رغيف الخبز لا يكفي وحده لحياة الشعوب والمجتمعات الانسانية
كتب :حمدان بن سيف الضوياني
رغيف الخبز لا يكفي وحده لحياة الشعوب والمجتمعات الانسانية، وخاطئ من يعتقد غير ذلك، ان لم يقرن بالعلم والفكر والثقافة الوطنية والمبادئ والقيم والمفاهيم، والحرية والديموقراطية والعدالة الانسانية والمساواة، وللشراكة المجتمعية لصنع القرار وذلك عبر المؤسسة التشريعية، ومكونات المجتمع المدني من احزاب، وجمعيات وطنية واتحادات، ونقابات.
والمجتمعات الجاهلة تسيء اخلاقها، اذا ما طالها الاهمال والتهميش، ويصبح الانسان فيها اشبه بالحيوان، لا يهمه الا الاكل والشرب والغريزة.
المسألة الثانية: الباحثون عن العمل من ابنائنا
الحقيقة لم اجد لهذه المسألة تفسيرا، ولا معادلة اجتماعية، ولا اقتصادية، ولا وطنية، ولا انسانية، الا معادلة واحدة وهي ان يحل ابنائنا محل الوافد، لانه لدينا ما يقرب ٢ مليون وافد، وابناؤنا يبحثون عن عمل في جميع التخصصات وتخرجوا من مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا.
الموضوع اخر هو حرية الرأي .
" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ"
لهذه الاية الكريمة مدلول عام وشامل للحياة،لأن الدين منزه عن الإكراه للانسان، وجاء التأكيد "قد تبين الرشد من الغي" أي من الفوضى والعجرفة والتعسف والتسلط والظلم، واجبار الانسان لأخيه الانسان.
وجاءت العديد من الايات تؤكد ذلك "{ وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِلࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰۖ قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٣٠]
انظر الى هذا الحوار الراقي، وجاء في اية اخرى{ ۞ وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِیۤ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَفَضَّلۡنَـٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِیلࣰا }
[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ٧٠]
وهذا الحوار والتكريم للانسان نفهم منه ان الانسان مخير في فكره وثقافته الانسانية، ومبادئه وقيمه، وعاداته الاجتماعية، وتقاليده، واعرافه، ولكن هذه الحرية وهذا التكريم التي منح اياه لاتعني ابدا التعدي على الاخر، والانفلات على سنن الحياة الاجتماعية، لأن الحرية اكثر تقيدا واكثر التزاما للحياة المجتمع الانساني، وهي حرية الفكر والعقيدة والكلمة، والثقافة والايمان والمباديء والقيم الدينية والحقوق المجتمعية.
فإذن لا تجبرني على شيء بل اسمع رأيي وأسمع رأيك، وانت غير ملزم فيما اطرحه واقوله، وانا غير ملزم فيما تطرحه وتقوله، حيث لك رأي ولي رأي، والحياة مشتركة والقواسم موجودة بيننا
الوطن يسع الجميع، والمعبود هو الله الواحد الاحد، وقرآننا واحد ونبيننا واحد، وديننا الاسلام.
وعلينا ان نبتعد عن النعوت والصفات التي تؤثر على النفوس في البغضاء والكراهية مثل: التكفير، والالحاد التي تخرجنا عن الملة الاسلامية، لانك لا تملك الحقيقة المطلقة ولا انا املكها، ولكل مجتهد له نصيب بقدر ما يملك من ملكات العلمية والفكرية والثقافية للمجتمع
ودعنا نعيش مع بعضنا بعض وان اختلفنا في الرأي، بأمن وامان في الاخوة، والمحبة، والسلام وفي الجيرة، والمسجد، والمصنع والمدرسة والمعهد والجامعة، وتحت قبة البرلمان الواحد، وعلينا نسعى جميعا في تطوير الوطن وتقدمه في الانتاج والتصنيع، والحرية والديموقراطية، والعدالة والمساواة وجميعنا مواطنون صالحون
كما ان (الجهل والتخلف والفقر والمرض ليس قدرا من الله على الانسانية بل بما كسبته ايديهم) ، وتحية الحرية والنضال لفلسطين العربية وشعبها المناضل العظيم، النصر آت آت آت لا محال، والاندحار والهزيمة والعار للمحتل الصهيوني، تعيش فلسطين حرة عاصمتها القدس العربية .
لمن الشرف العظيم ان اتقدم بالتهنئة لأخوتي واخواتي وبناتي وابنائي بهذه المناسبة الطيبة بمقدم عيد الفطر المبارك، تغمرني روحانية المناسبة بالفرحة وبشعور القرب والمحبة والسلام، ولمن القلب الى القلب وادعو الله العلي القدير أن يعيدها علينا جميعا ونحن ننعم بالصحة والعافية مقرنة بالانجازات والتقدم للوطن
حفظ الله عمان وشعبها الابي من كل شر ومكروه
وكل عام وانتم بخير