DELMON POST LOGO

ريم بسيوني في مركز الشيخ إبراهيم : لم تخلو رواياتي من الحب والغزل والعلاقات الإنسانية

كشفت الكاتبة والروائية المصرية ريم بسيوني ، في أمسية عنوانها " التاريخ والمكان في روايات ريم بسيوني...كيف حررني التاريخ في الكتابة؟"، عن رواية جديدة لها في تطور التكوين خلال الفترة المقبلة ولم تحدد اسمها ونطاقها.
وقال في سردها للتقنيات الحديثة والتحولات الكتابية التي تتشكل فيها الرواية التاريخية، والعوامل التي أدت إلى تطورها ضمن الأزمنة، بمركز الشيخ إبراهيم يوم امس بحضور عدد كبر من المهتمين والمثقفين والادباء والكتاب .
وتطرقت بسيوني الى حب الشعب المصري الى اهل البيت ، بسبب تاثيرات الدولة الفاطمية التي كانت من الحرية الحرص على حرية الأديان والمعتقد حينها ، وقد تطرق الروائية الى ذلك في رواية ( الحلواني ) مشيرة الى ان الفاطميين هم من ادخل الحلويات مصر.
كذلك الاحتفال بميلاد النبي .
واسهبت في التاريخ حيث قالت ان فترة حكم المستنصر، حصلت مجاعة في مصر بسبب خلاف الجنود السودانيين والأتراك في مصر وتوقف المصريين من الزراعة بسبب النهب وبذلك استعان  الحاكم بوالي عكة بدر الجمالي ونصره وبعد اربع سنوات تم الرفاه بشعب مصر.
وقالت ان الرّواية التّاريخيّة هي ضرب من الرّواية يمتزج فيه التّاريخ بالخيال، وتهدف إلى تصوير عهد من العهود أو حدث من الأحداث الضّخام بأسلوب روائيّ سائغ مبنيّ على معطيات التاريخ، ولكن من غير تقيد بها أو التزام لها في كثير من الأحيان. وعرّف البعض الرّواية التّاريخيّة بأنّها سرد نثريّ يرتكز على وقائع تاريخيّة تنسج حولها كتابات ذات بعد إيهاميّ معرفيّ. وهي نسيج لحياة الإنسان لعواطفه وانفعالاته في إطار تاريخيّ، وتقوم على عنصرين: الأوّل هو الميل إلى التّاريخ وتفهمّ روحه وحقائقه، والثّاني فهم الشّخصيّة الإنسانيّة وتقدير أهميتها في الحياة.
عن الكتابة شرحت أربعة مفاتيح ادخلتها في عالم الرواية ، فالمفتاح الأوّل هو الصّراع المستمر في تحديد هوية المنطقة وانتمائها، ومنها ما له علاقة بوجود الأقباط، وما يمكن أن يشير إلى الصّراع أو الاختلاف بين المسيحيين والمسلمين، فيكون مسجد ابن طولون هو رمز الصّراع على ذلك في زمن الخلافة العباسيّة التي كانت تحكم مصر بالاسم، بينما أحمد بن طولون هو من أسّس هذه الإمارة الإسلاميّة، ولتكون أوّل دويلة تنفصل سياسيًّا عن الدّولة العباسيّة، وقد قامت خلال زمن تعاظم التّرك وسيطرة الحرس التّركي على مقاليد الأمورـ وهو ما أسهم في نموّ النّزاعات الشّعوبيّة، وتغلّب نزعة الانفصال. ويبدو واضحًا هذا التّناغم بين اختيار 1918 و868 ميلادي.
ومن خلال هذا المفتاح الأوّل تكون الإشارة إلى الخلافات، فرفض البعض صلاة السّلطان فؤاد في مسجد ابن طولون لأنّه «مسجد لا يصلح للصّلاة، هنا حرام... يقولون إنّه بناه بأموال مسروقة وشيّده قبطيّ؟ كيف لمسلم أن يصلي في مسجد أمواله مسروقة»، وفي الرّواية إشارة إلى واقع تاريخيّ عندما أراد محمد بن سليمان القضاء على حلم ابن طولون وهدم مسجده، فكان هذا التّسويغ هو الحجّة التي استند إليها في رغبته لهدم المسجد. ويبدو واضحًا أنّ من حمى أبناء طولون هو سعيد بن كاتب الفرغاني القبطيّ الذي أسهم في بناء القطائع. وقد نرى في ذلك إشارة إلى ما نلمسه في أيامنا هذه إلى الصّراع الذي نعيشه في زمننا.
والمفتاح الثاني هو الكنوز التي نراها في هذا التّاريخ، الكنوز التي كانت إرث أحمد بن طولون، وفي البحث والمعرفة قد تكون هذه الكنوز إرثًا ماديًّا أو إرثًا معنويًا معرفيًّا، وفي عبارة العالم إشارة إلى أنّ الصّراع على الكنز قديما وحديثًا، للوصول إلى تحديد الهُوية.
المفتاح الثالث هو حكاية هذه المنطقة أو المدينة التي كان الهدف هو محوها، لكن في محو المدن نقمة ونعمة فالمدن الرّاحلة تبقى في الذّاكرة، وعلى هذه الأرض لا آثار تفنى ولا تاريخ يضيع كما ذكرت الكاتبة.
المفتاح الرابع حكايات المدينة التي في بنيانها التقاء بين العدو والحبيب، فكانت الرّواية عرضًا لأكثر من حكاية عشق وولهٍ: حكاية ميسون وأنس، وحكاية أسماء وأحمد بن طولون، وحكاية عائشة وعبدالرّحمن، وفي هذه الحكايات نرى أنّ عشق المرأة يكون دافعًا للصّراع والنّزاع، بل إنّ تأثير المرأة كبير في الصّراع والنزاع على السّلطة.
تحاول الرّواية الكشف عن العلاقة بين التملّك والزّهد، عن الحبّ والتّملّك، فمن هنا كانت الإشارات العديدة إلى التّصوّف وتأثيره، وأنّنا بالحبّ نفهم أكثر، وإلى ضرورة أن نبحث عن الحبّ الأسمى «ألم تقل رابعة العدويّة: وحبيبي دائمًا في حضرتي، لم أجد لي عن هواه عوضًا، وهواه في البرايا محنتي... يا حبيب القلب يا كلّ المنى جد بوصل منك يشفي مهجتي». أو ما رأيناه في حوار بين ابن طولون والأب أندونة الذي كانت له حكمة مهمة يقول: «هناك حكمة وسرّ في التّخلّي لا بد أن تتخلّى وأنت تشتهي وتطمع وليس بعد أن تيأس وتزهد... لا بد أن تترك الدّنيا وهي تفتح ذراعيها بالأماني وليس بعد أن تذوق مرّ صدقها وحقيقة توحشّها»، وقد تكرّرت الإشارة إلى هذه الحكمة في أكثر من موضع في الرّواية ما يدلّ على أهميتها، واستناد الصّراع إليها.
واختتمت بالقول بان ابطال الروايات قساة ، ولكن لا يجب ان نحاكمهم بزماننا الحالي ، بل في فترتهم ،،، وان الرواي لا يجب ان يبتعد كثيرا صفات الشخصية التي يكتب عنها .. وهكذا كان.