DELMON POST LOGO

" الشيخ الأبيض " في ظفار .. مسرحية على خشبة اوربار في صلالة

الظفاريون يختلفون مع القاسمي في سرد الرواية تاريخيا ويتفقون فنيا

مسرحية سدرة الشيخ التي عرضت أمس الثلاثاء الماضي بتاريخ 29 أغسطس 2023 ، على خشبة مسرح أوبار بالمديرية العامة للتراث بمحافظة ظفار بعد ان حصدت مؤخرا جائزتين في التمثيل والمؤثرات الصوتية حين عرضت في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجيوذلك بحضور عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح، وعدد من المسؤولين في محافظة ظفار وجمهور كبير توافد لحضور عرض المسرحية في صلالة ضمن فعاليات موسم خریف ظفار.

إستلهم المسرحي القدير الدكتور عماد الشنفري مسرحيته "سدرة الشيخ" من الرواية الشهيرة التي ترجمت لعدة لغات "الشيخ الابيض" للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

الشيخ الأبيض أو سدرة الشيخ  قصة واقعية نسجت خيوطها في بداية القرن التاسع عشر في ظفار تحديدا بداية العام 1806م ، وبالرغم من عدم توفر الوثائق التأريخيه الدقيقة عن تلك الحقبة من الزمن في ظفار تحديدا إلا ان الفضل كل الفضل للشيخ الدكتور القاسمي المثقف والكاتب العربي وراعي الثقافه والمبدعين العرب  الذي اصدر لنا هذه الرواية في عام 1996 بعد جهد واضح ومشكور منه حيث تعشم السفر خصيصا الى مدينة "سيلم" الامريكية وزار الجزء المتبقي من بلدة بطل الرواية الامريكي "عبد الله" او "جوهانس بول" اسمه الاصلي او  الشيخ الابيض بطل الرواية او بطل مسرحية سدرة الشيخ وعثر على أحفاده في ظفار والتي عرف فيها محليا بأسم عبد الله المسلماني.

فنيا عرض لنا الدكتور عماد وشباب فرقة صلالة للفنون المسرحية هذه المسرحية هذه المره في عقر دار احداثها التاريخية ظفار وابهرونا بالفعل تمثيلا واداءا ومؤثرات صوتية وبصرية في منتهى التعبير عن تلك الحقبة التاريخية من الزمن الظفاري وقد رعى وحضر العرض السيد محافظ ظفار ورئيس المسرح بامارة الشارقة وجمهور ظفاري غفير إمتلاء بهم مسرح اوبار وتفاعلوا مع المسرحية أيما تفاعل .

الممثلين الظفاريون المشاركون في المسرحية هم عيسى عجزون ، عبدالله جحنون ، قابوس الشنفري ، جهاد اليافعي ، محمد العجمي ، هشام بيت سليم ، وليد شعبان ،عبدالملك الفزاري ، امل النويريه ، عبدالله فتحي .

 من هو الشيخ الأبيض ؟

كان شيخ ظفار ، محمد بن عقيل وهو شخصية  تاريخية حكمت ظفار من (1805م - 1829م) ، كانت له علاقات قوية مع حكام عصره كالسيد سعيد بن سلطان ومحمد علي باشا وأمراء وأئمة اليمن والحجاز ،، أطلق عليه الإنجليز لقب "القرصان" بسبب حادثة السفينة أسيكس سنة 1806م ،، ولم يُقدم محمد بن عقيل السقاف على ذلك من باب القرصنة كما إدعى الإنجليز ولكن كان رداً منه على استيلاءهم على أملاكه وأمواله في جزيرة كمران في البحر الأحمر بحجة شراءه الجزيرة لحساب الفرنسيين من الشريف حمود حاكم مدينة أبوعريش في تهامة .

كان السقاف في رحلة تجارية الى الهند ، اثناء عودته الى الهند اكتشف ان الفرنسيين هجموا على باخرة له واحرقوها مستخدمين باخرتين فرنسيتين لهم وان هاتين الباخرتين متواجدتين في المخا احد الموانئ اليمنية على البحر الاحمر،،،

الشيخ الظفاري لم يرجع الى بلاده ، بل غادر الى المخا اليمنية في البحر الأحمر وهاجم الباخرتين الراسيتين كان اسم احد الباخرتين "أسيكس" وقُتل جميع طاقمها وعلى رأسهم القبطان جوزيف أورن إلا عامل القُمرة الصبي جوهانس بول ، حمله السيد محمد بن عقيل معه إلى ظفار وعاش في كنفه واعتنق الإسلام ، وحسب رواية القاسمي تبناه السقاف وصار إسمه عبدالله بن محمد بن عقيل الذي أصبح حاكم ظفار بعد وفاة متبنيه الذي قُتل سنة 1829م!! .

تقول الحكاية بان السقاف قد حرق احدى السفينتين واختطف الأخرى ،،، واكتشف بعد الاختطاف ان بها صبي امريكي يعمل مساعد طباخ بالسفينة عمره تسع سنوات.

قرر الشيخ قتله ، الا ان زوجته منعته من قتله وطالبته ان يتبناه لان ، وفعلا تبناه واسماه " محمد " ، واصبح وريثه في المال والحكم ، وتعلم التجارة ، وبعد مقتله ( محمد بن عقيل حاكم ظفار )  في احد المعارك عام 1829 في وادي بخير بسبب ثارات قبلية ( جماعة سالم مسلم ) .

بعد فترة وجيزة من تسلم الولد محمد او جوهانس هيرمان بول (1806م - 1875م  الحكم في ظفار حسب الرواية ، تم الهجوم عليه من قبل قبائل من مرباط ( ضمن التنافس على حكم ظفار ) ، كاد ان يقتل ، وهرب ونزل في سدح وهو مصاب احتضنته بعض القبائل وتحالفت معه وجعلته زعيمهم بعد تزوج من احد بناتهم  واستطاع إعادة الحكم في ظفار.

علما بان جوهانس هيرمان بول ( او محمد المسلماني ) من مدينة سالم الأمريكية بطل رواية ( الشيخ الأبيض ) للدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي صدرت في 1996م ولاقت إنتشاراً واسعاً وترجمت إلى عدة لغات ، والتي تدور أحداثها في ظفار في القرن التاسع عشر الميلادي ، تلك الرواية التي تحولت الى مسرحية تم تمثيلها على خشبة مسرح أوبار هذا الخريف ، هذه المسرحية المأخوذة من الرواية تخالف حسب بعض المؤرخين الظفاريين التاريخ لان المسلماني او الشيخ الأبيض لم يحكم ظفار بل أبناء محمد بن عقيل فعل ذلك ،،، وانما جاءت احداث الرواية كعمل فني لا تاريخي بالضرورة.