DELMON POST LOGO

تدشين كتاب " بنت زبر" يعكس دور المرأة المحوري في مجتمعات الغوص

"البيت يؤسس على قوة الكلمة لا قوة الحجر" بهذا المعنى وقفت صاحبة السيرة فاطمة بن زبر ، زوجة منصور عباس فضل، وقالت لاخوتها وكان كلمتها مطاعة "لن نبيع" البيت ، لن نغادر هذا البيت، ستبقى أنفاسنا فيه، وسنشم ريح من رحلوا، في زواياه المختلفة.

وبالفعل كان لها ما أرادت، وحافظ أحفادها على العهد بعدم بيع البيت الذي يقع في وسط المنامة، قريب من مأتم الجد الأكبر زبر ، ومأتم البدع، ومأتم حاجي عباس.

بتلك الكلمات كتب أحفاد فاطمة زبر سيرتها من ذهب، حين أوكلوا إلى الدكتور علي الديري كتابة هذه السيرة التي بها من المعاني والرسائل الكثير.

ردد أحفادها في مقدمة الكتاب ما قالته "لن نبيع " البيت بل سنوسعه ببيوت اخرى متصلة به، ولن تكون بيوتنا إلا غرفا مفتوحة على هواه، نستنشق عطر الأصالة منه.

سنكتب تاريخ هذا البيت وهو تاريخ إحدى بيوت البحرين العريقة وبيوت جميع أهل المنامة، وسنعلم أولادنا كيف تعايش الأجداد باحترام وعفة، لن نصير شتاتا من غير بيت، ستكون بيوتنا أعراضا تنتمي لجوهر البيت الذي رفضت الجدة "بنت زبر " بيعه، وتوارثنا الرفض.

البيت تراثنا، ولن نسمح لأحد سرقته أو بيعه أو استبداله أو تزويره أو استبداله بتراث فيه عبث الذكريات والتاريخ، لن نكون غرباء عليه فنحن أهله وأبناءه، نحن ورثته بالسبب والنسب والولاء.

لازلنا نمارس نفس الدور والمهام التي تقوم بها الجدة "فاطمة بنت زبر " من خدمة الأمام الحسين وتعليق الرايات وعمل القهوة ومستلزماتها للمعزين  والزوار .. وبنفس نهج الخدمة الحسينية الذي وضعتنا عليها .. إنه ليس تاريخ امرأة ذو شخصية فريدة استطاعت أن تضع إدارة جيدة لمجتمعها وسار عليه بعد غيابها، إنها سيرة تاريخ مدينة اعتاد الناس عليه انها المنامة ،،، وإنها نموذج لنساء أخريات على شاكلة "بنت زبر " .. التي سطرت تاريخ بدمة على  الامام الحسين.

تم تدشين الكتاب على مستويين، رجالي، وآخر نسائي، لكثرة الراغبين من الجنسين الإطلاع على الكتاب الذي يمثل الكثير من نساء المنامة، وكانت لحفيدة "بنت زبر " منى عباس فضل كلمة في التدشين قالت فيها:

أهلاً وسهلاً في قلب العاصمة المنامة، في فريق الحمام، حيث الأصالة وعبق التاريخ ومسار الذكريات الجميلة والبريئة.

لطالما اختلفت الآراء حول كتابة السير وأثير الجدل بشأن تدوين تاريخ الأشخاص، ماذا كانوا يأكلون ويلبسون ويملكون وكيف كانوا يعيشون وماذا وكيف يعملون منذ ولادتهم وحتى رحيلهم، هل السرد هنا مجرد دعاية لهؤلاء وما يتصل بهم؟ السجال كان ولا يزال يدور حول أهمية التاريخ المروي؛ هل يستحق السرد والتدوين والنشر؟

فالتاريخ الإنساني ومهما كان مضمونه وشكله وتعقيداته؛ فهو روحٌ للتعلم، ودروسٌ للحكمة؛ هو إيقاظ للذاكرة الجمعية التي تبرز المآسي والأفراح معاً، وهي اللحظة التي تنطلق فيها أقلامنا وحواسنا دون تكبيل وحجر على الكلمة والفعل؛ إنها رحلة التنوير التي تتخطى في عمقها تهميش تاريخ عامة الناس وخصوصاً النساء منهن.

هذه "بنت زبر " المرأة التي تفيض بمستويات العطاء، تلك التي نعرف ذواتنا من خلالها وعبر سردية تاريخها وعطائها وبذلها في محيطها الصغير وفي الفضاء العام دونما تحيزات، هذا ما أخذه الديري مساراً في تدويناته لسير نساء عديدات وجد فيهن البذل والعطاء بلا حدود، بلا مقابل؛ ومثلن نموذجاً واقعياً نسكن في داخله ونفخر به ودون خجل في مجتمعنا المحلي

واستطاع الكاتب الديري ان يسرد الأحداث في سيرة جدتي "بنت زبر" بانسيابية وفي حركة رشيقة تتوقف عند محطات تاريخية في مجتمعاتنا مرت عليها متغيرات جوهرية اجتماعية وسياسية واقتصادية، تترك للقارئ أبواباً مفتوحة من الأسئلة ومقدراً لا يستهان به من الرغبة المحمومة للعودة لأحضان الحب والحنان الذي كنا ننعم فيه ببساطة العيش وعمق المعنى."

علما بان فاطمة ليست بعيدة عن العمل الخيري الانساني في خدمة الامام الحسين، عمها من أبوها مؤسس مأتم بن زبر، وعمها حاجي عباس فضل " أب زوجها منصور "مؤسس مأتم حاجي عباس" بالإضافة الى "مأتم بيت العابد الذي كانت تخدم الحسين فيه وتتولى بعض مسؤولياته مع صديقتها قيمة الماتم طيبة العابد "أم سلمان".

يشار الى إن تدشين الكتاب تم على مرحلتين، الأولى للرجال؛ قرب البيت العود مكان السيرة، بحضور أحفادها من أبنها حجي عباس فضل، بالقرب من مأتم المديفع.  وحضر الحفل نخبة من المثقفين والكتاب والمهتمين بالتراث عموما، وآخر للنساء بنفس المكان حيث حضره حفيداتها وبعض المهتمين بالتراث والتاريخ وأهالي المنامة من النساء. ، وكان لدور العمة زهرة منصور فضل الدور الاكبر في سرد سيرة " فاطمة بنت زبر " .

زهرة فضل الراوية الاساسية لسيرة فاطمة بنت زبر