كشف تقرير حول الشركات العائلية العالمية صدر عن قسم خدمات المؤسسات في شركة كي بي إم جي ومشروع الائتلاف العالمي لممارسات ريادة الأعمال الناجحة عبر الأجيال أن الأداء المستدام الذي تقدّمه الشركات العائلية يمكن أن يُعزى إلى العديد من الخصائص والمهارات القيادية للأجيال التالية التي تتمتّع بها نماذج أعمالها الفريدة من نوعها.
يجمع التقرير الذي يحمل عنوان "القوة المتجددة للشركات العائلية - ممارسات ريادة الأعمال عبر الأجيال" معطيات مستقاة من 2,439 رئيسًا تنفيذيًا وقادة أعمال آخرين من كبرى الشركات العائلية في 70 دولة ومنطقة، تصوّر العوامل المشتركة التي تشكّل تركيبة المرونة والقدرة على الصمود والتجدّد التي تعتمدها الشركات العائلية، وتشمل: التوجّه الريادي المتين، والرابط العاطفي الكبير بالشركة، وقيادة الجيل التالي الطموحة التي تتطلع إلى اكتساب خبرات جديدة بعيدًا عن الشركات العائلية.
وفي تعليق على مخرجات التقرير، قال هاريش جوبيناث، الشريك ورئيس قسم خدمات المؤسسات في شركة كي بي إم جي في البحرين: "تمثّل الشركات العائلية في البحرين مكوّنًا مهمًا من الاقتصاد المحلي، وبالتالي سينعكس نجاح مثل هذه الشركات إيجابًا على السوق المحلي. وبحسب مخرجات التقرير، يشكّل الرابط العاطفي والتعلّق بالمؤسسة وقدرة الأجيال التالية على الإقدام على المخاطر والمجازفات واختبار ما تحمله الحياة خارج الشركات العائلية عوامل رئيسية تساهم في نجاح الشركات في المستقبل. هذا ويُعتبر الحصول على الثروة الاجتماعية والعاطفية وتعزيزها من العوامل الرئيسية لضمان نجاح الشركات العائلية. وقد يتغيّر مستوى الثروات الاجتماعية والعاطفية بالتزامن مع انتقال المهام القيادية في الشركات العائلية من جيل إلى آخر، وفي هذه اللحظة تمامًا يجب الحرص على انتقال سيطرة الشركة ونفوذها، وهويتها، والرابط العاطفي بها أيضًا".
من بين مخرجات التقرير، نذكر ما يلي: ينطلق قادة الجيل التالي الذين يخلفون آباءهم وأجدادهم في الشركات العائلية في مسارات مهنية أخرى قبل العودة إلى كنف الشركة العائلية، حيث غالبًا ما يقومون باستخدام مبالغ ضئيلة من رأس المال العائلي لمساعدتهم على التعلّم والإقدام على المجازفات. وفي نهاية المطاف، تبيّن أن هذا النهج يمثّل أحد العوامل المساهمة في تقديم الشركات العائلية التي شملها التقرير أداءً متفوقًا على الأمد الطويل.
إلى ذلك، يتعلّم قادة الجيل التالي المحتملون الذين سيتسلّمون يومًا ما زمام الأمور في شركاتهم العائلية كيفية الإقدام بأنفسهم على المخاطر المحسوبة، الأمر الذي يُعنى بأحد العناصر الرئيسية الثلاثة التي تعتمد عليها الشركات العائلية اليوم لضمان نجاحها ألا وهو التوجّه الريادي. وأظهر التقرير الذي أعدّه قسم خدمات المؤسسات الخاصة في شركة كي بي إم جي بالتعاون مع مشروع الائتلاف العالمي لممارسات ريادة الأعمال الناجحة عبر الأجيال أن المفاتيح الرئيسية التي تستخدمها الشركات العائلية لتحرير قدراتها التجددية هي على الشكل التالي:
1. التوّجه الريادي: إنه أحد الأصول الفريدة والأساسية للابتكار والنمو من جيل إلى آخر. وتُعتبر أهمية المحافظة على الروح الريادية التي بثها المؤسس عند تأسيس شركته العائلية من العوامل المساهمة الرئيسية في عقلية الابتكار المستمرة التي تتحلى بها الشركة. ويتعلّم قادة الجيل التالي المحتملون الذين سيتسلّمون يومًا ما زمام الأمور في شركاتهم العائلية كيفية الإقدام على مخاطر محسوبة ومسؤولة وإصدار الأحكام بأنفسهم، حيث يقومون باستخدام مبالغ ضئيلة من رأس المال العائلي تمكّنهم من التعلّم من التجارب المباشرة.
