DELMON POST LOGO

جرار في بيت الزايد: الصحافة رسالة اكثر منها مهنة ولها علاقة قوية بالامن الوطني واول سؤال للمتلقي : هل الخبر يهمني؟

" ان ان اخطر المآسي التي تحدث بما فيها الحروب بين الدول والعلاقات السيئة بين الازواج وغيره سببه سؤ الاتصال والتواصل والفهم بين الاشخاص ، ودخول المزيف بيهم ".

هذا ما بدأ به الإعلامي والمتخصص في الشؤون الأمريكية بشار جرّار محاضرته التي كانت بعنوان " الاتجاهات الحالية في المعلومات المضللة والنهج الجديدة لتعزيز بيئة إعلامية قوية". مساء امس في" بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحفي" ، ، حيث يأتي ذلك في إطار الموسم الثقافي" بلا جنون لن نفعل شيئاً" وضمن مهرجان ربيع الثقافة في نسخته " الــ18.

وقام جرار بتعريف الاعلام والصحافة ، وعرض تساؤل هل هو مهنة ام مهمة ام رسالة ؟ وقال ان اهم مبادئ الصحافة متعلق بالاتصال ، ونقل المعلومات من مكان الى اخر ، هذه المعلومات ربما سياسية او اقتصادية او اجتماعية او امنية او صحية كما حدث في فترة جائحة كورونا ، ثم تاتي الصياغة في الخبر الصحفي في وقت لاحق.

في هذه الرحلة من الاخبار ، ممكن ان تلحق او تضلل او تضلل بقصد او بغير قصد من طرف اخر اعتمادا على اهمية الخبر .

في الازمنة السابقة ، يعلن الشخص او المجموعة بوجودهم عن بعد عبر الدخان ( اطلاق دخان ) او اطلاق نار وهو رسائل ضمنية ، وفي عصرنا الحالي هناك ادوات التواصل الاجتماعي التي تعم الفضاء الالكتروني ، وقبلها كانت الصحافة ومن ثم الاذاعة والتفزيون.

مثلا علاقة الانسان بالسماء تعتمد في الاساس على الصدق وعلى الحقيقة ، لكن هذا لا يحدث في الاعلام حيث يدخل اسلوب الشيطان ، من اشاعات واخبار كاذبة ومضللة وهو موضوع  اليوم .

نعود الى الصحافة ، البعض يعتبرها مهنة ولكن هي في الاساسي رسالة ، تسهم في اطاحة حكومات ورؤساء ، وتعتمد في الاساس على منظومة اخلاقية ، تعتمد على الصدق وقول الحقيقية والدقة في نقل الخبر وخلق مصداقية بين الناس عن هذه المؤسسة الاعلامية اوتلك سواء صديقة ام معادية .

اي خبر كاذب او مضلل او اي اهتزاز في الثقة ، تخسر المؤسسة الاعلامية مصداقيتها مثل البنك الذي يخسر ثقة مودعيه !.

وهناك نقطة اخرى مهمة في مجال الاعلام والصحافة هي التواصل بين المصدر والمتلقي ، واهم سؤال يطرحه المتلقي هو : هل هذا الخبر يعنيني ، يخصني ، لي مصلحة في سماعه ؟ لان الاعلام والصحافة والخبر لهم علاقة مهمة بالامن الوطني وامن البلد برمته .

وهناك نوعين من الصحافة ، الفوقية التي تاتي من فوق للمتلقي بدون مشاركة وهنا قد يدخل التضليل في نقلها ، واخرى تفاعلية ومشاركة من لهم دور في الخبر.

كما ان الامن السيبرالي يلعب في هذه الايام دور مهم في نقل الخبر وتضليله وانحرفه ، لذا فمن المهم معرفة الى من تبث الخبر ، ومن المتلقي ؟ ومحور الارتكاز هنا في اي حملة اعلامية هو وعي الاعلام الجماهيري ، والاولويات .

ويقول جرار ان الانضباط عادة يحدث في المؤسسات العسكرية ، والقبول والامتثال والتضحية تحدث في المؤسسات الدينية ( رجال الدين ) ، فالاعلام يجب ان ياخذ من العسكرية الانضباط ومن رجال الدين الامتثال والتضحية . والغرور هو مقبرة اي صحفي مهما بلغ مداه من الرفعة والمصداقية.

وهناك عدد من المواضيع التي يجب ان تكون ماثلة امام اي صحفي او اعلامي تسمى قواعد الاشتباك ، منها العمل بالفريق الواحد ، ( روح الفريق ) ، والاصغاء الجيد ، تجنب المقاطعة ، طرح الاسئلة ، اثراء الحوار .

واسترسل جرار في شرح الممارسات الصحفية المتعددة الأوجه لنقل الحقائق، واستراتيجيات تدفق المعلومات ومعايير تداولها، والآليات التي تتناسب مع وسائل الإعلام في نقل المعلومات، وكيفية استغلالها والتضليل في صورتها النمطية.

وكانت الشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم آل خليفة رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، اول المتداخلين ، والتي قالت انه من غير المنطقي ربط الصحفي فكريا بمؤسستين لهما باع في قمع الصحفي ، المؤسسة العسكرية ( المقصود حكم الدولة عن طريق العسكر ) والمؤسسة الدينية ( حكم الدولة عن طريق رجال الدين ) والتي كانت مثال للانضباط في المحاضرة ، والمداخلة الثانية كانت للدكتورة سميرة رجب التي فندت عدم حيادية اعلام الغربي وخصوصا الامريكي في نقل الخبر والصورة في حرب غزة واعتبرته منحاز .

فيما قال عبيدلي العبيدلي ، ان الحقيقة اكبر من مؤسسة اعلامية ، وتستيطع قراءة الخبر نفس بصور مختلفة في اكثر من جريدة في الولايات المتحدة الامريكية بناءا على توجه تلك المؤسسة الاعلامية ، حيث من يملك المؤسسة هو من يضع ضواب النشر وحرية النقل ونستطيع القول " لا وسيلة اعلامية نزيهة ، بل كل من يروج لافكاره وايدلوجيته " .

علما بان يشار إلى أن بشار جرّار، كاتب أردني أمريكي مقيم في واشنطن، وهو متخصص في دراسات السلام وفي الشؤون الأمريكية والشرق أوسطية، وقضايا مكافحة الإرهاب، وتعزيز حوار الأديان. وهو كاتب عمود في عدد من الصحف والمواقع العربية والعالمية، كما يقوم بتقديم محاضرات في دول أجنبية وعربية في مواضيع مختلفة تتعلق بالدبلوماسية العامة والخارجية الأمريكية.