DELMON POST LOGO

عصمت بمركز كانو : المهنة درب زلق وكثيرون خسروا وظائفهم لمجرد خبر او رأي ولا رواتب فيها مغرية ولا غير عشق المهنة

"من هذا المنبر ( مركز كانو الثقافي " دعوني اقدم تحية لزملائي وزميلاتي انا اسمي زملائي اللذين عملوا في الصحافة سابقا بالمحاربين القدامى ،فالمهنة درب زلق وكثيرون خسروا وظائفهم لمجرد خبر او رأي ولا رواتب فيها مغرية ولا شيئ غير عشق المهنة واعتبار الكلمة اداة من ادوارت التغيير نحو الافضل في مجتمعنا ." بهذه العبارات بدأت الصحفية عصمت الموسوي ندوتها التي بعنوان " الخبر الصحفي بين الامكانيات والتحديات " بمركز كانو الثقافي مساء امس .
وقالت ، لكل مرحلة زمنية ظروفها ،واما المآل الذي بلغته الصحافة اليوم واستقرت عليه فيعود الى سيطرة عالم الصحافة الرقمية والسوشيال ميديا الاسرع ، هذه الندوة ستحاول الاطلالة على الصحافة الراهنة ومراقبة اداءها
وبداية لا بد من القول انه اذا توقفت الصحافة عن القيام برسالتها الصحيحة وبدورها المنوط بها فكلنا خسرانين ،هذه الندوة وغيرها من الندوات تأتي من حب وحرص على صحافتنا التي تواجه اليوم تحدي الانكماش وتقليص الصفحات وزيادة اعباء الطباعة وشحة الاعلان وضعف الموارد .
عن التغطية الخبرية اريد القول :
التغطية الصحفية او الخبر او القصة الصحفية كما تسمى في الصحافة الغربية وما يندرج ضمنه من صنوف انواع الكتابة كلها اساسها الخبر كالتحقيق واللقاء والتقرير والاستطلاع والمقال ، وكلها تخدم بعضهاالبعض وتنطوي على امكانيات هائلة من حيث التوظيف وقد تشكل مادة خصبة لاحقا للقصص الادبية التي قد تتحول الى اعمال درامية وهذا ما يفسر ولوج العديد الصحفيين عالم الادب في كل مكان في العالم ، لكن الخبر ليس هو ما حدث فحسب بل حتى ذلك الذي توقعنا حدوثه وفقا لوعود ولم يأتي . كل قرار او مشروع قالت الحكومة انها ستنفذه ولم تلتزم بوعدها فهو خبر ، صرف الزيادة السنوية للمتقاعدين مثالا اذ قال رئيس مجلس الشورى ان هناك هدية قبل رمضان للمتقاعدين ،مواعيد افتتاح المدن الاسكانية ، مدينة سلمان او الشمالية سابقا ، مثال ،تعليقات القراء على السوشيال ميديا تتحدث عن الخبر المغيب الذي لا تجرؤ الصحافة على الاشارة اليه .
كذلك فإن قيمة الخبر لا تكمن في انجاز نشره انما في في ارتداداته وفي تأثيره على الناس وعلى صاحب القرار ، علما بان الصحفي الذي يطور حاسته الخبرية يجد الاخبار في كل مكان وكل يوم .
وفي رايي فإن الصحفي الحاذق ليس من يتابع الخبر ويغطيه انما يهجس بحدوثه ويتوقعه،  والصحفي هو زرقاء اليمامة الذي يتنبئ ويحلل وفقا لمعطيات مادية وان الصحفي الجيد هو الذي يتوفر يوميا على حصيلة من المتابعات والتفاصيل ولا يمكن ان يفلس اي يجلس في يوم من الايام وهو منعدم الاخبار وان المطبوعة او المنصة الخبرية الناجحة المتمتعة بالشعبية والثقة فان الخبر كما الاعلان يأتيها برجليه احيانا عبر شتى الوسائل ،فالمسؤل يتصل ،انسان صاحب شكوى ، وغيرها ، اما التحديات فهي من الجانب الرسمي والاهلي والاعلاني واحيانا الشخصي ،امثلة :
الحريات الصحفية :
اتحدث في هذه الندوة عن فن الممكن والمتاح اما قانون الصحافة  فيجب ان نكتب عنه كل يوم من اجل تغيرره وتطويره ، ان تفتح صحيفة يعني ان تمنحها الحريات والقانون وتسهيل الحصول على المعلومة ومنع معاقبة الصحفي على الكلمة والرأي ،كنت اكتب في صحيفة وانتقلت لاخر رفعت سقفي الصحفي ولم يحدث شي ،الرقابة الذاتية والتضييق اكثر من اللزم احيانا يكون اسوأ من قانون الصحافة
عن العلاقة بالحكومة اود القول ،
ان الصحافة لاعب مهم في المعادلة السياسية واذا تحرك الوضع السياسي وتلحلح تتحرك تبعا لذلك الصحافة ويعلو الضجيج واذا توقف تتوقف ، لذلك رأينا ما حدث لصحافتنا في اعقاب انطلاق المشروع الاصلاحي لجلالة الملك وما حدث من تحول وما اعقب ذلك من صدور عدد كبير من الصحف.ساهم في رفع شأن الصحافة والصحفيين بل ان الصحافة البحرينية نالت جوائز عربية واقليمية وانتقلت البحرين الى خانة متقدمة في تقارير مراسلون بلا حدوم عام 2007 وعام 2008 .
