DELMON POST LOGO

تاريخ حُسنيات المنامة المندثرة

اختفاء عددا من حسينيات الرجالية بالمنامة لاسباب متعددة

 

د. محمد حميد السلمان

شبيها باختفاء عدد من القرى في البحرين لاسباب عديدة ، ولم تكن تلك القرى موجوده حاليا على خارطة البحرين الطبيعية وعلى الأرض قبل عشرات السنين، واندثرت لأسباب عديدة ليس هنا مجال لذكرها؛ فسنقف في الجزء الأول من تغطيتنا السنوية للحُسينيات في البحرين مع موسم عاشوراء الحسين (ع) لعام 1445هـ، (2023م)، ولأول مرة؛ مع بعض حُسينات المنامة التي أندثرت ولم تعد موجوده حالياً، لا مقراً ولا فعاليات دينية، ولا يَعلم عنها الجيل الحالي أي شئ.

أول هذه الحُسينيات : بما لها وعليها، هي (النهضة المقدسة) التي تاسست عام1970م تقريباً، بمبادرة من بعض شباب المنامة. ومن مؤسسيها: جعفر آخذ الارواح، إبراهيم الجبل، وجواد الجداحصة، وغيرهم. كان مقرها في المنطقة المُحيطة بمأتم الكليتي وأنصار الهُدى حالياً. وبالتحديد، كما ذكر الأخ جواد الجداحصة، قريب من بيت وحظيرة الأبقار التابعة لـ"شاهو" الله يرحمه، المعروف لأهل المنامة، وفي أرض السيد جعفر التي اشتراها وبقيت بلا بناء فاستخدمها شباب النهضة كمقر لفعاليات حسينيتهم. كانت فعالية هذه الحسينية تقتصر فقط على خروج موكب عزاء باسمها، ولم يكن لها مجلس خطابة حُسيني، ومع الأيام والسنوات، التي استمرت لحوالى 15 عاماُ؛ استطاعت الحُسينية أن تفرض نفسها على خارطة سير المواكب بالمنامة، وطاف موكبها بمعظم "فرقان" المنامة التي تمر بها مواكب العزاء عادةً. وكان ر"ادود" أو "شيال" الحُسينية الرئيسي لموكبها المميز؛ هو (مهدي آخذ الأرواح أو الجبل)، أضف إلى ذلك مشاركة بعض العراقيين الذين كانو يحضرون من العراق بالسفن الصغيرة "اللنجات" من البصرة وغيرها في جنوب العراق للإنضمام لموكب عزاء هذه الحسينية. وقد استمرت الحسينية قائمة إلى عام 1985، إذ تفرق عنها الشباب، فاندثرت ولم تعد موجودة الآن.

الحُسينية الثانية : هي الهيئة الحُسينية، أو الجمعية الحُسينية، أو مأتم الشهيد، التي تأسست كذلك في سنوات السبعينيات من القرن المنصرم في أحد البيوت المُستأجرة بين حسينية زبر ومسجد مؤمن، وانتهى وجودها تماماً عام 1982.

كان المؤسس هو المرحوم الشهيد (جميل العلي) الذي كان الأساس في تنسيق وتنظيم الحُسينية للشباب المُنطوين تحت "بيرق" العزاء الخاص بها. ولذلك سُميت أحياناً باسم (مأتم جميل الثور)، والثور هنا تدل على القوة البدنية وشدة التحمل، لما كان يتصف به جميل من قوة بدنية بارزة. كان لشباب هذه الحُسينية موكب عزاء كبير خاص بهم، فرض نفسه على خارطة مواكب عزاء المنامة. كما كان لها مجلس حُسيني يومي للخطيب السيد جعفر الكربابادي، وعندما ينتهي مجلسه يتجمع الشباب لخروج موكب العزاء منه في الساحة المقابلة للحُسينية.

كما أن هناك حُسينيات أخرى لم يُكتب لها الاستمرار كثيراً، إذ لربما ظهرت واستمرت لسنوات بسيطة معدودةُ لذلك لا نملك معلومات تفصيلية عنها. مثل حسينية فداء أو شهداء الحق، وحسينية الفاتح، وحسينية شهداء الطف.

لكن المُلاحظ والغريب في أمر هذه الحُسينيات المندثرة كلها؛ أنها رجالية وليس للنساء علاقة بها، ويبدو أن طبيعة المجتمع البحريني المحافظة قد حدت من ذلك، فكانت تقوم فقط على سواعد بعض الشباب من الرجال.

ولنا وقفة أخرى قادمة بعنوان: حُسينيات المحرق وجدحفص والشاخورة؛ تُنافس المنامة في التأسيس!!

مستمعون داخل المأتم
الخطيب في الحسينية
الشبيهات في المنامة
لوحة فنية تعبيرية عن صلاة الامام الحسين يوم عاشوراء