الحب في كربلاء .. قصة الامام الحسين مع زوجته رباب امرئ القيس
لعمرك أنني لأحب دارا ……….. تحل بها سكينة والرباب
حبهما وأبذل جل مالي ……….. وليس للائمي فيها عتاب
" الامام الحسين "
مقتل عبد لله الرضيع في يوم عاشوراء عام 61 هجرية وهو في يد والده الامام الحسين بسهما من حرملة بن كاهل امام نظر امه الرباب هو اكثر المواقف ايلاما ليس للحسين واهله بل للفطرة الانسانية ، قتل طفل برئ ليس له ذنبا بالسياسية او الحرب وهو عطشانا.
وعبد الله هو ابن الحسين من زوجته الرباب فمن هي الرباب ؟
الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي ، كانت من خيار النساء وأفضلهن ، اسلم ابوها في خلافة الخليفة عمر وكان نصرانيا من عرب الشام فما صلى صلاة حتى ولاه الخليفة عمر على من اسلم بالشام من قضاعة ، وما امسى حتى خطب اليه الامام علي بن ابي طالب ابنته الرباب على ابنه الحسين فزوجه اياها ، وكانت من خيار النساء جمالا وادبا وعقلا، ولدت له سكينة ، وعبد الله ، الذي قتل يوم الطف امام نظر امه .
أحب الحسين زوجته الرباب حبا شديدا قال فيها وابنته سكنية شعرا :
احب لحبها زيدا جميعا………. ونثلة كلها وبني الرباب
واخولا لها من ال لام ………. احبهم وطر بني جناب
وفي مكان اخر قال
لعمرك أنني لأحب دارا ………. تحل بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالي ……… وليس للائمي فيها عتاب
ولست لهم وان عتبوا مطيعا ........حياتي اويعليني التراب
وقد بقيت الرباب سنة بعد مقتل الحسين لم يظلها سقف بيت حزنا على زوجها حتى بليت وماتت كمدًا عليه، بعد شهادة الحسين بسنة، ودفنت بالمدينة.
الوجه الاخر للحب في كربلاء حب الامام الحسين لابنته سكينة ، التي اتصفت بالورع والتقوى، وسعة العلم والثقافة، وكانت كثيرة التفقه والتدبر في شؤون الدين الحنيف، وقد اعتبرها المؤرخون من أشهر فقهاء وعلماء جيل التابعين واخذت من جها نظم الشعر والادب.
ولدت السيدة سكينة سنة 47 هجرية، وأمها هي الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي، وعند ولادتها أطلق الإمام الحسين عليها اسم «آمنة» تيمنا باسم جدتها أم النبي صلى الله عليه وسلم، غير أن أمها اختارت لها اسم «سكينة» بعد أن شعرت بأن نفوس أهلها وأسرتها كانت تسكن إليها من فرط فرحها ومرحها وحيويتها، كما قيل عن سبب تسميتها باسم «سكينة» نظرا لما ظهر عليها وهي طفلة صغيرة من أمارات الهدوء والسكينة، وقد غلب هذا اللقب على اسمها الحقيقي، وعرفها الناس في زمانها والأزمنة اللاحقة باسم «سكينة».
وعندما وقعت معركة كربلاء التي استشهد فيها الإمام الحسين ، كانت سكينة في الرابعة عشرة من عمرها، ولما أراد الإمام الحسين توديع أهله قبل ذهابه إلى كربلاء ظلت في مكانها باكية، فلاحظ ابنته على هذا الحال، فتوجه إليها يكلمها ومصبرا لها.
