DELMON POST LOGO

الروائي ايمان يحيى بمركز الشيخ إبراهيم : الروايات لها تاثير كبير لخلق الوعي الجماعي اقوى من كتب المؤرخين

كشف بالروائي المصري إيمان يحيي، بان الرواية التاريخية لها تاثير اقوى من كتب التراث وتسهم في خلق وعي للناس والجتمع ، وتسائل يحيى في ندوة نظمها ملتقي مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة البحوث، ضمن الموسم الثقافي" قف على ناصية الحلم وقاتل" الاثنين الماضي ، في محاضرة عنوانها " الرواية التاريخية بين الواقع والخيال ،هل يجب على الروائي  ان لا يتعارض مع الاحداث التاريخية  كما هي او يغير في تواريخ وهل يجوز له ذلك ؟ وكان جوابه ، على الروائي ان يعرض الأفكار المتناقضة مع احترام التاريخ والتي بالضرورة تعكس الوقائع التاريخية .
صحيح ان العديد من  الوقائع التاريخية رسمت او سجلت او خطت باوامر من قبل السلطان في تلك الفترة وتوجاته لكن لا بديل لدينا غير تسجيل الوقائع القريبة من الواقع ما امكن.
في مصر مثلا ربط البعض بالشخصية التاريخية الكبيرة اعرابي بالغزو البريطاني لبلاده او تسبب فيها ، لكن الحقيقة تختلف بان هناك نية بريطانية لاحتلال مصر لاسباب اقتصادية استعمارية .. الخ ،كذلك الحال مع قصص هزيمة العرب بالاندلس وحقيقة ما قاله زيدان في رواياته عن الحدث.
فيما أشاد يحيى بروايات عبد الرحمن منيف الذي عكس تاريخ الخليج وتناقضاته التاريخة الطبيقة في رواياته واصبح العالم يعرف ما يدور من تلك الاعمال الأدبية الخالدة ، كذلك الحال بالنسبة الى نجيب محفوظ بدءا من رواية " فوق النيل " الى اخر رواية بينها الثلاثية التاريخة الاقتصادية الاجتماعية .
السؤال الان من يؤثر اكبر ، كتاب ومؤرخي التاريخ ام الروائيين ؟ الأول للمهتمين والثاني للهواة والقراء العاعديين ، لدى فان الناس يتاثرون بالروايات اكبر من المؤرخين ، لان الأول للمتعة والأخر للدارسة والبحث والميل عادة للأول خصوصا انها توسع مداركه بشكل فني .
مشيرا الى ان الرواية هي وثيقة فنية ، أحيانا عن عصر معين وبها تاريخ محدد ، ومن بين تلك الروايات الي كتبها يحيى " الزوجة المكسيكية " التي تعتبر الأشهر بين رواياته القليلة .
وردا على سؤال حول خوف الروائي من الناس او السلطة التي أحيانا تتهمه " تعكير صفو السلم الاجتماعي " او التعرض الى العادات اوالثقافات او الطائفية في بلد ما  او التعرض الى شخصية مكان احترام في المجتمع سواء تاريخية او دينية او عصرية ،،، رغم ان هذه الاعمال مشروعة بالغرب وممنوعة بالبلاد العربية ، بخلاف الدول الأخرى مثل رواندا التي تقاتلت طائفيا ، وتصالحت أخيرا وهي من اكثر الدول سرعة نمو اقتصادي في العالم الان .
مؤكدا بان على الروائي ان يبحث عن الحقيقة وان يجري وارئها ، ( هكذا بحثت عن الزوجة الثانية ليوسف ادريس في روايتي – الزوجة المكسيكية " .
يقول يحيى بانه بدأ في كتابة الرواية متاخرا ، أي بعد عمر الستين عاما ، وكانت الكتابة تفريغ للطاقة بعد الاحداث التي حصلت بكلية الطب ودفاعي عن طبيبة تسعى التخصص في " الجراحة " التي كانت مقتصرة على الرجال ، وكدت ان افصل من الكلية ، وتحولت الى مجلس تأديبي ، وكانت الرواية ألاولى بعد هذا المخاض هي " الكتابة بالمشرط " ومن ثم رواية " قبل النكسة بيوم " والذي كتبت فيه عن معسكر اليسار في مصر والشعور بالخيبة بعد الهزيمة مع شرح مفصل الى الشعب المصري وطريقة الحكم .
وردا على سؤال قال ان نعم يجب على الروائي ان يتحرر من الايديلوجية التي يحملها ولا يسقطها على ابداعاته ، على الرغم ان الصراع الطبقي مهم في تحريك الاحداث لكن المسألة ليست وردية او مطلقة ، مثلا الطائفية موجودة ، والاختلافات والعصبيات في مجتمعاتنا العربية و لكن الطرق بشكل مباشر يؤثر سلبا على الروائي.
لدى فان الروائي بالوطن العربي او في المجتمع المحافظ يمارس الرقابة الذاتية في الفن والرواية وهناك تبرر الحنكة وتحصل مشاكل اذا أخطأت ، مثلا رواية " أولاد حارتنا " تم منعها أيام عبد الناصر ، رغم انها ساهمت في الحصول نجيب محفوظ على الاوسكار ، وسليمان رشدي تعرض لمحاولة الاغتيال مثل نجيب محفوظ والبحث في الأماكن المظلمة صعب ولكن ضروري ، وهناك مساحة يجب استغلالها ، واذا صدقت النوايا فان الرواية تعيد صياغة الوعي للافراد والمجتمع .
يذكر أن إيمان يحيي دكتور بكلية الطب في جامعة قناة السويس وهو أيضاً كاتب وروائي ومترجم مصري، أتم دراسته الجامعية في جامعة المنصورة وحصل على الدكتوراه في الجراحة من الاتحاد السوفياتي آنذاك. يعمل د. إيمان طبيبا وأستاذا بكلية الطب، جامعة قناة السويس. له العديد من الترجمات عن الروسية والإنجليزية، كما كتب مقالات عديدة بالصحف المصرية والعربية. وله روايتان «الكتابة بالمشرط » و «الزوجة المكسيكية ». يكتب إيمان مقالات سياسية دورية في عدد من الصحف العربية.وقد إدارة الأمسية باقتدار الروائية العراقية إنعام كجه جي.