DELMON POST LOGO

تدشين " مسارات بين تدني التّحصيل الدّراسي وصعوبات التّعلم والفئات الخاصّة " للدكتورة غنية عليوي

دشنت الدكتور غنية جاسم عليوي كتابها الثالث بعنوان " مسارات " وهو كتاب تخصصي يناقش تدني التحصيل الدراسي وصعوبات التعلم والفئات الخاصة ، في قاعة القافية بمنطقة السنابس وبحضور عدد من المهتمين .
وتشير  في مقدمة كتابها الاخير " تلقيت اتصالا من رقم غريب ، رددت عليه ،انها ام تسأل عن علاج لابنها المتاخر لغويا ، وكعادتي اسعى لمساعدة المتصل دون السؤال عن الشخص الذي اعطاه رقمي ، فرقمي الخاص بي ، متاحا للجميع من مراجعين واوليا امور ، قالت لي بانها تحتاج الى مساعدة من اختصاصي نطق وتريد حجز موعد ، استبقت ذلك بسؤالها ، اخبريني لو سمحتي بمشكلة ابنك بالتفصل ؟ فاجابت ، بان ابنها عمره خمس سنوات ويعاني من مشكل في تكوين الجمل ، فسألتها ، هل ابنك يمتلك حصيلة لغوية كافية ؟ اي هل يعرف مسميات الاشياء ويميز بينها ويعبر عنها ؟ فاجابت بنعم ، انه يعرف ، فاقمت بالتاكيد على ما قالته لي باعادة السؤل عليها ، هل تعتقدي ان ابنك مشلكته تتمثل في عدم القدرة على توظيف حصيلة المفردات عليه في تكوين الجمل ؟ هل مشكلته فقط في التعبير وسرد الاحداث؟
فأجابت ، بنعم تلك هي المشكلة بالتحديد ، فقلت لها بانها مشكلة بسيطة وحلها سيكون اسهل مما تتصورين ، اعطيتها رقم المركز لتتواصل معهم لحجز الموعد.
تجهزت لهذا اللقاء وحملت ادواتي التي استخدمها للتقييم  وانا في غاية السرور ذلك الطفل الذي سياتي وحالته ستكون بسيطة جدا ، وساتمكن من مساعتهم وادخال السرور على قلبهم ، لم يغب ذلك المشهد على ناظري حيث تاخر الوالدان عن الحضور لمدة تجاوزت النصف ساعة عن موعدهم الفعلي ، وعندما اخبرتني السكرتيرة بانهم حضروا تفاجأت بان العائلة باكملها قد اتت ، لحضور هذا الموضعد وكان عددهم ستة اشخاص ، لكن كانت الطامة الكبرى عندما رايت الطفل الذي كان يعاني من فرط الحركة وتشتت وضعف التواصل البصري ... تلك احد قصص الكتاب الذي يعالج هذه المشكلة المتكررة في العديد من البيوت وتحتاج الى حل من خلال الاخصائيين والتي من بينهم الدكتور غنية .
وفي تصريح سريع  مع مؤلفت الكتاب قالت عليوي ، إنّ التغيرات المتسارعة، لا سيّما الفترة الأخيرة، عند مواجهة جائحة "كرونا-كوفيد 19" يُمثل تحديات يجب أن نتعايشها، في مجالات عدّة، منها: تقنيات الاتصال والمعلومات، وعالم الاقتصاد والمال، وعالم العلم والمعرفة، وفي الميدان الاجتماعي والثقافي، في الوقت ذاته توجد لدينا شريحة من الطلبة يعاني بعضهم من تدني التحصيل الدراسي، والبعض الآخر من بعض الصعوبات التعليميّة، وآخرون من إعاقات جسديّة؛ يؤدي إلى استمرار تدنيهم العلمي، وإنّ عدم تفهم الاشكالات التي تواجههم، يقودهم إلى خلق مشاكل تربويّة وتسرب من المدرسة، وبالتّالي إلى تردّي وظيفي في المستقبل، هؤلاء الطّلبة يجد بعضهم عدم الاعتماد على النفس في تسيير حياتهم، والبعض يكون الشاارع مكانًا طبيعيًا لهم، إنّهم عرضة للمخدرات، والارهاب، وأمور أخرى تعود سلبًا على حياتهم أولًا، وعلى المجتمع بشكل عام، والأسباب وراء ذلك، منهم من يرجعها إلى المعلّم وآخر إلى المنهج وآخر إلى الأهل، وآخرون إلى مختلف وسائل التواصل الاجتماعي كالتلفزيون، والإنترنت، والشارع، أو الطالب نفسه، والبيت...