DELMON POST LOGO

الرد على بيان جمعية التجديد .. العلماء دعوا الجمعية لمناظرات علنية حول أطروحاتها وأفكارها

استمرار الجمعية بطرح برامجها بهذه الأساليب وبهذه الأفكار تُلزِمُ المؤمنين بالعمل في تفنيد ما تقوله الجمعية حرفًا بحرف، وكلمة بكلمة، وفكرة بفكرة

في هذا المقال نود أن نذكر بعض النقاط المتعلقة ببيان الجمعية الصادر بتاريخ 17 أغسطس 2022 والذي نشر بـ " دلمون بوست " الاسبوع الماضي.
1- في احترام الناس والعلماء والفقهاء:
قالت الجمعية بأنها (تحترم عقائد كل الناس وتجلّ العلماء والفقهاء)، كما أنها (لا تهدف إلى الإساءة لأي أحد وتأسف إن حدث)، فنقول:
أ- لا يمكن التصديق بأن الجمعية تحترم عقائد كل الناس وتجلّ العلماء والفقهاء، فعلى سبيل المثال يقول القصاب في إحدى حلقات برنامجه أن القائل بالمعاجز هو امرأٌ ثموديٌّ مُصرٌّ مغرورٌ معاندٌ لله وكارهٌ للحق، وشخصٌ غير صالح يستحب العمى على الهدى، ويقدس الكتب الصفراء ورجالها، وأن هؤلاء الثموديين هم من النماذج السيئة كثمود في القرآن، والذي عند قراءة القرآن والتغنّي بتلاوته تُلعَن هذه النماذج (راجع حلقة 24 دقيقة 59:43-1:02:52)، كما قال الشارقي عن العلماء والفقهاء في كلامه عن علم الرجال: (لا تبحث عن التقوى في كتب الحديث، تلك القائمة على المعصية، الجرح، الغيبة، النميمة، والطعن، فكيف تجد التقوى عند من يغتابون الأموات بحجة العلم وخدمة الدين، والذين ليس مستحقا عندهم للتوقير، إلا على ما يريدون) (حلقة 28 دقيقة 15:58-16:36)
فهل هذه العبارات من القصاب والشارقي -وغيرها مما لا يسع المقام- هي عبارات احترام لعقائد الناس بما فيهم العلماء والفقهاء؟!! وهل هي عبارات إجلال للعلماء والفقهاء؟!!
ب- تقول الجمعية أنها لا تهدف للإساءة لأحد، ونحن نقول أن الإساءة للعلماء والإساءة للآخرين موجودة ومستمرة، وهذا أمرٌ لا يمكن قبوله بحال، فقولها أنها (تأسف إن حدث) هو إقرار منها أنها لا ترى أن الإساءة حصلت من الأساس، وهو غير صحيح، وقد بيَّنَّا ذلك بعباراتي القصاب والشارقي السابقتين وما سيأتي في بيان الجمعية.
ج- تقول الجمعية في بيانها أن (المسلمين اليوم ينسجون على منوال أوروبا القديمة ويسيرون مسارها حذو النعل بالنعل)، فتراث أوروبا الديني (كان لا يحترم العقل ولا يعترف بالعلم والمعرفة ويكرس الاستبداد الديني وينشر الكراهية والعنف والقهر ويعزز وصاية الكهنة والكنيسة على عقول وضمائر الناس)، و (أن ما وصلنا اليوم من موروث ديني ليس هو تركة السماء فينا ولا إرث خاتم النبيين محمد (ص) الذي أرسله الله بدين الرحمة والمحبة والأخوة واحترام كرامة البشر)، فكيف تريد الجمعية أن تصف المسلمين وعلماءها بهذه الأوصاف وغيرها دون أن يردعها أحدٌ من المسلمين بحجة الحرية؟!!
2- احترام الأفكار:
قالت الجمعية أن البعض ممن يخالف فكرهم (قد سارع لإشهار سيف القضاء بعد أن امتشق يومًا سيف فتاوى القطيعة والحجر والوصاية في قضايا جوهرها فكري إمعانًا في مصادرة حريتنا وتكميم أفواهنا وهم ينتسبون لمدرسة تدّعي الميل مع الدليل حيثما مال)، فنقول:
أ- إن من يصف المسلمين وعلماءهم بما وصف، ويطعن في الأنبياء -كزنا آدم وحماقة يونس (ع)- ويُكذِّب الموروث الديني، عليه أن يتوقع بأن هناك من سيرد عليه من المسلمين، وأن يتوقع بأن هؤلاء المسلمين لن يقفوا صامتين دون حِراك في الدفاع عن دينهم وعلمائهم.
كما أحببنا أن نؤكد بأن العلماء قد دعوا الجمعية وطلبوا منها مرارًا وتكرارًا أن تواجههم عبر مناظرات علنية حول أطروحاتها وأفكارها، والذين لم يجدوا مجيبًا من الجمعية، فما المانع من عمل هذه المناظرات إن كان غرض الجمعية إنقاذ الدين والأمة كما تقول؟!!
ب- إن القضايا الفكرية لها أبعاد عديدة، ومنها البُعد العقائدي، فمسألة ضرب مسلّمات المسلمين ومنها المعاجز، أثرها لا ينحصر في تكذيب المعجزة نفسها، بل أثرُها يمتد إلى توهين كلمات الله وأحاديث رسول الله (ص) وأئمة أهل البيت (ع) الواضحة بهذا الشأن، بل إلى تكذيبها، فهذا النوع من الأفكار ليس مقتصرًا على كونها مجرد أفكار ووجهة نظر، بل هي أفكار تؤثر في العقيدة، وقد أكدت الجمعية بنفسها هذا المعنى في بيانها!!! فقد قالت ما نصه: (فانظر حولك اليوم ترى مؤشرات خطيرة لبدايات تمرّد الأجيال الجديدة، تجدها في ظواهر الإلحاد والعزوف عن الدين واللامبالاة الدينية، فيما يتعاطى المتطرفون سم أفكار العنف والخرافة ويحاربون العلم والمعرفة، وتجد الاستبداد الديني متمثلًا في كهنوت يريد الوصاية على عقول الناس وضمائرها)، وهذا يدل على أن الجمعية نفسها تقرّ بأن الأفكار قد تكون "لها مؤشرات خطيرة"، وقد تكون "سمومًا"، وإلا فلم تستنكر الجمعية فكرة الإلحاد والعزوف عن الدين واللامبالاة الدينية وهي مجرد أفكارٍ ليس إلا؟!!
لذلك فكما أن الأفكار متفاوتة في الأهمية أو الخطورة، فكذلك ردّات الفعل على قائليها، فكلما زادت خطورة الأفكار زادت ردّات الفعل لردعها، وهذا أصلُ وسبب ردّات الفعل لمن خالف الجمعية فكريًّا، وليس لأنها مجرد أفكار، فتأمل.
إن استمرار الجمعية بطرح برامجها بهذه الأساليب وبهذه الأفكار تُلزِمُ المؤمنين بالعمل في تفنيد ما تقوله الجمعية حرفًا بحرف، وكلمة بكلمة، وفكرة بفكرة، كما أنه من حقهم أن يضربوا بآراء الجمعية عرض الحائط إن تبيّن خطأها وبطلانها بالدليل والبرهان. والحمد لله رب العالمين.