DELMON POST LOGO

صدور كتاب القياس والتقويم والإحصاء التربوي والنفسي للدكتور نعمان الموسوي

ضمن سلسلة الدراسات العلمية المًتخصصة، أصدرت الجمعية الكويتية لتقدّم الطفولة العربية في هذا العام كتاب «القياس والتقويم والإحصاء التربوي والنفسي»، للأستاذ الدكتور نعمان محمد صالح الموسوي، أستاذ القياس والتقويم التربوي والنفسي في جامعة البحرين.
ويمثل هذا الكتاب خلاصة التجربة الأكاديمية والمهنية للدكتور نعمان الموسوي في مجال الاشتغال بقضايا القياس والتقويم التربوي والنفسي، ونشر الأبحاث الأكاديمية المختصّة بهذا المجال في مجلات علمية محكمة، وتدريس مقرّرات القياس والتقويم والإحصاء التربوي ومقررات علم النفس بجامعة البحرين للطلبة والمعلمين من مختلف التخصّصات العلمية والأدبية، ومن مختلف المستويات الجامعية بدءا بالبكالوريوس ومرورا بالدبلوم العالي، فمستوى الماجستير، لفترة تزيد عن ثلاثين عاما.
وتبرز أهمية  الكتاب في ضوء شحّة المراجع العربية في مجال إعداد الاختبارات والمقاييس التربوية والنفسية، وبالذات في مجال الإرشاد النفسي والأسري، والمكتوبة من قبل أساتذة مختصيّن في مجال القياس والتقويم، وهو ما شجع الباحث على تأليف هذا الكتاب بهدف إطلاع الطلبة والمعلِّمين على أساسيات القياس والتقويم والإحصاء، وأحدث الممارسات في هذا المجال في الحقل التربوي والنفسي، وكيفية تطبيقها في الميدان العملي المباشر.  
إن القياس هو إعطاء تقدير كمّي (رقمي) لشيء معيّن عن طريق مقارنته بوحدة معيارية ثابتة مُتفق عليها، كما في حالة قياس المسافة والوزن. وتتجلّى أهمية القياس التربوي والنفسي من واقع حاجة المختصّين إلى مقاييس دقيقة تعتمد على مؤشّرات سلوكية تنتج عن الأداء الفعلي العملي الظاهر الذي يقوم به الفرد كاستجابة لمثيرات موضوعية، قد تكون على هيئة أسئلة اختبار كما في الاختبارات التعليمية التحريرية، أو صور أو كلمات، كما هو الحال في الاختبارات الإسقاطية النفسية.
ويرتبط القياس النفسي بالسمات العقلية كالذكاء، والسمات المزاجية العامة كالانفعالية والسمات الشخصية، غير أن النتائج المباشرة للقياس ليست سوى أرقام (بيانات) خام بدون معنى، وهنا يأتي دور الإحصاء ليمنحها مدلولا تربويا أو نفسيا. وحتى يستطيع المُختص اتخاذ القرار بناء على نتائج القياس، فإنه يحتاج إلى التقويم، وهو عملية هادفة ومنظمة لجمع البيانات والمعلومات اللازمة لمنح قيمة لنتائج القياس، وإصدار الحكم عليها وفق محكّات أو معايير محدّدة، واتخاذ القرار.  
وانطلاقاً مما تقدّم، يقع هذا الكتاب في خمسة فصول متكاملة، حيث تناول المؤلف في
الفصل الأول أساسيات التقويم التربوي والقياس النفسي، وذلك بالتركيز على مفهوم القياس التربوي مع تقديم نبذة تاريخية عنه، ومفهوم القياس النفسي ومكوّناته وخصائصه، والأُسس التي تحدّد استخداماته في مجال الإرشاد النفسي والأسري. وفي الفصل الثاني، تم التطرّق إلى أُسس ومعايير بناء الاختبارات النفسية، أما في الفصل الثالث فقد تناول المؤلف وسائل القياس والتقويم النفسي وخصائص وسيلة التقويم الجيِّدة، فيما اختصّ الفصل الرابع بالتركيز على أساسيات القياس والتقويم في الإرشاد الأسري، وانفرد الفصل الخامس باستعراض الأساليب الإحصائية المُتبعة في تحليل نتائج الاختبارات والمقاييس النفسية، وطرق اختبار الفرضيّات، والتقنيات المختلفة للاستدلال الإحصائي.
وقد راعى المؤلف في أثناء الكتابة أن يكون النص بسيطا وواضحا ومباشرا، وأن تكون المفاهيم التربوية والنفسية الواردة في الكتاب في متناول الأساتذة والطلبة الباحثين، وأن يلامس محتوى الكتاب اهتمامات المُختصين والمُمارسين العمليين في مجال القياس والتقويم بالدول العربية وميولهم، وأن تساهم الأنشطة التعزيزية والإثرائية في صقل المهارات المطلوبة لاكتساب مفاهيم القياس والتقويم.
وختاما يتقدم المؤلف بجزيل الشكر والامتنان إلى زملائه الأساتذة وطلبته الأعزاء، وإلى الأخوة الأفاضل في الجمعية الكويتية لتقدّم الطفولة العربية، على تشجيعهم له على نشر هذا الكتاب، متمنيا أن يمثل هذا الكتاب إضافة جديدة إلى حقل القياس والتقويم والإحصاء التربوي والنفسي، وأن يجد الطلبة والمعلِّمون والمختصون والممارسون في الحقل التربوي والتعليمي والنفسي، والمجال الإحصائي، الفائدة والمُتعة، وأن يعثر الباحثون والمختصّون فيه على المعرفة العلمية التي ينشدونها.