اكتشاف وفحص المعلومات الخاطئة على أدوات التواصل الاجتماعي - 4

في الجزء الثاني من تلك الحقائق ، يوضح الطرق التي يمكن أن تؤدي للكشف  والتحقق من أن ما ترونه أو  تسمعونه إن كان غير صحيح أو مضلل.

لقد نظرنا في الجزء الاول إلى ما هي المعلومات الخاطئة، وبعض المشاكل التي يمكن أن تسببها. والآن سوف نرى كيف يمكن أن نكتشف ونبدأ بفحص الأشياء التي يمكن أن تكون خاطئة وربما تكون مضرة.

في بعض الأحيان يكون من الواضح أن شخصا ما قد أخطأ في شيء ما، أو يحاول أن يخدعكم. وفي أحيان أخرى يكون من الصعب أو مستحيلا. ولكن بتوجيه السؤال الصحيح، وتطبيق بعض الاختبارات البسيطة، يمكنكم على الأقل أن تعرفوا أن كانت المعلومات التي ترونها قد تكون مشبوهة - وربما تحتاج إلى فحص أو تجاهلها.

إنه من الطبيعي أن تشككوا  قليلا عندما تسمعون شيئا مفاجئا لكم أو فيه تحد. إذا حدثكم صديق بقصة صادمة، ربما تسألون أنفسكم بعض الأسئلة في أثناء إستماعكم: هل يمكن أن يكون ذلك حقيقي؟  ما الذي حدث بالضبط وهل هناك أي دليل؟ ما هو مصدر  تلك القصة؟ هل يمكن أن نصدق ما قاله صديقنا؟

يمكنكم أن تخضعوا ذلك لكشف أي معلومات خاطئة في الحياة اليومية. هنا بعض الأسئلة الأساسية التي يمكن أن تطرحوها على أنفسكم:

1- هل  هي ذات معنى؟

2- من أين أتت؟

3-هل التفاصيل تؤيد العنوان أو الإدعاء؟

4- هل تحكي الكلمات  والصور نفس القصة؟

5- هل هناك أخطاء واضحة تدل على أن القصة غير صحيحة؟

دعنا نرى ذلك بتفاصيل أكثر.

1- هل هي ذات معنى؟

أي شيء تجدونه مدهشا، أو غير منطقي، أو يبدو عكس ما يصدقه عامة الناس، ربما يكون خطأ. لذا، إذا كان هناك ما يدعو للريبة، قوموا بالفحص مباشرة! هنا بعض الأمثلة: هل لهذه المعلومات معنى؟

سؤال 16 تقريبا كل دول المنطقة أعلنت عن حالات كوفيد 19 ما عدا بلد واحد، والذي تقول حكومته أنه لا توجد أي إصابات. ما هو رأيكم؟

1- الحكومة على حق - نعتقد أن ذلك البلد خال من كوفيد 19

2- نشك في أن تكون صحيحة - هناك أسباب أخرى لهذا الإدعاء غير العادي

إستخدموا حكمكم - لا نحتاج أن  نكون اطباء لنعرف أن كوفيد 19 لا تقف عند الحدود الدولية. إذا قالت دولة ما أنه لا توجد إصابات بكوفيد، ربما أنه لا توجد إختبارات لديها أو قد أسيء تفسيرها. أو أنه لم تجمع أي إحصاءات صحيحة. أو أن السلطات كانت غير أمينة من أجل الحفاظ على التجارة أو السياحة فيها، ووقف الهلع لدى الناس.

لقد قمتم الآن بتحديد أول قطعة من الأخبار المزيفة. أن الناس الذين ينشرون الأكاذيب يستخدمون بعض الأساليب في التسويق والإعلانات - إنهم يعرضون الأشياء بطريقة جذابة ومثيرة لكي تصدقوها، وتشاركوا في نشرها والتفاعل معها.

هنا مثال من المحتمل أن يكون ضارا:

سؤال 17 يقول أحد السياسيين أن اللاجئين يأتون لليبيا من أجل الحصول على وظائف المواطنين، أو لارتكاب الجرائم. ما رأيكم؟

1- يبدو صحيحا، نحن متأكدون من أن السياسيين قد قاموا ببحث الحقائق جيدا

2- هذه فقط وجهة نظره، وليست كل الحقيقة - هناك عدة أسباب تجعل  الناس يحضرون  لليبيا ، وليس كلهم سيئين.

هذا كلام يحض على الكراهية - اتهام مجتمع بأكمله أو مجموعة عرقية بأشياء ربما فعلها القليل منهم أو لم يفعلها أحد. السياسي يريد أن يسبب الانقسام. قد يكون صحيحًا أن بعض اللاجئين والمهاجرين وصلوا بدوافع سيئة. لكنهم أكثر عرضة للإجبار على التحرك بسبب الخوف أو الفقر أو حتى تغير المناخ. كل من يشارك كلام هذا السياسي يزيد من احتمالية أن يتبعه العنف والكراهية.

