DELMON POST LOGO

حب الوطن

بقلم : د. سعاد الحلواجي

انا اشاهد الكثير من افلام الكريسماس ولكني لن اذكر لكم عدد الافلام التي اشاهدها كل ليلة (حتى لا تحكموا علي بالبلادة او الاعتقاد بأشياء غير اسلامية ربما) ما علينا!

ما لاحظته في هذه الافلام ان الناس مهتمين بأنفسهم وبالحب وبالاطفال وبتزيين الشوارع وواجهات المحلات والبيوت. تشاهد الدكاكين والكافيهات وهي مليئة بالالوان والزهور واللوحات الفنية وتشاهد الشوارع الجميلة المزهرة والاشجار والانوار وسلات المهملات والكراسي الطويلة التي تستطيع ان تجلس عليها اذا اردت. وهذا كله وهم عندهم عيد واحد فقط.

ونحن لدينا اعياد كثيرة. اذا بدأنا بالمولد النبوي مثلا فنستطيع ان نجمل شوارعنا وشوارع الخدمات والدكاكين المصطفة في تلك الشوارع ونجعل من البلد قبلة للناس من كل مكان.

لنحتفل بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام ومولد أهل بيته الكرام وكل من أضاف من الصحابه والتابعين ونحتفل بكل وطني مخلص أضاف لبلدنا الحبيبة من علم وعمل صالح، نحن لدينا إرثنا الشعبي والديني المميز والغنى الذي يؤهلنا للاحتفال  في غالبية ايام السنة. وهكذا نكون قد ارتفعنا ببلدنا الى مصافي البلدان التي تعتز بأرضها

لنتحد جميعاً ونحي ديننا وإرثنا الشعبي  بالفرح والبهجه، بالزهور والأنوار والألوان ونظافة المكان والملبس

بجب علينا كشعب أن نكون يد مساعدة للحكومة والبلديات المحلية للمحافظة على نظافة كل ما يحيط بنا والاحتفال برقي يجذب انظار العالم لتميزنا وينشر البهجه والجمال في شوارعنا وبيوتنا.

كم عندنا من اعياد سنوية لأناس نحتفي بهم في المساجد والمآتم والنوادي وننسى ان هناك أناسا ربما لا يذهبون لهذه الامكنة وربما يودون ان يعرفو شيئًا عن هذه المناسبات. فبعض الزينة من اصحاب المحلات او الناس ستكون شيئًا رائعا قد يجعل بلدنا محطا او وجهة سفر جميلة للناس من كل مكان ولا ننسى ان بلدنا يحبها الاجانب ويتمنون العيش فيها طوال عمرهم !

تخيلوا بأننا نحتفل يوما بمولد بلال مؤذن الرسول مثلا ونصنع مآذن من الفخار (بما اننا بلد الفخار) ونعطيها للاطفال ليلونوها في الشوارع. تخيلوا ان نصنع من الفخار ايضا قدم المهدي (الذي يوجد في مكانٍ ما في البحرين) ويلونه الاطفال! وتوزع هذه الهدايا الى الناس او نستطيع ان نستخدمها كأصص للزرع.

انا ادرّس مجموعة من السيدات الفرنسيات اللغة العربية (تطوعا لحبي للغة العربية) وقالوا لي بأنهم يحبون ان يذهبوا الى القرى والتعرف على الناس ولكنهن يخافون من شيئا ما. هذا مثال فقط لان نجذبهم اكثر لحبنا من خلال تزيين الشوارع وترتيبها وجعلها من الاماكن التي يزورها الناس فقط لمشاهدة ما هو جديد في كل يوم.

احد الافلام التي شاهدتها كانت كل منطقة تخلق مجموعة تكون مسئولة عن الزينة والترتيب سواء في الشوارع المحيطة بالبيوت او بحدائق البيوت او المحلات المجاورة، وكذلك تكون هناك جوائز لافضل زينة او افضل شجرة وهكذا.

لدينا الكثير من الموروث الديني والشعبي وحب كبير للبلد ولكن تأوهاتنا المستمرة وشكوانا التي لا حد لها منعتنا من استخدام هذه المواريث لصالح تجميل بلدنا العظيم. متى سيبدأ الناس في حب بلدنا؟ لا اعتقد ان تزيين الشوارع العامة في أيام العيد الوطني أو أيام الاعياد يكفي إذ ليس الجميع يستطيع أن يمشي ويسعد في تلك الشوارع. ولا بد ان اذكر هنا ان بعض المجمعات تزهو في عيد ميلاد المسيح فقط بالالوان والزينة وربما بعضها يضع الزينة والاضواء يوم المولد النبوي، ولكن لماذا لا نكون من محبي الزينة كل شهر؟