DELMON POST LOGO

وقرأتُ لك

بقلم : الشاعرة فاطمة التيتون

(1)

قصصٌ في العشقِ لا تكون،

في متاهاتِ الردى لا تواسيها الجفون ،

قصصٌ من كلامِ العنكبوت،

تتهاوى. قصصٌ فيها نموت،

قصصٌ نقرأها في كفِّ ماء،

لا ترانا، لا نراها، لا تزول،

غافلتنا، نسيتنا في متاهاتِ الظنون.

(2)

وقرأتُ لك إن الذي يهواكَ قد هلك،

إن الأحاديث التي كانت إليكَ قد نأت،

لا تسلْ، إن السؤالَ ليس لك.

ضاعَ الكلامُ من الكلام،

وصارَ كلُ الصمتِ لك.

(3)

والقرنفلُ يبكي،

ضيعته المنافي، أثكلته المنى،

يبكي كضوءٍ غريبٍ، كأغنيةٍ هاربة.

في الحديقة المنسيةِ يبكي،

وعلى قبرِ الحبيب.

(4)

أزفَ الرحيلُ ولم . . .

صارَ العُشبُ ناراً، والوعدُ رماداً،

والنهرُ تراباً،

والأمطارُ صارت حجارةً ولم . . .

يا بهجة الروحِ لم تأتِ!

ويا زهرةَ الجنونِ لم تكوني!

(5)

وهل تقوى الغصونُ على الرقص؟

هل يتبعُ العشقُ القوافي؟

هل النهرُ يتبعُ النهر؟

هل بقايا الوقتِ ثمر؟

هل تحنُّ الزهرةُ؟ وترتوي الأنامل؟

(6)

ولبسنا الوجع،

رحلنا وعُدنا بلا شيء،

بلا قمرٍ في الكفِّ، بلا وعدٍ،

بلا كِسرةٍ لبقايا العُمرِ،

عُدنا نجرجرُ شالَ الشجن.

تتحدثُ عنا الأسمالُ،

وتبكي علينا غصون الوطن.

(7)

هنيئاً لمن نامَ عُمراً ولم يدرِ،

هنيئاً لمَن غفل، لمَن تلاشى في الصدى،

لمَن تناسى، لمَن تناثرَ في الضبابِ ولم يعُد.

هنيئاً لمَن هجر، لمَن تبخّرَ في المدى،

لمَن نسيته الكلماتُ، لمَن غادرته المُنى،

هنيئاً لمَن ماتَ قبل العذاب.