وعند استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه رثته السيدة سكينة بقولها:
إنّ الذي كان نوراً يُسْتضاءُ به .. بكَرْبُلاءَ قتيلٌ غيرُ مدفونِ
سبطَ النبيِّ جزاكَ اللّهُ صالِحةً .. عنَّا وجُنِّبْتَ خُسرْانَ الموازينِ
قدْ كنتَ لي جَبَلاً صعبَا ألوذُ به .. وكُنْتَ تصحبُنا بالرُّحْم والدينِ
منْ لليتامى ومنْ للسائلينَ ومن .. يُغٌني ويُؤْوى إليه كلَّ مسكين
واللّهِ لا أبتغي صِهْراً بِصِهْركمُ .. حتى أُغَيَّبَ بين الرملِ والطينِ
إنّ الذي كان نوراً يُسْتضاءُ به .. بكَرْبُلاءَ قتيلٌ غيرُ مدفونِ
سبطَ النبيِّ جزاكَ اللّهُ صالِحةً .. عنَّا وجُنِّبْتَ خُسرْانَ الموازينِ
قدْ كنتَ لي جَبَلاً صعبَا ألوذُ به .. وكُنْتَ تصحبُنا بالرُّحْم والدينِ
منْ لليتامى ومنْ للسائلينَ ومن .. يُغٌني ويُؤْوى إليه كلَّ مسكين
واللّهِ لا أبتغي صِهْراً بِصِهْركمُ .. حتى أُغَيَّبَ بين الرملِ والطينِ
وكان للسيدة سكينة دور كبير في الدفاع عن حقوق آل بيت النبوة، وقد أبلغت رسالة الإمام الحسين إلى جميع الأقطار الإسلامية في ذلك الوقت، وبخاصة أثناء السبي من الكوفة الى الشام، وقد انتقلت بعد استشهاد والدها إلى رعاية الإمام السجاد، ثم تزوجت من ابن عمها عبدالله بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وقد عاشت حياة حافلة بالعلم والأدب والنشاط الاجتماعي، فكانت السيدة سكينة سيدة نساء عصرها وأوقرهن ذكاء وعقلا وأدبا وعفة، تزين مجالس نساء أهل المدينة بعلمها وأدبها وتقواها، منـزلها ندوة دائمة للعلم والفقه والحديث، وهو ما جعل بعض المؤرخين يطلقون عليها لقب «سيدة نساء عصرها وعقيلة قريش»، وكانت من الأدب والفصاحة بمنزلة عظيمة مع ما هي عليه من التقوى والورع والعبادة، وكان منزلها مألف الأدباء والشعراء، وهي بذلك تعد من أول من أنشأ «الصالون الأدبي» بمفهومنا المعاصر. بيان وفصاحة كانت رضي الله عنها ذات بيان وفصاحة وذكاء، ولها السيرة الجميلة والكرم الوافر، متصفة بنبل الفعل وجميل الخصال وطيب الشمائل، ذات عبادة وزهد، كلما كبرت في سنها تزداد قربا من الله.
ومما يروى عن السيدة سكينة ما رواه ابن الجوزي عن سفيان الثوري قال: أراد علي بن الحسين الخروج إلى الحج أو العمرة فاتخذت له اخته سكينة بنت الحسين سفرة أنفقت عليها ألف درهم وأرسلت بها إليه فلما كان بظهر الحرة أمر بها ففرقت في الفقراء والمساكين.
وفى الثلث الأخير من حياتها حرصت السيدة سكينة على تعليم المسلمين فضائل وأخلاقيات بيت النبوة، كما كان لها تأثير كبير في شتى ميادين العلم والفقه والمعرفة والأدب، الأمر الذي جعل المؤرخين يضعون اسمها في قائمة المجددين في علوم الإسلام وحضارته العظيمة. وتوفيت السيدة سكينة في المدينة المنورة العام 117 هـ، وكان عمرها سبعين عاما أي بعد مضي 56 سنة على استشهاد الإمام الحسين في كربلاء.
ولها قصدية أخرى في رثاء ابيها :
مَــدِيـنَـةُ جـَـــدنــا لا تـَـقـبَــــليـنـــــــــــا *** فــبـــالـــحــســـرات والأحـــزان جــيــنــــــا
ألا فــَـــاخـْـبــــر رســــول الله عــــنَّـــا *** بــأنـــا قــــد فـُــجِـــــعـْــنـــا فـــي أبـيـنــــــا
وأن رجـــالـنــا بــالـــطـَّـفِّ صـــــرعـــى *** بــــلا روسٍ وقـــد ذبـــــحــوا الـبـــنـيــنــــا
وأخـــــبــــر جــــدنــــا أنـــا أُسـِــــرْنــــا *** وبـَـــعــــد الأسـْـــر يـَـا جـَــدَّا سُــبــيــــنــــا
ورهـــطــــك يـــا رســـول الله أضحَـــوا *** عــــرايـــا بــالــطــفــوف مـُـسَــلــبــيــنـــــا
وقــد ذبـحـوا الـحـسـين ولــم يُــراعـــوا *** جـَـنَـــابــك يـــــا رســـــولَ الله فـــيــنـــــــا
فــلو نـــظــرت عــيــونـك لــلأســارى *** عـــلــــى قُــتُــبِ الــجـِـمــال مـُـحَــمَّـلِيـنـــــا
