DELMON POST LOGO

دور المنظمات الصهيونيه في تمويل حرب الكيان الصهيوني في فلسطين

بقلم : عبد النبي العكري

نتابع بكل اهتمام المشاركه والدعم الأميركي للكيان الصهيوني منذ تأسيسه حتى اليوم وخصوصا خلال حرب الاباده الصهيوني  في قطاع غزه بشكل خاص وفلسطين المحتله ولبنان بشكل عام . لكننا لانتابع بشكل كاف  الدعم المالي  والمادي الهائل الذي تقدمه المنظمات اليهوديه  المعروفه باللوبي" الإسرائيلي"  والشركات الخاصه في الولايات المتحده الاميركيه ,وهو ماسنتناوله في هذا المقال .

منذ انطلاق الحرب الاسرائيليه  الاخيره ضد الشعب الفلسطيني  في 7 أكتوبر 2023. صعدت  ووسعت المنظمات اليهوديه المواليه "لإسرائيل " حملاتها لتصوير ان "إسرائيل " تواجه حرب وجود تشنها منظمه حماس "الارهابيه " و حلفائها انطلاقا من قطاع غزه ولبنان,ويترتب على ذلك دعمها بكافه الاشكال ويشمل ذلك بالطبع الدعم  المالي والاقتصادي  .

في 13 مارس 2024 نشر موقع وكاله التلغراف اليهوديه  مقابله  اجراها محررها عساف إيليا شاليف  مقابله مع جيف شونفيلد رئيس لجنه مخصصات إسرائيل الطارئه  وهي اللجنه المعنيه بالدعم المالي الطارئء لإسرائيل ضمن الفدراليه اليهوديه في شمال أمريكا ,وهي  مظله تضم عددا كبيرا من المنظمات اليهوديه المؤيده "لإسرائيل"  ومن ضمنها ماعرف بمنظمات اللوبي "الإسرائيلي" . وقد تصدر عنوان المقابله "الرجل المسؤؤل عن رصد 800 مليون دولار كتبرعات لإسرائيل بعد حدث 7 أكتوبر ."

وفي مقدمه المقابله ذكر المحرر ان هذا المبلغ هو الأكبر الذي تجمعه المنظمات اليهوديه لدعم "إسرائيل " منذ قيامها في 1948. وأضاف ان الدعم الطارىْ يشرف عليه طاقم من 18 موظفا من قبل  الصندوق يراجع طلبات الدعم  ضمن اربعه مجالات وهي الاحتياجات الطارئه والتعاطي مع متطلبات  الصحه العقليه والصدمات والمساعدات الاقتصاديه ,واعاده بناء المجتمعات .واضاف ان اللجنه تقرر الأولويات في كل قطاع والشركاء ممثلين في الحكومه "ألاسرائيليه" والصناديق الخيريه  والقطاع الخاص وغيرها.

ومن خلال المقابله كشف جيف ان الحكومه "الاسرائيليه " لاتستطيع لوحدها ان توفر الدعم المطلوب لتغطيه تبعات الحرب على المدنيين وجنود الاحتياط بعد تسريحهم او اجازتهم .وذكر على سبيل المثال  ان الحكومه تعهدت بإيواء جميع النازحين بعمق 7 كلم من مستعمرات غلاف غزه و 10 كلم من المستعمرات والقرى جنوبي الحدود مع لبنان, وهنا فان اللجنه تقوم بتحمل كلفه من يضطرون للنزوح ماوراء ذلك .كما انها ستشارك في تمويل اعاده بعث وبناء اقتصاديات المناطق الحدوديه الشماليه والجنوبيه  والقطاعات والشركات والمشاريع المتضرره من الحرب .وركز على دور الصندوق في اعاده تاهيل  وتمويل مشاريع للعديد من المسرجين او المجازين من قوات الاحتياط الذين لن يعود العديد منهم لاعمالهم او وظائفهم او سكناهم السابقه .وفي حين اعترف جيف ان حكومه "إسرائيل" لها أولوياتها لاداره لحرب ولذا قد لاتستطيع او تتاخر عن تمويل احتياجات المدنيين ,فان اللجنه ستبادر الى سد هذه الاحتياجات.

