DELMON POST LOGO

مدن بجمعية التاريخ : رغم الرّقابة لم يمنع عبد الله الزّائد من خوض موضوعات شائكة كالقضيّة الفلسطينيّة والوحدة العربيّة ووحدة الخليج

اتاحت صحيفة "أم القرى" التي أنشأها الأمير عبدالعزيز بن سعود عند دخول مكة عالم 1924 للمثقفين المكيين ممن أنسوا للأفكار الحديثة التي دبت في بلدهم

قال الدكتور حسن مدن في محاضرة بجمعية تاريخ واثار البحرين ، رغم الرّقابة لم يمنع عبد الله الزّائد من خوض موضوعات شائكة كالقضيّة الفلسطينيّة والوحدة العربيّة، ووحدة دول الخليج، وقضايا الاصلاح المحليّ، وعلاقات البحرين بإيران. كما حملت صحيفته (البحرين) التي صدرت عام 1939 آراء مختلفة بأقلام كتّاب من الخليج وتابعت قضايا إمارات الخليج، ونشرت نصوصًا لشعراء من البحرين وبلدان الخليج الأخرى.

وقد بدأ مدن بسرد تاريخ الصحافة في الكويت ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ 70 لجمعية تاريخ واثار البحرين ، في محاضرة  القاها مساء امس بعنوان " بداية الصحافة في بلدان الخليج العربي" .

صحيفة الكويت

تعدّ (الكويت) أوّل مجلة كويتيّة لا في الكويت فحسب، وإنّما في منطقة الخليج عامّة، مع استثناء ما كان يصدر من صحف في الحجاز قبل توحيدها في إطار المملكة العربيّة السّعوديّة، حيث صدر العدد الأوّل منها في رمضان من العام الهجريّ 1346 الموافق لشهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار من العام الميلادي 1928، وكانت (الكويت) كانت مجلّة كويتيّة - بحرينيّة، حيث انتقل ناشرها ومحرّرها الشّيخ عبدالعزيز الرّشيد من الكويت إلى البحرين في الفترة بين 28 نوفمبر من العام 1928 إلى مارس من العام 1930 وأقام فيها معظم أيام العمر القصير لتلك المجلّة الرّائدة الذي لم يتجاوز العامين، حيث توقّفت في شهر شوّال 1348 الموافق لشهر مارس/ آذار العام 1930 بعد صدور الجزء العاشر من المجلّد الثّاني، فمن الكويت أوّلًا ثمّ من البحرين لاحقًا كان الرّشيد يتولّى تجهيز مادّة المجلّة للنّشر ثمّ يرسلها إلى الطّباعة في مصر، بسبب عدم وجود مطابع في الكويت والبحرين.

وينقل أحمد الدّيين عن الباحث الدّكتور يعقوب يوسف الحجي "أنّ الشيخ عبدالعزيز قد ضاق بالمقاومة التي لقيها في الكويت ضدّه وضدّ مجلّته، ففكّر في رحلة تنسيه الهموم لفترة من الزّمن حتّى يتفرّغ لإصدار المجلّد الثّاني من مجلّته. فذهب إلى البحرين على أمل أن يتركها إلى الهند ثمّ إلى إندونيسيا. لكنّه وجد في البحرين أناسًا أحبّوه وفرحوا بقدومه، فارتاحت نفسه لهم. ولمّا وجد أنّ باستطاعته البقاء في البحرين والقيام بإصدار مجلّته فيها، أرسل رسالة إلى الشّيخ أحمد الجابر ليعرف شعوره تجاه استقراره في البحرين. ولمّا لم يبد الشّيخ أحمد أيّة معارضة، ولم يحمل في نفسه عليه، قرّر البقاء في البحرين، واشترى منزلًا للسّكن فيه".

في البحرين احتفت الأوساط الأدبيّة بمقدم الشّيخ الرّشيد حيث أقام النّادي الأدبيّ الرّياضيّ حفلًا تكريميَّا له نشر بعض وقائعه في الجزء الثّاني من المجلد الثّاني الصّادر في صفر 1348 وفيه نقرأ أيضًا نصّ خطبة رئيس النّادي سابقًا الأستاذ إبراهيم العرّيض.

