اكد الدكتور هاني منصور المزيدي بأهمية الثقافة المجتمعية لمعرفة الطعام الحلال وصناعة الحلال وخدماته سواء في داخل البلدان الإسلامية او خارجها ، وفي لقاء مع ، المزيدي ( عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية للمنتجات الحلال) والمتحدث الرئيسي لملتقى ومعرض صناعة الحلال وخدماته الذي سوف يفتتحه سعادة السيد عبد الله بن عادل فخرو وزير التجارة والصناعة قال: ان ثلاث معوقات تواجه صناعة الحلال في العالم وهي عدم وجود وعي لدى المستهلك، وعدم وجود دراسات حلال حول كيفية الدخول في السوق، وأخيرا معظم حكومات الدول الإسلامية والمستهلكين ليسوا جادين مع صناعة الحلال وخدماته.
واقترح د. المزيدي اربع توصيات لتعزيز هذه الصناعة وهي مبادرة البنك الإسلامي للتنمية في دعمها مالياً، وتوفير الدراسات الجدوى الاقتصادية على مشاريع الحلال، وأن تقوم الجهات الرسمية بتوفير تسيهلات مالية وتشريعية.
وقد عرف الدكتور هاني المنتج الحلال بانه أصبح مصطلح دولي وتعني أن المنتج أو الخدمة أو الممارسة خال من المكونات وطرق التصنيع التي تتعارض مع متطلبات الشريعة الإسلامية.
كما صرح: أنه أصبح العالم العربي والإسلامي عرضة لتداخل الثقافات والاديان عن طريق المكونات وأساليب الانتاج بسبب العولمة وانفتاح الاسواق بعضها على بعض.
فلم تعد موائدنا تحتوي على غذاء محلي بل عالمي من شتى بقاع العالم مثل أمريكا والصين وتايلند والبرازيل وأستراليا.
ومن هنا جاءت أهمية تظافر الاستثمارت الإسلامية نحو احتواء هذه الصناعة.
وقد بين د. المزيدي أن رؤيتنا ان يتصدر الاقتصاد الإسلامي صناعة الحلال وخدماته، ومهمتنا ان يتمتع المستهلك المسلم وغير المسلم بمنتجات وخدمات متوافقة 100 % مع متطلبات الشريعة الإسلامية.
واستطرد د. هاني قائلاً: تنقسم المنتجات الحلال الى ثلاث أقسام رئيسة القسم الأول: المنتجات الغذائية، والقسم الثاني: المنتجات غير الغذائية، وأما القسم الثالث فهي: الخدمات المساندة للحلال.
وقد أعطى د. هاني أمثلة لكل قسم منها: فمنتجات الالبان والمخبوزات واللحوم ومنتجات اللحوم والمضافات الغذائية والمشروبات تنتمي للقسم الاول، و أما المنتجات غير الغذائية وهي القسم الثاني فهي مثل الصوابين السائلة والصلبة ومساحيق الغسيل والشامبوات ومستحضرات التجميل والأدوية ومنتجات الرعاية الصحية والاعلاف والفيتامينات واغذية الأطفال والرياضيين، وأما القسم الثالث فهي الخدمات المساندة لها كخدمات الاعتماد، ودراسات الاقتصاد تقني، ومختبرات تحليل، بالإضافة الى التوعية من خلال المؤتمرات والمعارض والسياحة الحلال.
قدم الدكتور المزيدي احصائيات حول نسب المنتجات الحلال، اذا قال تمثل الادوية ما نسبته 22 % ومنتجات الرعاية الصحية 6 % ومستحضرات التجميل 10 % والنسبة الباقية 62 % تجارة المواد الغذائية ومشروبات.
وأظهرت دراسة حول صناعة الحلال وخدماته من قبل غرفة تجارة دبي ان حجم الطلب على المنتجات الغذائية وغير الغذائية الحلال وخدماتها يشهد ارتفاعًا ملحوظاً في جميع انحاء العالم.