رســـولَ الله بــعــد الـــصـــون صـــارت *** عـــيــــون الـــنـــاس نـــاظـــرة إلــيـــنــــــا
وكـــنـــت تـَــحُــوطــنـــا حـتــى تــولــت *** عـــيــونـــك ثـَـــارت الأعــدا عــلـــيـــنــــــا
أَفـَاطِــمُ لـو نـظـرت إلى الــسَّــبــايــا *** بـــنـــاتـــك فـــي الــبــلاد مُـشـتـتــيـنـــــــــا
أَفـَاطِــمُ لـــو نـــظـــرت إلى الــحـيـــارى *** ولــو أبــصــــرت زيــــن الـــعـَــــابــديــنـــا
أَفـَاطِــمُ لـــو رأيــتــــيــنــا ســـهـــارى *** ومـــن سـَـهَــرِ الـلــيــالــي قــــد عـُـمـــيـنـا
أفـاطــم مــا لــقــيــتي مـِـن عـِداكــي *** ولا قـــــيـــــراط مـــمـــا قــــــد لـَـــقـِــيــنــا
فـلـو دامـت حـــيــاتـــك لــم تـــزالــي *** إلـــــى يــــوم الــــقـــيــامـــة تـَــنْــدُبــيــنــا
وعـَـــرْجٌ بـــالــبــقــيــع وقَـــفَ ونـَـــــادَ *** أيـــا ابــــن حـَـبـــيــب رب الـــعـــالــمـيـنــا
وقــل يـا عـــمِّ يـــا حـــســن الــمُــزَكَّـى *** عــــيـــالُ أخِـــيـــك أضـــحَـــوْا ضـائعيــنــا
أيـــا عـَــمَّـــــــاه إن أخــــاك أضــــحـــى *** بــعــيــداً عــنــك بــالــرمــضــا رهــيـــــنــا
بــلا رأس تــنـــوح عــلــيـــه جــــهــــراً *** طـيــورٌ والــوحـــوش الـــمــوحــشـــيــنـــا
ولـــو عـــايـــنــت يـــا مـولاي ســـاقــوا *** حـــريـــمـاً لا يــجــدن لــهـــم مـــعـــيــنــــا
عـلــى مــتــن الــنـِّـــيــاق بـــلا وِطـَاء *** وشـــــاهــــدت الــــعــيــال مــكــشَّــفــيــنـا
مـَـــديـــنــة جَـــدنـــا لا تــــقـــبــلــيــنــا *** فـبـــالـــحــســـرات والأحـــزان جـِــيـــنــــا
خـــرجــنــا مــنـك بــالأهـْـلَــيــن جـمـعــاً *** رَجـَـعــــنــا لا رجـــــــال ولا بــــــنـــيـــنـــا
وكــنــا في الـخــروج بـجـمــع شـمـــل *** رَجـَـعــــنــا حــــــــاســـــرين مـسـلَّـبـيــنـــا
وكـنـــــا فـي أمــــــان الله جـــــهـــــراً *** رَجـَـعــــنــا بــالـــقـطــيــعــة خــائــفــيــنـــا
ومـــــولانـا الـحـــســـيــن لـنـا أنــيـس *** رَجـَــعــــنـا والــــحـــســيـن بـــه رهـِــيــنــا
فــنــحــن الـضــائــعــات بـــلا كـــفــيـل *** ونـَــحــن الــنــائــحـــات عـــلـــى أخــيــنــا
ونــحــن الــــائــرات عـــلى الـمـطايـا *** نـشــــال عــلــى جِـــمـــال الــمُــبْــغِـضيـنــا
ونــحــن بـَـنــات يـــاســــــيــنــاً وطـــه *** ونـَـــحـــــن الــــــبــــاكــيات علـى أَبـِـيــنـــا
ونــحــن الـــطـــاهـــرات بــــلا خـــفـــاء *** ونـَــحـــن الـــمـُـخـْــلـِـصـــون الــمصطفونا
ونــحــن الــصــابـــرات عــــلـى الـبـلايـا *** ونـَــحــن الـــصـــادقـــون الـــنـــاصـحـونــا
ألا يـــــا جـــدنــــا قـَـــتـَـلـــوا حـُسـيـنــاً *** ولــم يــــرعـــوا جـــنــــاب الله فــــيــــنــــا
ألا يـــا جـــدنـــا بـــلــغـــت عـِـــدَانـــــا *** مـُــــنـــاهَــا واشْــتـَـفـَــــى الأعــــداء فــينـا
لـقـد هــتــكــوا الـــنــســاء وحمَّـلوهـا *** عــــلـــى الأقــتـــاب قـــهـــراً أجـــمـــعيـنــا
وزيــنــب أخــرجــوهـــا مــن خِـبـــاهــا *** وفـَـــــاطـِــــم وَالــــهـــا تـُبــدي الأنــيــنــــا
ســكـيــنـة تـَـشــتـكـِي مَــن حَــرِّ وَجْـــد *** تـــنــادي: الـــغـــوثَ رب الـعــالــمــيـــنــا
وزيـــن الـــعـــــابـــديــن بــقـــــيـــد ذلٍّ *** ورَامُـــوا قـــتــلـــه أهـــــــــل الخـــــؤونــا!
فــبــعـــدهُـــمُ عـلـــى الـدنـيــا تـرابٌ *** فــــكـــأس الــمـوت فـيـــهـا قـــد سـقـيـنــــا
وهـــذي قــصــتــي مـعْ شـرح حـالي *** ألا يـــا ســامـــعــــي فـَــابْـــكـــوا عـــلـيـنــا