ماكشف عنه جيف شونفيلد هو بعض من الدعم الهائل الذي تقدمه المنظمات والشخصيات والشركات  الصهيونيه  بشكل خاص والاميركيه بشكل عام للكيان الصهيوني في حرب الاباده ودعم متطلبات هذه الحرب اقتصاديا وماليا وكذ لك توفير متطلبات انعاش اقتصاده لمرحله مابعد  وقف حرب مكلفه جدا .

تنظيم المانحين ,من البيت الى الامه

يجب في البدايه التنويه ان عدد اليهود في أمريكا يأتي مباشزه وقريبا من عددهم في "إسرائيل "(7.1مليون ) ويقدر ب 6 مليون .لكن تاثيرهم في المؤسسات الفيدراليه التنفيذيه والتشريعيه والقضائيه وكذلك على مستوى الولايات يتجاوز كثيرا نسبتهم العدديه (1.7%).كذلك الامر بالنسبه لقطاعات المجتمع مثل البنوك والشركات والجامعات والاعلام والترفيه وغيره.فالى جانب مايترتب على ذلك من نفوذ وتاثير للمنظمات اليهودية وأصدقاءهم لصالح "إسرائيل" فان ذلك عامل حاسم في تجيير جزء مهم من مواردها الماليه والاقتصاديه لصالح "إسرائيل".

وتنبع قوه وفاعلبيه وعظم الدعم المالي والاقتصادي الخاص "لإسرائيل" في الولايات المتحده الى تنوع طبيعه المانحين حيث هم إسرائيليون مقيمون في امريكا او يهود وهم بغالبيتهم العظمى مؤيدون لإسرائيل او اميركيون بمختلف عقائدهم واتجاهاتهم ومنهم الانجيليون المسيجيون الذين يؤمنون بضروره قيام دوله لليهود في فلسطين تسبق قيامه المسيح اضافه لبعض المقيمين .وبالنسبه لهؤلاء فان "إسرائيل" تعني أشياء مختلفه لكل مجموعه فالبعض يراها وطنا لليهود والبعض يراها دوله علمانيه لكن الكل متفق على دعمها بغض النظر عن من يحكمها.

ينتظم المانحون الاميركيون (اسرئيليون مقيمون ويهود ملتزمون او اميركيون او مقيمون متعاطفون )في تنظيمات تبدا بالعائله ,مرورا بالصناديق الخيريه ,والشركات او المؤسسات غير الربحيه او المؤسسات اوالشركات الماليه والاقتصاديه حتى شبكات اوتحالفات تضم العديد من هذه على محتلف المستويات , تبدأ بالحي  ثم المنطقه ثم الولايه وتنتهي بالمستوى الوطني أي الولايات المتحده الاميركيه.يبدا تنظيم ومصدر التبرع بالعائله الاسرائيليه او اليهوديه بدءا بحصاله الطفل وحساب جانبي للعائله ,ثم المستوى الثاني في رابطه اليهود في الحي والذين قد يشكلون صندوقا ليهود الحي ,مستقلا اوضمن صندوق للمدينه  وهذا بدوره قد يكون مستقلا او ضمن صندوق على مستوى الولايه حتى نصل الى الصناديق على المستوى الوطني.

وعلى ذات السياق تتشكل روابط لليهود  واصدقائهم في مؤسسات المجتمع مثل الانديه الرياضية  وغيرها والجمعيات والمدارس والمعاهد والكليات والجامعات .فبالاضافه لدورها في جمع التبرعات لمثيلاتها في "إسرائيل" فانها تقدم التمويل  لبرامج التعاون مع مثيلاتها في "اسرائيل" ورعايه الطلبه "الأسرائيليين " واليهود الدراسين في أمريكا.