صحيفة البحرين

تعدّ صحيفة (البحرين) الأسبوعيّة التي أصدرها عبدالله الزّائد في مارس 1939 ثاني صحيفة تصدر في منطقة الخليج بعد صحيفة الكويت، واستمرّت في الصّدور ستّة أعوام تقريبًا واحتجبت في عام 1944، ولأنّها صدرت قبل ستّة أشهر من اندلاع الحرب العالميّة الثّانية في الوقت الذي كانت فيه أصداء الحرب تتصاعد، فقد نشأ انطباع بأنّها صدرت لمساندة المجهود الحربيّ للحلفاء، وهو انطباع لا يخلو من الوجاهة، ولكنّه لا يغطّي الأسباب الحقيقيّة لصدور الصّحيفة على يد عبدالله الزّائد بالذّات الذي وصفه محمد الرّميحي بأنّه "رائد المقال الصّحفي" في المنطقة، ففضلًا عن الخبرة الصّحفيّة التي اكتسبها من عمله مع عبدالعزيز الرّشيد في اصدار مجلّة (الكويت) ما خلق لديه الطّموح في إصدار صحيفة مماثلة، فإنّ شخصيّة الزّايد وطموحه والأفكار التي يحملها وينشرها ومواقفه الوطنيّة تشير إلى أنّ غايته من إصدار الصّحيفة لا يمكن حصرها في دعم الحلفاء في حربهم ضدّ دول المحور.

ورغم الرّقابة المفروضة على الصّحيفة فإنّ ذلك لم يمنع الزّائد من خوض موضوعات شائكة في كتاباته في الجريدة كالقضيّة الفلسطينيّة، والوحدة العربيّة، ووحدة دول الخليج، وقضايا الاصلاح المحليّ، وعلاقات البحرين بإيران. كما حملت (البحرين) آراء مختلفة بأقلام كتّاب من الخليج وتابعت قضايا إمارات الخليج، ونشرت نصوصًا لشعراء من البحرين وبلدان الخليج الأخرى.

الإمارات: صحف حائط معارضة للإنجليز

  بالقياس للكويت والبحرين تأخر صدور صحف مطبوعة  في الإمارات، وقد عوّض أفراد النّخبة المتعلّمة ذلك بإصدار صحف حائط، بسبب غياب المطابع وشحّ الإمكانيّات في حينها، ومن تلك الصّحف صحيفة (عُمان) التي أصدرها إبراهيم المدفع في الشّارقة عام 1927، وشارك في تحريرها كلّ من المؤرّخ عبدالله بن صالح المطوّع، أحمد بن حديد، مبارك النّاخي، حميد بن عبدالله الكندي، وحمد بن عبدالرّحمن المدفع، وكان ينسخ منها حوالي خمس نسخ تتداول بين الأصدقاء في الحي الذي يقيم فيه بينما تعلّق نسخة منها في مجلسه، وأعقب المدفع ذلك بإصدار صحيفة أخرى مماثلة عام 1931 أسماها (العمود)، إلّا أنّها فكاهيّة سياسيّة ساخرة، تركّز على نقد أفعال الإنجليز في المنطقة

  وفي مدينة العين بإمارة أبوظبي أصدر مصلح بن عبيد الظّاهري صحيفة (النّخي) في مطلع ثلاثينيّات القرن العشرين من دكّان صغير كان يمتلكه في المدينة كان يقدّم فيه المشروبات و(النّخي) (الحمص المسلوق أو المشوي)، وكان مصبّح الظّاهري يكتب أخبارها بنفسه وعلى أكياس الورق، ويتطوّع لقراءة تلك الصّحيفة لمن لا يجيد القراءة والكتابة، وفي صباح اليوم التّالي يُعلّق هذه الصفحات أمام دكّانه، ومن يشتري (النّخي) يقرأ الأخبار.

أمّا في دبيّ فقد صدرت صحيفة (صوت العصافير)، حيث شهد عام 1933 محاولة لبعض الشّباب من دبيّ والشّارقة بكتابة نشرة يوميّة كان يكتبها بعض أولئك الشّباب باليد وبمعاونة من شباب البحرين وأسموها بـ(صوت العصافير)، كانت تنتقد الأوضاع المحلّية بأسلوب لاذع، وتصدر كمنشور سريّ أيام وجود الضّابط السّياسيّ البريطانيّ، تهاجم التّدخّل الأجنبيّ الذي كان يعمل على تثبيت أقدامه في الشّارقة عام 1938، حيث القاعدة الجويّة البريطانيّة، وكان هؤلاء الشّباب متأثّرين بوثبة العراق بعد استقلاله، وعلّقت تلك النّشرات في أنحاء مختلفة من الإمارة ممّا كان لها دور في توعية الرّأي العام وإيقاظ الجماهير لواقعها المرير بفعل الاستعمار.

وشارك في كتابة تلك النّشرة حنظل صالح، وعلي محمد الشّرفا، عبدالله الصّانع من الكويت، عبدالرّحمن المعاودة من البحرين، إبراهيم المدفع وحسن المدفع من الشّارقة، صاحب صحيفة (عُمان) التي توقّفت عن الصّدور، فشارك بإصدار صحيفة (صوت العصافير) وكانت تعتمد على الصّحف التي تصل إلى البلاد من البلدان العربيّة مثل الأهرام، فلسطين، الشورى، العروة  الوثقى، أمّ القرى، الرّسالة، ومجلّة المختار.