2. الثروة الاجتماعية والعاطفية: إن سيطرة العائلة ونفوذها يسمحان باتخاذ القرارات بسرعة، وتُعتبر "الثروة الاجتماعية والعاطفية" من بين الثروات الأساسية التي تقدّرها العائلة وتصونها. وبالنسبة إلى العديد من المشاركين في الاستطلاع، تشكّل هذه الثروة مقياسًا للأداء بعيدًا عن الثروة المالية، وغالبًا ما يصعب تكرارها في الشركات غير العائلية.
3. القيادة التحفيزية: تسير روح ريادة الأعمال والثروة الاجتماعية والعاطفية جنبًا إلى جنب باعتبارهما عاملي تميّز يتسمان بطابع تنافسي، وتحظى هذه النظرة بدعم من الأثر الذي يحدثه القائد صاحب الرؤية التحولية أو الكاريزما والشخصية الساحرة.
مواصفات الأداء: من الشركات ذات الأداء الأفضل إلى الشركات ذات الأداء دون المستوى المطلوب
كما توصّل التقرير إلى أن الأسلوب القيادي الذي تعتمده الشركات العائلية قد يؤثر في أدائها. واستنادًا إلى مدخلات المشاركين في الاستطلاع، قام قسم خدمات المؤسسات الخاصة في شركة كي بي إم جي بالتعاون مع مشروع الائتلاف العالمي لممارسات ريادة الأعمال الناجحة عبر الأجيال بإعداد مواصفات أربعة أنواع من الشركات العائلية - بدءًا من الشركات الأفضل أداءً وصولًا إلى الشركات ذات الأداء الأسوأ - حيث تمّ تسليط الضوء على العوامل التي ساهمت في تعزيز قوتها التجددية والنتائج المالية، والعائلية، والاجتماعية التي حققتها من جيل إلى جيل.
تشمل النتائج الرئيسية لمواصفات الشركات العائلية ما يلي:
• الأداء الأعلى بفضل التوجّهات الريادية والمتنوّعة: قدّمت الشركات العائلية التي تتمتّع بمستوى عالٍ من التوجّه الريادي والتنوع وأسلوب القادة أصحاب الكاريزما والشخصية الساحرة أداءً أفضل على المستويين المالي وغير المالي (رأس المال الاجتماعي، والرابط العاطفي، إلخ.) بالمقارنة مع نظيراتها. كما أظهرت الشركات ذات الأداء الأفضل التزامًا بالابتكار المتواصل، إلى جانب الروابط العاطفية القوية.
• أساليب القيادة التحفيزية تأتي في الطليعة: إن أسلوب القيادة القائم على الرؤية التحولية - حيث يقوم القادة بتغيير القيم والمعتقدات والمواقف الأساسية سعيًا لتحفيز "أتباعهم" على بذل جهود أكبر وتقديم أداء يفوق التوقّعات - اعتُبر الأسلوب المفضّل لدى الرؤساء التنفيذيين للشركات العائلية في المناطق كافة، يليه أسلوب القيادة القائم على الكاريزما والشخصية الساحرة.
• القيادة التحفيزية قد تساعد في إحراز المزيد من التقدّم: أظهر التقرير أن القيادة التحفيزية قد تُكافأ في نهاية المطاف بإحراز تقدّم جيد على المستوى المالي، والاجتماعي، والبيئي، في الوقت الذي تساعد فيه على بناء وتعزيز الولاء العائلي والارتباط بالشركة.