الصحافة والحكومة :
لدى الحكومة اليوم منابرها العديدة للترويج لتوجهاتها ولا تحتاج الى الصحافة ، وعلى الصحافة ان تعتمد على ذاتها وتبحث في مصادر تمكينها ونجاحها لانها ستترك يوما دون معونات .
الصحافة الجديرة بالثقة هي التي تتحسب  لها الحكومة والرأي العام معا ، الصحيفة التي لا تقلق المسؤول ولا يتحسب لها او يخشاها ممارسي الفساد تكون قد فقدت سلطتها وانيابها وقاالت انها تلخص وضع الصحفي في علاقته بالحكومة في جملة قالتها لطارق المؤيد بعد تركه للوزارة
انت وزير رسمي كنت تمارس عملك وواجباتك وانا صحفية امارس عملي قدر الامكان بمهنية وفق القواعد الصحفية ،والاختلاف بيينا صحي ومعتاد بين الصحفي والمسؤل ، وهذا الشد والجذب والمناكفات يحدث تقريبا في كل دول العالم الثالث التي لم تترسخ فيها مهنة الصحافة ولاتزال محكومة بالقيود والرقابة والقوانين الصارمة ، ان المناكفة بين السلطة وبين الصحافة هو امر طبيعي ومحمود ، بدونها سنرى صحافة خاضعة وخانعة ولا تخيف احدا .
امام الصحافة الورقية عمر محدد قبل اسدال الستار النهائي كما توقعت اطروحة الزميل غسان الشهابي ، ولكن هناك امل في تطويل عمرها ان هي ارادت ولكن ذلك لا يكون دون حد ادنى من الاسقلالية .
هناك توجه رسمي لجعل الصحف كلها نسخة واحدة ، لقاءات رؤساء التحرير الجماعية بالمسؤولين ،والمانشيت الواحد ولكن بامكان الصحيفة ان تخلق لنفسها هامشا وتتحرك لخلق التميز لنفسها .
وان تعدد المنابر الصحفية يحقق التنافس ويمنح الرأي العام والناس فرصة للناس لكي يختاروا ،لكن اغلاق الصحف يقوض او يحول دون هذا الاختيارات ، ولسان الحال يقول :نحن نحدد لك
على الصحافة الا تفقد لعبة التوازن بينها وبين الحكومة وبين الناس وعليها ان تتذكر ان الصحافة هي سلطة شعبية وانها تتوجه بخطابها الى الناس اولا  .
اكبر منافس للصحافة الورقية والالكترونية هو الصحفي الهاوي اوالمتخصص  او ما يسمى الصحفي المواطن والذي يجول بكامرته ويوثق ويصور ويدون ويوثق وبعضهم متخصصين ،انظروا الى عدد متابعي هذا النوع من الهواة مع انهم يعملون بجهود فردية .
ملاحظات على الصحافة الورقية .
تشكو من تقلص عدد الصفحات وعدم وجود المساحة لكن اخبار المنوعات صارت صفحات كاملة ،زواج ،افتتاح مطعم ، تخريج طلبة مدارس ،لا اعرف اهي اعلانات تحريرية ام ماذا ؟ وكل ذلك على حساب المادة التحريرية الجادة .
الصحيفة التي تعجز عن دفع خمسة او عشرة دينار مكافأة على مقال لصحفي او زاوية ناجحة ومقروءة او متعاون بالقطعة فلو  تقفل احسن لها .
