DELMON POST LOGO

تدشين كتاب " الدراز بالأسود - والأبيض " للشاعر احمد العجمي بحضور جماهيري لافت بالدراز

المرزوق : تراث ومخطوطات البحرين موزعة في العالم تحتاج الى باحثين لتحقيقها

العجمي : كل قرى البحرين  تتشابه في الاهازيج والغناء والحزن والعادات والتقاليد

الموسوي : الكتاب سردية تحفر في ذاكرة الزمن الجميل وتستحضر تفاصيل الحياة في قرية أبت إلا أن تكون جزءً متوثبا على هذا التراب في هذا الوطن

بدأ حفل تدشين كتاب " الدراز بالأسود والاربيض" بكلمة الى عريف الحفل الأستاذ علي إبراهيم حسين ، بأهمية كتابة التاريخ والتراث للقرية قائلا : تحيا الأمم والشعوب والاقوام مراحل متعددة من حياتها  ضمن محطات تشكيل تاريخها لتبني عليه مستقبلها ان كان ذلك التاريخ يركن له .

وقد جاء كتابنا الذي نحن بصدد تدشينه كمدماك يثبت جزء من تاريخ هذه البلدة الطيبة ، اذ نلحظ من خلاله أمور هي:

ضرورة كتاب التاريخ لحفظه من الضياع وللبناء عليه لمستقبل افضل ، وتثبيت واقع هذه البلدة الطيبة بما هو ضارب في جدور التاريخ ، وليس طارئا او حديث النشأة ، وايصال رسالة للجيل الحالي والاجيال المستقبلية ، بان أبائكم واجدادكم كانو صناع التاريخ ورواد حضارة وبناة اوطان ، فاتخذوهم قدوة وسيروا على نهجهم ، حتى لا تكونوا على هامش الحياة ، وأخيرا هو إشارة تنبت وتحفز الاخرين لاخراج مالديهم من ارث حضاري وثقافي وعملي ، من اهل هذه البلدة ( الدراز ) او المناطق الأخرى .

فشكرا للمؤلف الأستاذ احمد العجمي بانك أخرجت هذا العمل للنور ، وشكرا لك لانك اول من علق الجرس في هذه البلدة المباركة رغم الكم الهائل من المعارف والعلوم والادب والفن ، وكل ما نأمل ان تتوالى المبادرات في هذا المضمار لتستفيد الإنسانية منه ، وليكون ذخرا لمن عمل على آخرته.

ثم تلى ذلك كلمة الى احد وجهاء القرية ومقدم الكتاب احمد المرزوق الذي تسائل:

هل مشروع كتابة  التاريخ بالقرى مطلوب ام لا ، وهل هو إيجابي ام سلبي  يدعوا الى المناطقية والتعصب .

وكانت الاجابة بان هذا التاريخ محمود وان اعمال كهذه في القرى بشكله الجزئي يؤدي الى الكل الحميد ، وبالتالي نحن نلملم تاريخ البحرين.

وأوضح بان الكتب تكمل بضعها بعضا ، وهي ترسخ الانتماء والمواطنة ، لان ذلك يبدأ بالحي والقرية ، وعدم الانتماء للقرية يعني عدم الانتماء للوطن .

وقال هذه الكتب مصدر اعتزاز وكما قال الشاعرمظفر النواب (و النملة تعتز بثقب الأرض ) ، ونحن بانتظار كتاب اخر عن الدراز للاخ جعفر كاظم ، ونأمل ان يكمل ما بدأه العجمي....لا بد من القول بان التراث العلمي والادبي في البحرين هو صنيعة القرى البحرينية التي أسهمت بهذا التراث ،  والمأمول من المسوؤلين ان يشيروا الى تلك المخطوطات الكثيرة الموزعة في العالم، وادعوا الباحثين تحقيق تلك المخطوطات ونشرها للمنفعة .

ويضيف ، كنت اتسوق في احد المكتبات بالقاهرة فوجدت كتاب اسمه " اصل البلاغة" للشيخ ميثم البحراني؛ وكان الكتاب من تحقيق الكاتب المصري الشهير علي عبد الرازق ، وفي  مقدمته قال انه وجد المخطوطة التي الفها الشيخ ميثم البحراني في مكة والنسخة الثانية في الهند .. ما يعني ان تراثنا مبعثر في انحاء العالم يريد له جمع .

ومثال اخر على تبعثر تراثنا، هو عندما دعا الباحث الإيراني الشيخ شكور ، المشارك بورقة عمل  في مؤتمر الشيخ حسين العصفور في عام 2009 ، بان تراث البحرين وتراث الشيخ حسين يحتاج الى تحقيق الحفاظ عليه .

