DELMON POST LOGO

هجرس في قراءة لديوان الوطني "بهذا الوهج أحيا" : تبنت الأسلوب الحداثي في الكتابة وتلونت بالرمزية ورشاقة العبارة

قال الفنان الشاعر عيسى هجرس بحفل تدشين إصدارات الشاعرة والروائية الدكتورة جميلة الوطني ، وبالتحديد في قراءة لديوانها  " بهذا الوهج أحيا " بمكتبة الأيام مؤخرا ،" من خلال قراءتي لديوان "بهذا الوهج أحيا" أود أن أضع انطباعي المبنية على التذوق الخاص وليس التخصص والنقد الأكاديمي.  فنصوص الديوان تبنت الأسلوب الحداثي في الكتابة، فتبلورت فيه الصورة البلاغية والشعرية متحررة من القيود والحدود وتلونت بالرمزية ورشاقة العبارة والمعاني المتوشحة ببعض الغموض الذي يبوح ولا يبوح أحيانًا، تاركةً سكة التفسير حرة لخطى التأويل والتأمل مع المحافظة على عدم إغراق النص الشعري في متاهات الإبهام والطلاسم، وجعل القارئ ببعض التخيل والتشخيص يعيش الأبعاد الشعورية والتعبيرية، وتذوق ما تكتنزه الكلمات في موسيقاها الداخلية والخارجية وإيحاءاتها اللغوية لإدراك رسالة النص وإسقاطاته.

ويضيف ، واستدلالًا على ما تقدم، أدرج بعض النماذج والمقاطع لإيضاح انطباعات القراءة وحصيلة الملاحظات...

وهذا المقطع من نص "سفر" مدمج مع مقطع من نص "تاريخ":

دعني أتشظى أو أنسلخ

أنفض غبار الأزل

أعرج في متاهات متوازية

تمنحني السفر

دون تأشيراتِ عبور

لمدنٍ فاتنة، أنت فيها خرائطي

وكل ما أشتهيه

يشبهك..

صوتكَ جاء ملبياً

ليطوف حول كعبة قلبي

دعنا نصلي

ونتلوا دعاء الحب

حتى ثمالة المحراب .

وفي نص "تدوين" يتألق التعبير في المفارقة "فأقمت حدادي بالأبيض"، حيث يقول النص:

دوّنت في تاريخي

خيبات ونجاحات الأمس

ورواية لم تكتمل فصولها

فأقمت حدادي

بالأبيض المزهر

أزرع الياسمين

في بساتين الوطن

ليلبسني

حضن الأمل.

ويأتي نص "رقص" بصورة متمردة مبتكرة في قول:

أنتِ جنةُ شيطانِ الروح

حين ترقصين

كلما فكرتُ في مراقصتكِ

ارتكبتُ خطأً لا يغتفر

وفي نص "كمال" هذا المقطع فيه الكثير من رومانسية الخيال:

أزهرت خطواتها بروح الهيام

تعلن للشمع المتقد

فجرًا مشتعلًا

يطوي تلال الظل

تعلن الكمال للقمر.

تروي الذكريات الصائمة

على ضفاف الصمت.

وتأتي الدكتورة الوطني في نص "كتابة" بتعبير فلسفي جميل جدًا..

بيني وبيني

عالقة

أزف كلماتي

على سطور صفحاتي

حين يضيع قلبي

أتفنن سر الكتمان.

ويحمل نص "انجذاب" تعبير وصورة مبتكرة لعاطفة الأنثى..

كلمات أغنية

تأخذني إليك

لعينيك

للعطر الذي يجتاح معطفك

للشهد القابع خلف شفتيك

أهطل أنثى

واستقي نخب

الحياة

وأقطف من نص "التيه" مقطع يترجم نتيجة التذبذب العاطفي وتأرجح المشاعر..

أيها المجنون

مهما تشذّبتَ أو تأنقتَ

لن تستطيع الوقوف

على غصنٍ متأرجح

إما أن يُكسر من شد الذات

أو أن يجبرَ على التحليق

حيث لا محط ولا قرار.

واختتم الورقة الأدبية قائلا " وما هذه النماذج إلا شذرات ومقتطفات يسيرة من ديوان عامر بالوهج والحياة.. وفعلًا كما قالت الدكتورة في عنوانها للديوان "بهذا الوهج أحيا" والمتوقع إنها تجعل قارئ النصوص يحيا معها.".