يمكن اعتبار نشرة (أخبار دبيّ) التي أصدرتها دائرة إعلام دبيّ في يناير/ كانون أول 1965 أوّل مطبوعة في الإمارات، كما أصدرت إمارة رأس الخيمة نشرة مماثلة في عام 1968، واستمرّت النّشرتان في الصّدور حتّى بداية الثّمانينيّات، وفي أكتوبر/ تشرين أوّل صدرت في أبوظبي صحيفة (الاتحاد) كأوّل صحيفة إماراتيّة مطبوعة التي ابتدأت في الصّدور أسبوعيّة، قبل أن تتحوّل إلى يوميّة، وقد اختير لها اسم (الاتحاد) لتزامن صدورها مع الجهود التي كان حكّام الإمارات بقيادة الشّيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتأسيس الدّولة الاتّحاديّة، دولة الإمارات العربيّة المتّحدة.

في العام 1970 أصدر الأخوان تريم وعبدالله عمران مجلّة (الشّروق) الأسبوعيّة في الشّارقة، ثمّ توقّفت ليتوجّه مؤسّساها إلى إصدار أوّل صحيفة إماراتيّة يوميّة هي (الخليج) في أكتوبر/ تشرين أوّل 1970، والتي كانت - في بداية تأسيسها - تحرّر في الشّارقة وتطبع في الكويت، لتشحن أعدادها جوًّا إلى الشّارقة، بسبب عدم وجود إمكانات الطّباعة، وبسبب بعض الصّعوبات توقّفت (الخليج) عن الصّدور لعدّة سنوات، لتعاود الصّدور ثانية في إبريل/ نيسان عام 1980، حيث أصبحت تطبع في الشّارقة هذه المرة، وفي مارس / آذار 1980 أصدرت حكومة دبيّ مرسومًا بتأسيس جريدة البيان، لتحلّ محلّ نشرة (أخبار دبي).

الصّحافة في عُمان

هناك وضعٌ خاصّ لعُمان، حيث صدرت أوّل صحيفة عُمانيّة في زنجبار التي كانت تابعة لعُمان، هي صحيفة (النّجاح) التي أسّسها الشّاعر العُماني الكبير أبو مسلم البهلاني سنة 1911، والموجّهة للعُمانيّين والعرب المقيمين هناك، لكنّها لم تكن توزّع في عُمان نفسها، على ما يبدو، وبدأت الصّحيفة النّاطقة باسم حزب (الإصلاح) بأربع صفحات فقط، متّخذة من عبارة (النّجاح لحزب الإصلاح) شعارًا لها، إضافة إلى شعارين آخرين هما: "إنْ أريد إلّا الإصلاح ما استطعتْ"، و"كلّ منْ ثابر على العمل أدرك النّجاح"، تعبيرًا عن مبادئ أعضائه وأفكارهم من العرب وغيرهم، وتناوب كلّ من ناصر بن سليمان اللمكي ومحمد بن علي بن عامر الطّائي على رئاسة تحريرها في فترات لاحقة، إلّا أنّ صدورها لم يستمر سوى ثلاث سنوات، حيث أنّها توقّفتْ عن الصّدور في يوليو من عام 1914 بعد نفي اللمكي إلى الهند، حين ارتاب المقيم البريطانيّ في زنجبار في عدم ولائها لبريطانيا ما أدّى إلى إغلاقها( ).

 كما صدرت في زنجبار أيضًا صحف عُمانية أخرى، بعضها بالعربيّة، وبعضها جمعت إلى العربية اللغتين السّواحليّة والإنجليزيّة، ومن هذه الصّحف: (الفلق) التي صدرت في إبريل/ نيسان 1929 بقرار من (الجمعيّة العربيّة) التي يرأسها السّيد سالم بن كندة، وعهد بمسؤليتها إلى الشّيخ هاشل بن راشد المسكري، لتكون صوتًا عربيًّا إسلاميًّا  يصدر في مدينتي زنجبار  وممباسة، ويوزّع على بقيّة المدن الإفريقيّة، كما وصلت إلى عُمان البلد الأم، وإلى دول أخرى منها الجزائر ومصر والشّام وتونس، وقد شرح صاحب الجريدة سبب اختياره لاسم الصّحيفة، بالقول: "الفلق أو الشّعيعات الذّهبيّة التي تؤذن بالقسم الهام من اليوم، النّهار الذي جعله الله لنا للعمل والجهاد في سبيل الحياة، والبقاء أعزّاء. الفلق أو المؤذّن للفلاح والكفاح، الفلق أو القاسم بين الجزأين من اليوم الليل والنهار.. الفلق أو بين العهدين من تاريخها، عهد الجهل والظّلام وعهد المعرفة و النّور".

