DELMON POST LOGO

" الغريقة " بظفار و" الطبعة " في البحرين التشابه في المآسي – قصة غرق سفينتان بالمنامة وصلالة .. والضحايا بالمئات

احد ميزات ظفار التراثية بانها تحتوي على اكبر عدد من القبور القديمة جدا بعضها عملاقة وبانواعها المختلفة ، بينها قبور أولياء وانبياء ( نوح / صالح / يونس ) ، وتقسم الى ثمان أنواع ، اخرها القبور الإسلامية ، لكن ليس هناك مقبرة خاصة لضحايا " الغريقة " لاسيما انهم غرقوا في البحر بين صلالة ومسقط .. والمرشد السياحي العماني بظفار ، وهو يشرح لك قبور وانواعها ، يتأسى على ضحايا الحادثة التي وقعت قبل 64 عاما واحدثت جرحا في الذاكرة الظفارية والتي لم يدفن ضحاياها بهذه المدينة الوادعة بل البحر مقبرتهم .

الحادثة التي تتشابه مع ما حصل من حادثة اليمة في البحرين في مايو 1946 في رحلة سياحية بين جزيرتين في البحرين سميت سنة الطبعة كما سميت سنة " الغريقة " في ظفار .. تشابه في المآسي.

قصة الغريقة في صلالة 1959

الغريقة هو اسمٌ لعام ١٩٥٩ في التقويم الشعبي لأهل #ظفار، إذ حلّت بها فاجعة حدثت في ٢٣ مايو .

الحادثة أصبحت تاريخ مواليد الكثير من الناس ، معيار وتاريخ مواليد الكثير من اهل صلالة ما قبل الغريقة ، وما بعد الغريقة وسنة الغريقة ، كما اصبت مكان للامثال والسرد اللمورث الشعبي في صلالة بل في ظفار .

تفاصل القصة ، كان هناك لنج - مركب اسمه "الفوز" من نوع البوم  يستخدم لنقل الركاب والبضائع من صلالة الى دبي مرورا بصور ومسقط.ثم الاتجاه الى الكويت والبصرة.

في يوم 21 مايو ، صعد على المركب " الفوز)  من بندر ( ميناء  / الفرضة ) الحصن حوالي 200 شخص من معظمهم رجال في تلك الرحلة المشؤمة  ، صادف ذلك منخفض جوي على المحيط وبحر العرب وصحبه عواصف واعاصير مدارية (عاصفة استوائية قوية)  تصل تاثيراتها الى سواحل السلطنة وبالتحديد صلالة ( كان ذلك إعصار صلالة ) ، مصحوبة بكميات كبيرة من الامطار وسرعة كبيرة من الرياح بعد يومين من الابحار.

تحطم البوم وسط البحر ، وغرق 200 شخص من أهالي صلالة ، لدرجة ان لا بيت ولا قبيلة في ظفار لم تفقد شخص او قريبا له ،،، وتم تحديد تلك السنة بسنة " الغريقة " .

علما بان بداية مايو تعتبر هي بداية موسم الأعاصير في بحر العرب والتي تنتهي في شهر ديسمبر. ، وقد جاء تحذير لربان السفينة من الإبحار ولكنه اصر على الإبحار وحدثت الفاجعة .

طبعة البلاد القديم – سنة الطبعة

هز صوت الناعي أركان منطقة البلاد القديم بالبحرين ، التي صلت صلاة ظهيرتها يومها على عويل ذاك المصاب الجلل الذي راح ضحيته 41 نفساً من رجال ونساء ورضعان من أهالي المنطقة بعد غرق المركب البحري الذي كان يسير بهم في بحر البلاد القديم.. سنة الطبعة تاريخ تحدد فيه المواليد لاهالي البحرين  رغم وجود مستشفى ولادة بالبلاد.

فالسادس من مايو العام 1949، السنة التي باتت حدثاً يؤرخ له بـ «سنة الطبعة»، ففي رحلة بحرية جمعت ثلة من الرجال والنساء والأطفال توجهت سفينة القدر المحتوم من سواحل البلاد القديم الجنوبية مبحرة في مياه خليج توبلي، وقد انتابت الجميع البهجة والسرور على أمل الوصول إلى الشاطئ الآخر ليحطّوا الرحال على رمال جزيرة النبيه صالح.

يومها ومبكراً صباحاً، أبحرت السفينة مثقلة بهمومها البشرية وأحمال فوق أحمالها وفي غفلة تغمرها السعادة هبت ريح عاتية فاستدارت السفينة بأهلها وصار عاليها سافلها، وفي طرفة عين فقدت المنطقة ما يربو على الأربعين من الرجال والنساء والأطفال وأصبحت البلاد القديم في حزن ووجوم ونوح وعويل على المصاب الجلل الذي حل على جميع أهالي المنطقة بل على البحرين قاطبة.

ظهراً، عشرات الجثث من الرجال والنساء والأطفال تناقلها الأهالي وقتها في حركة دؤوبة، فقد كانت الجثث تأتي فرادى ومثنى وثلاث ورباع، وكان الأهالي يجدون في نقلها إلى مغتسل القرية، فتستقبلها جماعات أخرى تصلي عليها صلاة الأموات، ثم يجري تشييعها، فعدد منها دفن في مقبرة داخل القرية، وعدد آخر دفن في مقبرة «أبوعنبرة» التي تقع على أطرافها.

ودخلت البلاد القديم في حزن عميق استمر أكثر من عام غابت فيه الأفراح عن الأهالي، ولم يكن أحد منهم يرغب في الحديث عمّا جرى أو حتى تذكره، لعلهم أرادوا بذلك أن يقتلعوا الأسى الذي بدا حينها أنه كان زائراً ثقيلاً لا يريد أن يغادر حياة قريتهم، وحياتهم.هذه الحادثة، ظلت إرثاً غير مدون يتناقله جيل إثر جيل على مدى عشرات السنوات.