في الأردن ، يقوم المرشد السياحي العربي ( الصهيوني ) يشرح التاريخ من وجهة نظر يهودية لا عربية.  

نحن على علم بان اول زيارات المسؤولين الصهاينة الى الدول المطبعة هم وزراء السياحة والتربية والصحة ،،، يتفقوا علينا .. جلب أطباء من إسرائيل بهدف التغلغل  وارسال مرضى بهدف التغلغل ومحاولة اقناع الناس بقبول اسرائيل.

وخلصت الدكتور خولة مطر ندوتها بان آثار تلك السياسات اخذت تأكل اكلها ، فقد تم التوقيع على اتفاقية الابراهيمي ، وتم نسيان فلسطين ، والحقوق الفسطينية ، والغى مقترح الدولتين ، وتم شطب كل الاتفاقيات مع العرب ، وما يحدث في غزة ترى مواقف العرب .

لقد نشروا الدعايات المغرضة ضد الفسطينين ، واشادوا بالدولة العبرية ومنجزاتها ،لكن المواطن العربي له رأي اخر ، واخذ يتمسك بمقاطعة الإسرائيلية والمؤسسات التي تدعم إسرائيل وقد نجحوا في ذلك ، تصالحوا مع انفسهم .

والحل حسب مطر ، هو نشر الوعي بين المعلمين بين الناس ومقاطعة إسرائيل أينما حلت ، والتركيز على الدراسات البحثية المحلية لدراسة التغلغل ومحاربته .