وغلى ذات السياق تتشكل في مختلف الاتحادات العماليه والمهنيه والتخصصيه مثل الأطباء والاكاديميين  والمهندسين والمحامين وغيرهم روابط الصداقه مع إسرائيل والتي تتعاون وتدعم مثيلاتها في "إسرائيل" وتشجع الاتحادات التي تنتنمي اليها بدعم مثيلانها في "إسرائيل".

يمكننا الاسترسال في ذلك ولكن نجمل القول ان المنظات والصناديق والتنظيمات اليهوديه والصديقه لها تخترق المجتمع الأميركي وتلفه بشبكه محكمه  لتامين الدعم "لإسرائيل" بغض النظر عن انتماءات اليهود واصدقائهم في أمريكا او طبيعه الجهه المراد دعمها او طبيعه  الحكومه في إسرائيل او الولايات المتحده الاميركيه.

الدور الحيوي للتبرعات في المشروع الصهيوني

يذكر تقرير لمجله "حوار" الاكاديميه  كتبه برايان كيوج  بان مجموع الأموال المجموعه من قبل الصناديق الخيريه لصالح "إسرائيل" في العام 2023 يبلغ 45 بليون دولار  ,لكنه عندما تشن "اسرائل " حربا من حروبها المتكرره ضد الفلسطينيين والعرب ,فان حاله طوارئء واستنفار تجتاح اليهود  والمنظمات اليهوديه والصديقه وفي مقدمه واولويات مهامها جمع التبرعات " لاسرائيل " والتي تبلغ أرقاما فلكيه.وشخصت  الدراسه منظمات مانحه"لإسرائيل " بانها 1178 منظمه قدمت مايقارب   1.8 بليون دولارا خلال عام 2015 وجرى تصنيفها(1-صديق "لإسرائيل"2-منظمات مركزيه 3- موسسات عائليه 4- غير ذلك)

وتتم عمليه استخدام أموال التبرعات في "إسرائيل" بطرق مختلفه :

1-الصندوق القومي اليهودي  ويعود تاسيسه الى 1897 كاحد قرارات المؤتمر اليهودي الأول في بازل بسويسرا من اجل دعم الهجره والاستيطان اليهودي في فلسطين. ومن حينها وحتى الان  أي بعد مرور قرن  وربع فان الصندوق يمول مشاريع متنوعه اهمها مشاريع الاستيطان الصهيوني على حساب الفلسطينيين واقتلاعم من اراضيهم وقراهم ومدنهم وتهويد فلسطين بما فيها الفدس الشريف .ولنا ان نتصور كلفه أقامه 144 مستوطنه و100 بؤره استيطانيه وبنيتها التحتيه ليقيم فيها حاليا اكثر من 700 الف مستوطن  في الضفه الغربيه  واكثر من 200 الف في القدس واحداث تغيير ديمغرافي ومادي  لارحعه عنه.

2-مشاريع استيطان وتهويد محدده  مثل مشروع  تهويد القدس الشرقيه والذي بداء اثر هزيمه يونيو 1967 والمستمرحتى الان حيث ضمت القدس الشرقيه الى القدس الغربيه  كقدس موحده وعاصمه "ابديه لإسرائيل " وجرى توسيع حدودها  بشكل كبير .ويشمل هدم بيوت الفلسطينيين وبناء بيوت لليهود محلها او تملك بيوت فلسطينيين من خلال المحاكم  او أقامه احياء جديده .كذلك دعم  المستعمرات "الاسرائيليه " الحدوديه المحاذيه للبنان وقطاع غزه وفي الجولان.

3 مشاريع لتمويل مؤسسات او مشاريع محدده  مثل دعم مستشفئ هداسا في حيفا او الجامعه العبريه في القدس  او مشروع تحليه مياه البحر.