والصّحيفة التي صدرت في البداية في أربع صفحات من حجم (تابلويد)، زيدت لاحقًا إلى ست، وبعد أن كانت مقتصرة على الصّدور باللغة العربيّة، تنبّه القائمون عليها إلى ضرورة صدورها باللغة الإنجليزيّة أيضًا، لئلا يكون عامل اللغة حاجزًا دون وصولها إلى غير العرب من بعض الأفارقة والإنجليز والهنود المقيمين هناك، لذلك قسمت الجريدة صفحات أعدادها إلى قسمين أربع صفحات باللغة العربيّة، وأربع أخرى بالإنجليزية، وترجّح الرّوايات أنّ الصّحيفة توقّفتْ عن الصّدور في العام 1963.

هناك جريدة عُمانية ثالثة صدرت في زنجبار، ولكنْ باللغة السّواحليّة هذه المرّة، هي صحيفة (المرشد) الأسبوعيّة، وبالسّواحليّة (مونجوزي) Mwongozi، والتي استمرّت في الصّدور في الفترة بين 1942-1964 وأصدرها أحمد بن سيف الخروصي بالتّعاون مع علي بن محسن البرواني، وكان الهدف من اختيارها السّواحليّة لغة لها هو مخاطبة العرب الذين يتقنون هذه اللغة، كما حوت أعداد المجلّة ترجمة باللغة الإنجليزيّة لأهمّ الموادّ المنشورة فيها، وفي أكتوبر 1959 أضافت الصّحيفة قسمًا جديدًا فيها باللغة العربيّة، وكان لتعدّد اللغات التي استخدمتها (المرشد) أكبر الأثر في انتشارها؛ لأنّها خاطبت النّاطقين بكلّ هذه اللغات، ولم تقتصر على النّاطقين بلغة واحدة. وعلى خلاف الصّحيفتين السّابقتين فإنّه كان لـ(المرشد) مطبعتها الخاصّة بها.

وتبنّت (المرشد) مواقف الحزب الوطنيّ الزّنجباريّ وأفكاره المتمثّلة في مهاجمة الحماية البريطانيّة لجزيرة زنجبار، لكون كتّابها من أعضاء الحزب بعد تشكيله في عام 1955، لذا حفلت بالمقالات النّاقدة للسّياسة البريطانيّة والمطالبة بالاستقلال( ).

أمّا في عُمان نفسها فقد تأخّر صدور الصّحف إلى العام 1971، حين صدرت في يناير/ كانون أوّل من ذلك العام صحيفة (الوطن)، على يد نصر بن محمد الطّائي بعد مجيء السّلطان قابوس إلى الحكم بنحو ستة أشهر، وتلتها في العام 1973 جريدة (عُمان)، ليتوالى بعدها صدور جرائد أخرى.

الصحافة في السعودية

يرى الباحث حسين محمد بافقيه أن دخول الصحافة إلى مكة المكرمة اقترن بالعام الذي نودي فيه على  الدستور العثماني ضمن خطة تحديث هياكل الدولة العثمانية حيث هيأ لادخال الثقافة الحديثة إلى مكة وبثّ وعياً سياسياً جديداً في اوساط النخب المثقفة،  فكانت أولى الصحف الحجازية هي "حجاز" بنسختيها التركية والعربية.

نجم عن الثورة العربية الكبرى تحوّل الحجاز من ولاية تتبع السلطنة العثمانية إلى دولة مستقلة، تبنت الكثير من الأفكار الإصلاحية، ومن ذلك تعريب لغة الادارة المحلية وإنشاء عدد من المدارس العربية الحديثة ووكالة المعارف وصحيفة الثورة الرسمية "القبلة" التي عملت على اشاعة الوعي السياسي والثقافي في مكة ومدن الحجاز الأخرى.

اتاحت صحيفة "أم القرى" التي أنشأها الأمير عبدالعزيز بن سعود عند دخول مكة عالم 1924 للمثقفين المكيين ممن أنسوا للأفكار الحديثة التي دبت في بلدهم نشر حصاد أفكارهم في صفحاتها وشهدت السنوات الأولى للعهد السعودي في الحجاز نمّواً في انشاء الصحف والمجلات  في مكّة فانشأ الشيخ الأزهري محمد حامد الفقي مجلة الاصلاح (1928)، وهي مجلة دينية سلفية، وأنشأ كوكبة من المثقفين الإصلاحيين صحيفة "صوت الحجاز" (1932)، وأنشأ مصطفى أندر قيري مجلة "النداء الإسلامي" (1937) باللغتين العربية والملايوية، لكن يبقى أن "أم القرى" و"صوت الحجاز" كانتا لسان حال الثقافة الحديثة، بما تنشرانه من فصول أدبية وفكرية وكانتا الميدان الفسيح للشعر والنقد الادبي."