DELMON POST LOGO

عُمان

بقلم : حمدان بن سيف الضوياني  

ما حال المجتمع إذا ما فقدت منه الشخصية الوطنية المحورية
اذا ما فقدت النخب السياسية الوطنية، وإذا ما فقدت الأقلام الوطنية الناطقة بإقرأ، واذا ما فقد المجتمع الوطني بمكوناته السياسية الحزبية، وجمعياته الوطنية، واتحاداته ونقاباته الفاعلة والمؤثرة، أعتقد بأن حال المجتمع برمته التشرذم، والتفتت، والتمزق، والتقزم، وتغيب عنه صفة الوحدة الوطنية، ويبقى المجتمع فرادى ، ويصبح كل فرد يفكر لذاته، وتغيب عنه المبادئ والقيم والمفاهيم الوطنية الإنسانية ، الرافعة الأساسية لبناء الوطن والإنسان ، نحو التطور والتقدم في العلوم التطبيقية، والفكرية والثقافية، والحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة وتصبح القضايا العامة ثانوية لا ينظر اليها، الا تندرا من يتحدث فيها، وتتجلى وتظهر القبلية والمناطقية والمذهبية وتنعدم الثقة بين أفراد المجتمع، ويسود الجهل والتخلف والفساد، وتغيب عن الناس الكثير من الأخلاقيات، ذات الطابع الإنساني الراقي، والتي يجب أن يتحلى بها الانسان.
فإذن أي مجتمع من المجتمعات إن لم يجعل له منهجا ًعلمياً يسترشد ويستقرى به المستجدات ومتطلبات الحياة من العلوم التطبقية والفكرية والثقافية والانسانية، في البناء والتطور والتقدم نحو حياة أفضل .
أما اذا ما بقي على حاله وبقي يعالج الفقر والجهل والتخلف بالدعاء، والمرض بالرقية، ويتعبر النقد انتقاصاً، والشراكة في الرأي إهانة ، وبقي يلعن الكفر والكفار، والإلحاد والملحدين من المنبر ، أعتقد كان من الأفضل أن يلعن الجهل، والتخلف، والكسل والخمول بالإيمان، والعلم والعمل، ويشعل شمعة بدلا أن يلعن الظلام، وكان من الأفضل بدلا من ان يلعن هؤلاء القوم، ان يشمر عن ساعديه، وان يعمل في المصنع وفي الحقل، ويبني سفينة الفضاء، وينتج الدواء والغذاء، وان يمسك الفأس والمحراث، ومفك البراغي، ويدير الآلة، بدلا ان يركب سيارة مستوردة من عندهم، ويتعاطى الدواء، ويتعالج مع هؤلاء القوم، فإذا من المؤكد اذا ما بقي المجتمع بهذه الحالة المأساوية المزرية، حقا ان هذا المجتمع ميت، والميت إكرام دفنه.
ونسأل الله ان يجعلنا خير أمة أخرجت للناس.
حفظ الله عمان وشعبها الأبي من كل سوء ومكروه..
تحيا عُمان