DELMON POST LOGO

صحفي ايراني يصدر كتاب يرسل فيه 26 رسالة الى معذبه الذي الصبح سفيرا لبلاده بعنوان " رسائل الى معذبي "

كتاب " رسائل الى معذبي  " للصحفي الايراني الشهير هوشنغ اسدي الذي يعكس الحب والثورة والسجن في ايران خلال فترة ما بعد الثورة .. يشرح كيف يتم تعذيب المناضلين المعارضين باسم الدين ويتم ضربه باسم المذهب ويجبرون على الصلاة وحضور استماع دعاء كميل !! واختبارات تعليم الصلاة الاجبارية .

الصحفي كان عضو في حزب توده ( الحزب الشيوعي الايراني )  ، ناضل ضد الشاه وسجن في نفس السجن الذي كان فيه بعد الثورة ، والتهمة هو التجسس الى الاتحاد السوفيتي ، ولكن الهدف هو فك الربط بين حزب توده الذي شارك في اسقاط النظام ضد الشاه مع القيادة الجديدة .

كان زميل مرشد الثورة الحالي علي خمنائي في نفس الزنزانة  لمجة تسعة اشهر ، وكان صديقه بعد الثورة بعد الافراج عنهما بعد الثورة وانقده بعد الحكم عليه بالاعدام ، وخفض الحكم الى 15 سنة ، لكن افرج عنه بعفو بعد وقف الحرب مع العراق بعد ست سنوات.

كان زميل سجن مع مهدي الكوربي ، مرشح رئيس الدولة بعد ذلك

قابل الامام الخميني وقبل يده وكان عمره 24 سنة في احد بيوت رجال اعمال الايرانيين قبل سجنه ونفيه من قبل الشاه ، وكان يعتبر احد المناضلين الكبار ضد الشاه .

بعد فترة وجيزة من قيام الثورة الإسلامية عام 1979، وفي ظل حملة القمع التي شنتها الحكومة الجديدة على جميع أحزاب المعارضة، تم اعتقال أسَدي مرة أخرى، وتم وضعه في الحبس الانفرادي لمدة عامين تقريبًا، تعرض خلالهما للتعذيب الشديد، حتى اعترف زورًا بالعمل كجاسوس للحكومتين البريطانية والروسية معًا، وكانت عقوبته الإعدام شنقًا. في النهاية تم تخفيض العقوبة إلى السجن خمسة عشر عامًا، وبعد ست سنوات، أُطلق سراحه، وهرب في نهاية المطاف من إيران في عام 2003 ، ، ولولا الرحمة والاعتراف الكاذب له امام السلطات الايرانية لتم اعدامه  .

يعرض الكاتب معظم السجون الكبيرة في ايران ، حيث تم نقله الى اربع سجون بينها سجن السياسيين الذي يقع وسط طهران بينهم سجن ايفين الشهير .

كتاب مكون من 400 صفحة ، يصور الحياة في السجون الايرانية ، وكتابة هذه القصة لان السجان نفسه تم ترقيته وتم تعينه سفيرا الى اذربيجان ،،، والكتاب عبارة عن رسائل الى السجان القاتل باسم الايديلوجية الايرنية ، 26 رسالة ثورية من صحفي وفنان وكاتب ومؤلف وطني ايراني .

يقول هوشجن اسدي : هناك فرق بين معذب ايدلوجي ، ومعذب غير ايدلوجي ، الاخير ، يعتبر المهمة عمل ، ياخذ عليها راتب ، يعذب ومن ثم يذهب للبيت ، دون حقد شخصي .

المعذب الايدلوجي ، يعذبك ويعتبر ذلك عمل ديني يؤجر له ، ويهدف الى اذلال لشخصك ما امكن حتى تعترف بسرعة او تموت ،،، وعمل قربة لله ، باسم الله .

ساهم مسؤول استخباراتي سوفيتي يعمل في كي بي جي ( المخابرات السوفيتية ) ، يعمل في سفارة السوفييت في طهران ، تساقط وانقلب على بلاده وحصل على لجؤ في بريطانيا ، وسلمها جميع اسرار عمل السوفييت في ايران ، ومن ضمن الاسرار ، جميع اسرار حزب توده في ايران ( توده الحزب الشيوعي في ايران تاسس عام 1941 ) ،،،

السلطات البريطانية رغم عدائها مع النظام الايراني سلمت اسرار الحزب ( توده ) الى السلطات الايرانية نكاية بالحزب الشيوعي ، وبدأت السلطات الايرانية الدينية التي تريد الانفراد بالسلطة بالقضاء على الحزب وكوادره .

كباقي سجون العالم الثالث ، التهم جاهزة ، العمالة ، التجسس ، قلب النظام ، التخابر ، والتعذيب بأنواعه في في السابق باسم الشاه الملك والان باسم الاله ووالية الفقيه .

شهد بام عينه الاعدامات لاكثر من 5000 سجين معارض في سجون الجمهورية بعد فتوى الخميني في سبتمبر عام 1988.

يقول في رسائله الى معذبه عندما حكم عليه بالاعدام " مر شريط عمري امامي ، بدا الامر كما لو انني اشاهد فيلما سريع الحركة يتم عرضه على عصابة عيني ، الطفولة والشباب ، بلدا لم اكن اعرفه على الاطلاق ، حلما بدا حقيقيا ، شبانا وشايا يسيرون على طرق جبلية ، يطنون ان الاشتراكية ستنتصر ، سيتم دفن الراسمالية ، تمام كما توقع لينين ، عشنا من اجل هذا الحلم ، ودخلنا غرف التعذيب من اجله ، ومات البعض منا على حبل المشنقة من اجله ايضا ، بداخلي كان هناك دائما شخص متمرد يحاول الابتعاد عن قيود هذه الافكار ، كنت شاعرا وكاتبا ، رجل في حالة حب على الدوام .. لاحقا قضى انهيار الاتحاد السوفيتي على آخر معتقداتي "

تحول الصحفي السجين من الشيوعية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي الى الليبرالية ، مع نقد الحكم الثيوقراطي ( حكم رجال الدين أو الحكومة الدينية أو الحكم الديني ) .. كنا نحلم انتصار الاشتراكية في العالم ، كما يحلم الحكم في ايران حاليا حكم ولاية الفقيه العالم !! .

هوشنغ اسدي صحفي ومترجم ايراني كان عضو في رابطة الكتاب الايرانيين ونقابة الصحفيين الايرانيين ، والمؤسس المشارك لجمعية نقاد السينما وكتاب السيناريو الايرانيين .

عمل قبل الثورة الاسلامية لسنوات عديدة كنائب رئيس تحرير صحفية " كيهان " اكبر صحيفة ايرانية يومية ، وقضى 12 سنة رئيس تحرير مجلة " غوزاريش " اكبر مجلة سينمائية في بلاده ، كتب عدد من الروايات والمسرحيات وسيناريوهات الافلام ، كما ترجم الى الفارسية اعمالا مهمة وروايات مشهورة.

زوجته صحفية ، وهي احدى الصحفيين الذين رافقوا الخميني في رحلته من باريس الى طهران في نفس الطائرة ، وهي الوحيدة التي اجرت معه مقابلة صحفية مع صحفي ايران حتى مماته .

كتاب جميل لمن يريد فهم ايران من الداخل . صادر عن " مركز المحروسة " للنشر والتوزيع  ، بالقاهرة