بقلم : د.جاسم حاجي
يستمر مشهد المدفوعات في التطور بسرعة، مدفوعا بالتكنولوجيات الناشئة والتحول الرقمي عبر الصناعات. واحدة من أكبر الشعارات في السنوات القليلة الماضية هي "الذكاء الاصطناعي"، ويتسائل الكثيرون كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على مساحة المدفوعات على المدى القريب والبعيد.
التجارة التحادثية تمهد الطريق
أصبح المستهلكون يتوقعون تجربة خروج خالية من الاحتكاك لا تضحي بالأمان، ويتوقعون أن تكون هذه التجربة متاحة في الوقت الذي يناسبهم. نظرا لأن تطبيقات المراسلة تجاوزت الشبكات الاجتماعية في شعبيتها، فقد تم استهداف هذه القنوات من قبل تجار التجزئة الأذكياء كفرصة دفع مربحة.
تقع فرصة التجارة التحادثية هذه عند تقاطع التجارة وتطبيقات المراسلة الشائعة، مما يوفر تجربة شراء مبسطة حيث يفضل المستهلكون قضاء وقتهم. لا يقتصر الأمر على تطبيقات المراسلة أيضا. قفز المساعدون الرقميون إلى موكب المدفوعات، مما سمح للمستخدمين بطلب العناصر عن طريق الأوامر الصوتية.
اللوائح التي تولد الحكمة
نقطة احتكاك أخرى لاعتماد الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية والمدفوعات هي البيئة التنظيمية الصارمة. يتوق اللاعبون في النظام البيئي للمدفوعات إلى تبني تقنية الذكاء الاصطناعي ولكنهم بحاجة أيضا إلى توخي الحذر في اعتماد أساليب لم يتم اختبارها. في حين أن الصناعات الأخرى قد تتفوق في اعتماد الذكاء الاصطناعي، فإن تحمل المخاطر في الخدمات المصرفية والمدفوعات أقل بكثير بسبب البيئات التنظيمية التي توجد فيها. سيستمر القبول التنظيمي في دعم معدل اعتماد وتوسيع النطاق باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
من ناحية أخرى، تستخدم العديد من المدفوعات الناشئة والتكنولوجيا والتطبيقات المصرفية الذكاء الاصطناعي منذ البداية. هذه التقنيات المالية الأحدث لديها التأثير على لاعبي المدفوعات الحاليين الذين يجب أن يؤثروا على التغيير من الأنظمة القديمة إلى التكنولوجيا الأحدث، والتي يمكن أن تكون عملية بطيئة وشاقة. ستحتاج شركات المدفوعات الراسخة إلى زيادة خفة الحركة وتحمل بعض المخاطر المحسوبة في نشر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الأخرى للحفاظ على وتيرة اللاعبين الجدد.
روبوت الدردشة المصرفي
سيصبح دمج الذكاء الاصطناعي في روبوتات الدردشة المصرفية في نهاية المطاف توقعا للعملاء المصرفيين. على الرغم من أن بعض الشركات المبتكرة قد بدأت بالفعل في تنفيذ روبوتات الدردشة، إلا أن استخدامها لم يصبح سائدا بعد.
ستساعد روبوتات الدردشة المدمجة مع الذكاء الاصطناعي المستخدمين على تلقي استجابات أسرع لحل مشكلات واستفسارات الدفع الخاصة بهم. مثال على الاستفسارات هو الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الدفع الدولي للوصول إلى المستلم بنجاح. يمكن أن يكون السيناريو الآخر هو التحقيق في الدفعة المفقودة.
كشف الاحتيالات
لقد مر ما يقرب من 20 عاما منذ إطلاق مواقع التجارة الإلكترونية. منذ ذلك الحين، تغيرت عملية شراء وبيع السلع عبر الإنترنت تماما. عندما بدأت التجارة الإلكترونية، كانت عناصر معينة فقط متاحة عبر الإنترنت. لم يكن العثور على خدمة للوصول الى موقعك ممكنا دائما، وكان المخزون محدودا جدا في كثير من الأحيان. اما الان فهناك تقدم سريعا، ويمكن للناس شراء أو بيع أي شيء يريدونه تقريبا، في أي وقت، ومن أي مكان لديه اتصال بالإنترنت.
على الرغم من أن إمكانية الوصول المتزايدة هذه رائعة للمجتمع العالمي، إلا أنها تمثل أيضا مشاكل. تم الحفاظ على مشهد التجارة الإلكترونية الأكثر تقييدا الذي كان موجودا في أوائل التسعينيات، في مأمن من الاحتيال من خلال أنظمة أمن الاحتيال. ومع ذلك، أصبحت أنظمة الكشف عن الاحتيال التقليدية هذه قديمة وعفا عليها الزمن بمرور الوقت مثل التجارة الإلكترونية. ولكن الآن، تقدمت تكنولوجيا الدفع بشكل كبير.
انخفاض الانخفاضات الكاذبة
إنها حالات يمكن أن تسبب فيها حماية المعاملات متعددة الطبقات الموضوعة لرفض النشاط المشبوه إزعاجا كبيرا للعملاء الأبرياء. يحدث هذا الوضع المؤسف عادة في نظام الدفع عبر الإنترنت أو في المتجر. عندما يحدث هذا في المتجر، فإنه ليس غير مريح للعميل فحسب، بل يمكن أن يجلب الإحراج أيضا. ولديه تأثير على الاقتصاد بشكل اكبر من ذلك.