إلخ. إذن السبب وراء تدني التحصيل، لا يقع على فئة بعينها، فالجميع يعملون كحلقات متجاورة ومتداخلة مع بعضها البعض، والكل مسؤول، وعليه واجب. لهذا؛ هدفنا من  كتاب "مسارات بين تدني التحصيل الدراسي وصعوبات التّعلم والفئات الخاصة" أن يكون وثيقة في يد أولياء الأمور والمهتمين لحل هذا الجانب وتخفيف المعاناة الكبيرة للأسر من ارتفاع أسعار بعض المراكز المتخصّصة في هذا الجانب؛ مما يمثل عائقًا كبيرًا أمام تلك الأسر، فضلاً عن بعض التّحديات الاجتماعيّة كخجل بعض الأسر من وجود إبن أو إبنة لديهم، أمامها إشكالات تعلميّة أو تعاني من إعاقة ما تشكّل مشكلة في التّحصيل الدّراسي؛ مما يؤدي إلى حرمــان تلك الفئات من حق التّعلم والاستمتاع به، في كتاب مسارات، سيتم التركيز هنا على أغلب الفئات التي تعاني من صعوبات تعلّم بشتى أنواعه وأسبابه، كما سنستعرض مجموعة من أدوات القياس التي تمكّن أولياء الأمور من الوقوف مع أبنائهم وتلمس احتياجاتهم التعليميّة، ونرجوا أن تكون تلك الأداوات تخفّف العبئ المالي بقدر عن أولياء الأمور، كما لابد من تعزيز وعي الجمهور بكافة شرائحه بمواهب وقدرات ذوي الإعاقة وإظهار النماذج الناجحة للجمهور والاستماع إلى رحلة صعودهم ونجاحهم، وإبراز مدى قدراتهم على تجاوز التّحديات، وهذا لا يتم إلا إذا بحثنا عن الإشكالات لديهم؛ للوقوف على التخفيف منه وحله مبكرًا. فهل سنساعدهم ولو بمزيد من الوعي والتعاطف والتثقيف؟ يتكون كتاب "مسارات..." من إهداء، فمقدمة، ثم خمسة فصول، أولها عُنون بـ "حبنا لأطفالنا بين العقل والقلب"، شمل على مقدمة، ثم عدد من القصص التي أُخذت من واقع الحياة، وتمّ كتابتها من قبل اختصاصيوا صعوبات التعلّم واختصاصيوا السمع والنطق، بعدها عُرِضت المصطلحات التي سيتم تداولها، وثالثًا الفروق بين اضطرابات النطق وصعوبات التعلم، ومهارات التهجي، كالعلاقة بين طلاقة القراءة واضطرابات التواصل، ثم مراحل تطور اللغة عند الأطفال. أما الفصل الثاني، عُنون بـ "ذووا الإعاقة – أصحاب الهمم، وصعوبات التعلّم، من هم؟ وكيف نراهم؟" بُدئ بمقدمة تعريفيّة، واستعراض حقوق تلك الفئة في التّشريع، وأهميّة تغيير نظرة العطف والحياء التي جبلنا عليها في مجتمعنا، والتي تخلق نظرة دونيّة في دواخل ذوات الأطفال، واستبدالها بواقع صحي تخلق الثّقة والتّحدي والابتكار لديهم؛ لينطلقوا في المجتمع ويبنوا، والفصل الثّالث، تناولنا فيه الغايات التّربويّة ومبادئ التّعلم، وتنميّة التّفكير والاتّجاهات والميول والمهارات العلميّة، ثم التّقويم. الفصل الرابع احتوى "تدني التّحصيل الدّراسي وأنواعه، وأسبابه، وسمات الطالب المتأخر دراسيًا" والخامس عُنوانه "علاج تدني التّحصيل الدّراسي" عُرض فيه كيفيّة  اكتشاف تدني التّحصيل الدّراسي وخلق حب التعلّم والتّرغيب فيه؛ عن طريق تطبيق بعض استراتيجيات التّعليم والتّعلم المناسبة، فالخاتمة. وأخيرًا الملاحق، شملت عددًا من أدوات القياس التي اعتمدت وطبقت في مؤسسة القافية.
الدكتورة غنية جاسم عليوي مؤلفة الكتاب

اثناء التدشين