DELMON POST LOGO

في الوقت الضائع

بقلم : الشاعرة فاطمة التيتون

(1)

هل تتكسرُ لامُ الأمل؟ هل تنهارُ الشرفات؟

هل تتوارى آخرُ نجمة، آخر بسمة؟

هل في الوهمِ نضيع؟

هل يتبرأُ البحرُ منّا؟ ويضيعُ الوقتُ الضائع؟!

_  _ _

يا قصصَ الأمسِ أكتبي مرةً ثانية قصصاً ثانية،

أسكبي الحبرَ هنا، لا ترحلي،

لم يأزفْ الرحيلُ بعدُ، وما زلنا في الوقتِ الضائع.

مازالَ العمرُ يحنُّ، والمُنى تتنفس.

_ _ _

لا ترحلي يا قصصَ الأشواق،

القلبُ في انتظاركِ والرذاذ،

وكلُ البيوتِ عيون، وكل النوافذ.

_ _ _

ونكون في المرايا، نرفلُ بالحبِّ،

نتوشحُ الأنوارَ، نواسي الجارةَ والجار.

من قصصِ الغصونِ والوردِ نأتي،

في الياسمين واللوتس والزنبقِ نحيا،

نأتي كالأناشيدِ الثمينة،

كالوعودِ التي لا تضيعُ نجيء،

نلبسُ شالَ المطر، ولا يضيعُ ما مضى،

ولا الذي يأتي، ولا قلائدُ الهوى.

_ _ _

نكتبُ للوردِ، لصمتٍ يشبه الصدى،

نكتبُ في الهزيعِ والنورُ ينبس.

نكتبُ إليكَ لأن الأنهارَ تسألُ، والطيرُ يسألُ عنكَ،

لأن الحفيفَ يرددُ اسمكَ.

أنتَ الذي تأتي بعد غيابٍ،

في الصبحِ تأتي تبددُ شكَّ الضباب،

تبددُ الزوايا وتكتبُ الحكاية.

(2)

أحلامُ الوقتِ الضائعِ تتأججُ في الشكِّ،

تغيرُ كلَ الألوانِ تغيبُ وتأتي،

تعبثُ في الظلِ في الضوءِ،

تنأى، تتذكرُ، تنسى، كالعصافير لا تستقرُ،

تتلعثمُ في كلِّ يومٍ، ولها القولُ الفصلُ.

_ _ _

أحلامُ الوقتِ الضائعِ أوهامٌ

تتشظى عند الفجر،

تتبلورُ في العصرِ، وترقص،

تجمعُ كلَ النجومِ وتنثرها في السَحَر،

أحلامُ العُمرِ الضائعِ خادعةٌ وضنينة،

أحلامٌ مجنونة، تضجرُ منا، نضجرُ منها،

نسرقها، تسرقنا، لكن لا نتخلى عنها، لا تتخلى،

كالسِحرِ تكون، في آناء الليلِ تلوب،

أحلامُ الوقتِ الضائعِ في الكونِ لو نكون.