وعن كتاب الدراز بالاسود والابيض؛ قال ان مؤلف الكتاب حمل معه شعره ، حيث تضمن المحتوى الصور الجميلة والكلمات المختارة والذوق الادبي ، مستخدما الرمزية .

قدم تاريخ الدراز  كما هو ، والتفت الى أطفال الدراز وكان الاهداء لهم، حيث دعاهم الى كتابة التاريخ وقال لهم : دوركم كبير ، هذا ما فعله اجدادكم وابائكم والدور لكم في هذا الاتجاه .

وقال اعتمد المؤلف في تأريخه للدراز في فترة معينة حتى سبعينات القرن الماضي ، وتطرق الكتاب الى العديد من القضايا في القرية شملت كل بيت درازي تقريبا.. نعم استطاع المؤلف احمد العجمي ارجاعنا الى ذكريات الطفولة ، ذكريات الإباء ، كنا فقراء ولكن قلوبنا كبيرة.

واختتم بقول الشاعر ابن الملوح :

تَعَلَّقتُ لَيلى وَهيَ غِرٌّ صَغيرَةٌ .. وَلَم يَبدُ لِلأَترابِ مِن ثَديِها حَجمُ

صَغيرَينِ نَرعى البَهمَ يا لَيتَ أَنَّنا .. إِلى اليَومِ لَم نَكبَر وَلَم تَكبَرِ البَهمُ.

من جهته قال رضي الموسوي: ان الكتاب يعتبر فعلا سردية تحفر في ذاكرة الزمن الجميل، تستحضر بعضا من تفاصيل الحياة في قرية أبت إلا أن تكون جزءً متوثبا على هذا التراب في هذا الوطن، لتسهم بقسطها في رفعة شأنه. انبتت حصادا ثرياً توزع على صنوف العلم والمعرفة بعد أن قرر شبابها ركوب البحر إلى مواطن تحصيل العلم والدراسات العليا قبل افتتاح الجامعات في البحرين.

وأضاف: هادئة هذه الدراز. كانت تحتضن بحرها الذي هرب ولن يعود، تستذكر صوت خرير مياه "الفوارة" العذبة وهي تتدفق صوب البحر لتختلط مياهها الحلوة بمياه البحر المالحة، تنساب التركيبة الجديدة بجانب (كوكب) كان الصبية يتنافسون على ملئ قنينة ماء عذبة من قعر أرض البحر المالح!!

كان ساحل أبو صبح يعج عصر كل خميس بآلاف المصطافين من كل المناطق وكأنها البحرين مصغرة، لا ينام الساحل حتى شروق شمس يوم الجمعة. حافلة ليالي الساحل بكل شيء بهيج. كانت الجموع تتوزع على رمال الساحل الممتد حتى البديع غربا وباربار شرقا، تحتضنه بساتينٌ تزرع الفرح وكل شيء جميل.

في هذه القرية ما يستحق حياة افضل؛ فقد مرت منعطفات عليها كما كل الوطن، بعضها يبلغ الوجع مداه حتى الصرخة، وبعضها الآخر يزيح آثار الحزن المفرط ويبسط الفرح على رمال ساحلها كسجادة ناصعة الجمال تراقب النخيل الباسقات من زاوية مسجد "ابو صبح" الذي تتناقل الاجيال قصصه الاسطورية على الشاطئ.

لقد ابدع المؤلف الصديق الاديب أحمد العجمي في استخراج خبايا كثيرة من ذاك الزمن ومن تلك الأمكنة، في عمل رائع حفر في الذاكرة الجمعية لقرية امتزجت حياة أهلها بالبحر والزراعة والتجارة والمهن التي عُرف بها أهل الدراز والبحرين، وبعضها مهن ضاربة جذورها لحقبة الحضارة الدلمونية. جهدٌ فرض شروطا إضافية لمن سيكتب فصولا جديدة عن الدراز، حيث لايزال الكثير من الخبايا ينتظر من يُحضّر ليكتب عن هذه القرية الوادعة وأهلها الذين نحب."، واختتم الموسوي كلمته بالشكر الجزيل لمجلس إدارة مأتم انصار العدالة على استضافته فعالية تدشين كتاب "الدراز بالأسود والأبيض"، لمؤلفه الصديق الاديب أحمد العجمي، والشكر موصول لدار فراديس للنشر على تحمل مسؤولية وكلفة هذا الكتاب المهم في توثيق واحدة من أهم الحقب التاريخية في تاريخ الدراز الحديث.

واختتم الحفل المؤلف احمد العجمي ، بالقول بان الكتاب ليس تاريخ الدراز فحسب بل يمثل كل قرى البحرين لانها تتشابه في كل الاهازيج والغناء والحزن والعادات والتقاليد .علما بان الكتاب من إصدارات دار فراديس للنشر .

مواضيع ذو صلة ..

https://www.delmonpost.com/post/drz01