واعتقد ان صحافتنا اليوم تفتقد الخبر الاجتماعي الذي هو متوفر كل يوم لكننا لا نجده بل نسمع عنه ،
كما ان صحافة لا تعترض على اي قيود تفرض عليها ولا تناقشها على سبيل المثال تقارير ديوان الرقابة المالية والادارية حال صدوره هو ملك للناس جميعا ولماذا تقيد الصحافة بنشر 13 صفحة فقط ثم يغلق الملف الاكثر توفرا على الاخبار المجتمعية والمهمة في وقت تطرح فيه البحرين نفسها كمحاربة للفساد وماضية في طريق الاصلاح الاداري ومنسجمة مع رؤية 2030 .
لا يمكن لاي صحفي ان يبرز ويبدع مالم يحدث فرقا وتغييرا في المكان الذي يتواجد فيه ،وهذا الفرق  هو في ان يقتطع لنفسه مساحة اكبر من المعتاد والمألوف ويحاول كل يوم ان يأتي بجديد مغاير ،وهذا لا يحدث في الصحافة فقط انما في كل المهن التي يزاولها الانسان في حياته ، اذ لم تحدث فرقا فأنت مجرد رقم عابر في مكان لا اثر ولا تأثير
مثلا كانت الايام حدث فارقا عندما صدرت ، ثم كانت الوسط ثم الوقت .
ان تعدد المنابر والمطبوعات الصحفية رفع شأن الصحفي والصجافة بعد انطلاق مشروع جلالة الملك الاصلاحي ، وذلك عندما صدرت الوسط والوقت اللتين احدثتا تغييرا لافتا في المشهد الاعلامي مثلما احثت صحيفة الايام هذا التغيير بعد انطلاقها كثاني صحيفة في البحرين عام 98 ،وصار الصحفي بعد تعدد المنابر يضع شروطه وارتفع راتبه ،وكان العمل الصحفي في هذه الفترة ممتعا وعلى درجة عالية من التنافس والحرفية والاتقان ووقد ساهمت المطبوعات الجديدة في رفع سقف الحرية الصحفية واغنت التنوع والتعدد والاختلاف ،هل تجدون اختلاف بين الصحف حاليا ؟
وعن العلاقة بالمصادر الخبرية واهمية توطيدها واحترام المصدر والدقة في النقل كي يحمي الصحفي نفسه اقول : حذار ان تفقد الثقة في مصدرك ، او تستخف بصورته او تحرف تصريحاته ،كما على الصحفي ان يحمي نفسه دوما بالتسجيل والتصوير اذا اقتضى الامر
عن الصحافة والاعلان
لا اعرف توجهات المعلنين اليوم ،كان الاعلان في السابق كما هو معروف يحبذ الصحيفة الاكثر نجاحا وانتشارا وجاذبية لدى القراء ،النجاح التحريري احدها .
صحافة المرأة :  وجدت ان صحافة المرأة لا تخدم قضايا المرأة بل تخدم الاستهلاك وعالم الموضة والازياء والعطور واما المادة التحريرية فهي تسير في ركاب هذه المنظومة ، المرأة المنشودة في هذه المطبوعات امراة مستلبة وخاضعة لشروط الاعلان وحتى اذا وجدت مادة جادة فانها تكون بنسبة بسيطة وغير مؤثرة .
عمل المراسل الصحفي : نقلة مهنية كبيرة في مسيرة الصحفي ،ان ينتقل من المحلية الى العالمية وتتطور مهاراته كثيرا ، لكنها  محنة كبيرة ،دلوني على مراسل سارت مسيرته بشكل جيد ودون تعثر ،الراي والرأي الاخر مشكلة في كل مكان في العالم
النساء البحرينيات في المهنة نافسن زملائهن الرجال بجدارة وخضن في شتى مجالات الصحافة من سياسة واقتصاد وتحقيقات ميدانية شاقة في الداخل والخارج
وعن نفسي فلا ازال اتذكر التغطيات الصحفية التي انجزتها في حياتي في الداخل والخارج والجهد المبذول فيها والمشاق التي رافقتها والاضافة التي حققتها سواء لنفسي او للمطبوعة التي اعمل فيها ، ولا زلت اتساءل  كيف يجازف الصحفي بحياته ومن اجل ماذا ،لبنان في الحرب الاهلية وكيفية الانتقال الخط بين المعابر من مكان الى اخر ، حاملة الطائرات والنصيحة التي نصحونا اياها كل شي على مسؤوليتكم ،العراق بعد الحرب ونزول قوات المارنيز على الارض ، ولكن استدرك بالقول انه مهما كانت قوة التغطيات الخارجية فنحن في الصحافة المحلية يهمنا الداخل اكثر . واختتم بالقول : كل يوم وانا اتابع الصحافة  اهجس بالخبر الذي لم يكتب .