4- دعم المؤسسات الدينيه اليهوديه وانشاء المزيد من  الكنيس  والمدارس الدينيه اليهوديه في مناطق الاستيطان او التهويد.

انعكاس الحرب في غزه على تدفق التبرعات

لاشك ان حرب الاباده "الاسرائيليه" على غزه وفلسطين المحتله منذ 7 أكتوبر 2023 هي أطول حروب "إسرائيل" على العرب ولها انعكاسات لاسابق لها على أمريكا فيما يخص علاقاتها بإسرائيل وتعاطيها مع القضيه الفلسطينيه وما يهمنا هنا تاثيرها على الدعم المالي والاقتصادي الأميركي  اليهودي وغير اليهودي الخاص .

منذ اليوم الأول للحرب وجهت "إسرائيل " حكومه وأحزابا ومنظمات ومؤسسات وقيادات وشخصيات   الندءات العاجله ليس فقظ لحلفائها  من الدول  الغربيه  وفي مقدمتهم أمريكا ,بل المنظمات والمؤسسات والشخصيات اليهوديه في العالم وخصوصا في أمريكا للدعم العاجل "لإسرائيل".واذا ماطرحنا جانبا الدعم الرسمي  للغرب بقياده أمريكا والذي لاسابق له ,فان الدعم الخاص لاسابق له   أيضا, حيث صور الامر ان هذه الحرب حرب وجود لإسرائيل ويتوجب بالتالي دعمها دون حدود . وهكذا تدفق الدعم الذي لاسابق له من قبل المانحين التقليديين وأيضا من قبل الشركات الغربيه الكبرى ,رغم ان ذلك يتم في ظل حراك شعبي لاسابق له في الغرب المطالب بقطع أي تمويل حكومي او خاص "لإسرائيل " وحربها الوحشيه.

وقد ذكرت صحيفه الجارديان في تقرير لها بتاريخ 23 ديسمبر 2023 ان الحكومه "الاسرائيليه " كلفت  شركه "اسرائيليه"  لتقنيه المعلومات(اسرائيل جيفز) باداره مواقع للمنظمات الاسرائيليه غير الربحيه للحصول على الدعم قبل المتبرعين من خارج" إسرائيل"  بالدولار الأميركي  وان نظامها يمكن من اقتطاع التبرع من الضرائب المستحقه على المتبرع لمنظمات او مشاريع غير ربحيه "اسرائيليه" وتشمل المقيمين في الولايات المتحده وكندا   والاتحاد الأوربي وبريطانيا وأستراليا.وذكر التقرير ان  من بين الجهات المستفيده قوات الدفاع "الإسرائيلية" والمجندين والمتطوعين  ومنظمات مستوطنين ومستوطنات في الضفه الغربيه والقدس الشرقيه وتتضمن المشاريع تدريب المستوطنين عسكريا.هذا ولم تعترض أيا من الدول المذكورة او تمنع ذلك رغم انها تعتبر الاستيطان والمسنوطنات في الأراضي الفلسطينه  المحتله غير مشروعه اضافه الى انه لايمكن اعتبار الجيش والمستوطنين الاسرائيلين منظمات مستحقه لتبرغات خيريه . وذكرت الصحيفه ان مئات الملايين من الدولارات تتدفق على "إسرائيل " وخصوصا من أمريكا لتمويل الحرب العدوانيه.

بالنسبه لدعم الشركات الغربيه وخصوصا الاميركيه فلم اتحصل علئ ايه ارقام دقيقه  لكن هناك حدث ذو دلاله وهو تجهيز شركه ماكدونالد الاميركيه لمطابخ كبيره توفر الوجبات مجانا لقوات جيش  العدو "الإسرائيلي"على جبهه غزه , لكن الدعم الحقيقي "لإسرائيل" هائل بكل المقاييس .