في بعض الأحيان،  يقوم الناس بإعلامكم بشكل خاطىء بدعوى وجود إرتباط منطقي بين الحقائق غير ذات الصلة. إذا قال لكم شخص أنه قد أكل 20 برتقالة ولم يصب بكوفيد 19، قد تكون تلك الحقائق صحيحة. ولكن هذا لا يثبت أن أكل البرتقال يوقف الإصابة بكوفيد 19! إحترسوا من المعلومات التي تستخلص استنتاجات وتوصل إلى روابط لا تبررها الحقائق.

سؤال 18 هنا بعض الأمثلة عن كيف يصل الناس إلى استنتاجات - هل تعتقدون أن الحقيقة الأولى تعني أن الثانية يجب أن تكون صحيحة؟

1- النباتات الخضراء هي صحية، لذا إذا أكلتم نباتات خضراء فقط، ستكونون في صحة تامة

2- إن السعال السيء هو أحد أعراض كوفيد 19. إبن عمنا لديه سعال سيء، إذا فهو مصاب بكوفيد 19

3- لقد كان الجو باردا كل الشهر الماضي، إذا لا يوجد احتباس  حراري

كل تلك الأمثلة تصل إلى استنتاجات ليست بالضرورة صحيحة. في 1 - صحيح أن الخضروات هي صحية، ولكن إذا أكلتم خضروات فقط فإن نظامكم الغذائي سيكون ناقصا. في 2 - السعال ربما يكون أحد أعراض كوفيد 19 - ولكن فقط الإختبار الصحيح هو الذي يثبت إن كان إبن عمكم مصاب. في 3 - الإحتباس الحراري يحدث خلال عقود - لذا مجرد أسابيع من البرودة لا تثبت أي شيء.

بمجرد السؤال "هل هذا منطقي"؟ تكونوا قد علمتم بأن بعض المعلومات خاطئة. إن كانت عن شيء هام أو مثير، سوف تحتاجون لفحصها بأنفسكم.

سؤال 19 كيف يمكنكم التحقق من تلك الادعاءات؟ فكروا في شيء واحد أو إثنين لتحاولهما،

1-- "أحد البلدان المجاورة هي البلد الوحيد في كل المنطقة التي ليست بها أي إصابات بكوفيد 19" كيف تتحققون من ذلك الإدعاء؟ فكروا في إجابتكم .

إبحثوا أون لاين عن التقارير الإخبارية ووسائل التواصل الإجتماعي في ذلك البلد - هل يعلن الأطباء عن عدم وجود أي حالات وفاة؟ المنظمات غير الحكومية مثل منظمة الصحة العالمية قد تنشر تقارير أيضا.

2 ـ "توفي نجمكم المفضل فجأة"

كيف تتحقون من ذلك؟ فكروا في إجابتكم .

النجوم لديهم مواقع تواصل خاصة بهم أو موقع على الإنترنت. إن مدير أعمالهم أو أحد أفراد الأسرة قد ينشر تصريحا. أنظروا كيف تقوم وسائل الإعلام المختلفة بتغطية "الأخبار - هل هناك تصريح موثوق به من أحد الأطباء أو من أحد المقربين منه؟

3 ـ "يقول أحد السياسيين إن المهاجرين واللاجئين يستغلون ليبيا بطريقة شرسة لتحقيق أهدافهم الشخصية"

كيف يمكن أن نتحقق من ذلك؟  

تحققوا من تصريح ذلك السياسي - هل تقدم بأدلة على ما يقول؟ هل هناك تقارير صحفية توضح أن المهاجرين واللاجئين قد تمت إدانتهم في محكمة أو جريمة؟ كما يمكنكم أيضا أن تتصلوا بالمنظمات المتخصصة في شئون المهاجرين أو المنظمات غير الحكومية والحصول على وجهة نظرهم في الموضوع.

تلخيص: أهم طريقة لمعرفة المعلومات الخاطئة هو أن تسألوا "هل هي ذات معنى؟".

2 ـ من أين تأتي المعلومات؟

إذا كان لديكم أي شك فيما رأيتم، أسألوا من أين أتت أصلا قبل أن يتم تبادلها في البلد. هذا ما يطلق عليه الصحفيون والآخرون "المصدر". عندما تستطيعون تحديد مصدر المعلومات، سيساعدكم ذلك في قرار ما إذا كنتم تثقون في ذلك.

في بعض الأحيان قد تكونوا شهود عيان على ما حدث - أو ربما تشهدون حدثا ذو أهمية صحفية. هذا يجعل منكم مصدرا جيدا للمعلومات عما حدث.  لكن 99٪ من المعلومات هي قد حدثت من قبل. ربما تكون قد أعيدت كتابتها، أو تمت ترجمتها أو أخطأ في تفسيرها أو ربما تمت فبركتها. إذا كانت أون لاين، ربما تكون منتشرة حول العالم لعدة مرات قبل أن تظهر على صفحتك في الفيسبوك.

غالبًا ما يكون أفضل مصدر هو الأقرب من حيث الوقت أو الموقع لحدث ما.

‍