وقال ان ذلك يعني ان هناك فرصاً استثمارية تنتظر الدخول في مجال المنتجات الحلال خلال الأعوام القادمة حيث ستولد فرص استثمار وعمل في مختلف دول العالم وهو ما يشير الى زيادة الوعي في جميع انحاء العالم بمبادئ الصحة المستدامة، وتاكيد القيم الدينية الإسلامية ليس فقط في انتاج الأغذية والمشروبات الحلال وانما أيضا في المنتجات غير الغذائية مثل الادوية ومستحضرات التجميل ومنتجات الرعاية الصحية.
ويفترض العديد من خبراء الاقتصاد الغذائي ان صناعة الأغذية الحلال ستصبح قوة سوقية رئيسية في المستقبل القريب بناء على اربع اتجاهات سائدة :
أولا : الإسلام حيث يعتبر الان هو الدين الأسرع نموا في العالم وبالتالي يغذي الطلب العلامي على المنتجات الحلال ويقدر النمو السنوي في استهلاك الأغذية الحلال 16 %.
ثانيا الاتجاه المتزايد لاستهلاك المنتجات الغذائية الحلال لاسباب أخلاقية والسلامة من قبل المستهلكين غير المسلمين في بريطانيا علي سبيل المثال هناك اكثر من مليوني مسلم ، ومع ذلك 6 ملايين مستهلك للحوم الحلال.
وفي هولندا، اظهر المستهلكون الهولنديون من غير المسلمين اهتماما ملحوظا بالاغذية الحلال حيث يقدر اجمالي الطلب السنوي عليها بنحو 3 مليارات دولار.
ثالثا : الزيادة في قوة الاستهلاك الحلال المتزايد كقوة سوق متوازية مع نمو سكان المسلمين وارتفاع دخلهم القابل للتصرف
رابعا : هناك وعي متزايد بين المسلمين حول الحاجة والضرورة لاستهلاك طعام حلال فقط خاصة بين الشباب الذين يؤكدون على قيمهم، فيطلبون من الشركات توفير منتجات وخدمات تلبي احتياجاتهم الشرعية الإسلامية.
بالنسبة الى اللاعبون العالميون قال: يحاول اللاعبون من كل قطاع بما في ذلك الشركات الكبرى متعددة الجنسيات الحصول على حصة من سوق الحلال المتنامي، وأن الماركات العالمية الشهيرة ومحلات السوبر ماركت الكبرى في العالم هي بعض الأمثلة.
لذا اصبح الطعام الحلال جزءاً متزايداً من النظام الغذائي الغربي، كما أصبحت صناعة عالمية بمليارات الدولارات شملت شركات متعددة الجنسيات مثل: شركة نستلة.
ومن الناحية النظرية، من الممكن ان يشكل الحلال معياراً لجودة والتي بالتحديد الى كل ما تسمح به الشريعة الإسلامية وينطبق على كل نشاط تقوم به البشرية، وهذا يجعلها تبدو وكانها اندراج جديد لما يسمى بالخضراء The Green.
ويعتبر سوق الحلال جزء من صناعة الحلال الذي يتعامل مع مجموعة واسعة من أنشطة الحلال الموجهة نحو جميع انواع المنتجات والخدمات.
وبالنسبة الى الاحصائيات أشار الى ان اكبر الأسواق المستهدفة هي آسيا فيوجد فيها أكثر من 1.1 مليار مستهلك وأفريقيا 470 مليون، وأوربا 50 مليون، وأمريكا 10 مليون، ودول المحيط الأطلسي 600 الف مستهلك والتي تشمل كل من نيوزيلندا وأستراليا وفيجي.
وبالنسبة الى حجم الأسواق، فتمثل أروبا 66 مليار دولار وأمريكا 13 مليار دولار ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 26 مليار دولار ومصر 88 مليار دولار وباكستان 93 مليار دولار وتركيا 100 مليار دولار وأخيراً إندونيسيا 197 مليار دولار.
وتؤكد تلك الارقام ان الدول الإسلامية ما زالت هي المستهلك الأول لمنتجات الحلال في حين تعد أسواق أوربا وأمريكا أسواق ناشئة ويتوقع ان تستوعب تجارة الحلال حجما اكبر خلال السنوات المقبلة.