DELMON POST LOGO

قصيدة الفار مع النوخذة للشاعرالراحل الملا عطية الجمري

قصيدة الفار مع النوخذة للشاعرالراحل  الملا عطية الجمري

صاغ الملا عطية الجمري القصة في قالب خيالي استحضر فيه الفأر مع النوخذة في مشهد حواري شائق بينهما وأطلق على القصيدة «محاورة فأر ونوخذة جالبوت» حيث روى الملا عطية قصة طريفة لنوخذة سكن فأر في جالبوته ولم يخرج هذا الفأر إلا بعد أن قام النوخذة بإغراق الجالبوت، كل ذلك في قصة ذات إطار مسرحي حيث يتحاور فيه الفأر والنوخذة أمام الناس.

يقوم الشاعر هنا بدور الراوي الذي يروي الحكاية عن لسان النوخذة (أحمد) فتبدأ القصة بمشهد النوخذة الذي وقف بين الناس يريد أن يحكي قصة الفأر الذي احتل الجالبوت ويرفض الخروج ويشكوه للناس فيقول (لاحظ أن «گ» = «ق» و «چ» = «ك»):

يگول أحمد أنريد أنبث الحچاية

وعلى الفار الخبيث انقدم اشكاية

يخلگ الله دگولو شالفكر والراي

چنه الفار في المحمل شريك أوياي

صاير طول هالگيضة النغل بلواي

ما عدكم أحد يفتي ابهالولايه

وقد كان من بين الحضور الشاعر الذي طلب من النوخذة أن يحضر الفأر ليستمع لحوار كلا الطرفين:

كسر گلبي وگلت له روح جيب الفار

خل يجلس إگبالي المعتدي الغدار

يتأدب أو أشعل والده بالنار

لو يطلع امسمر بأول المايه

حضروا الفار كبر الچلب يطفر

سلم، گلت منك خاب هالمنظر

چم اكتاب مزقته وچم دفتر

الحتفك يا مدمغ گاصد اعنايه

وهنا بدأت المحاورة بين النوخذة والفأر أمام الناس وقد وجه للفأر سؤالاً عن سبب احتلاله للجالبوت فقال الفأر:

گال آنا طلعت امن الخرايب جاي

شفت الجالبوت أهناك گرب الماي

بيها اسكنت وحدي ما كو أحد وياي

شَتْوه بطولها محد حچا اويايه

وگلاليف اللفوني دوَّخوا راسي

ومن طگ المطارگ ضاگت أنفاسي

ساكت خايف أوگع لي ابگلب گاسي

أبد ما يستحون أشلون لعايه

ويكمل الفأر شكواه على الإزعاج الذي تسبب به العمال الذين جاءوا لإعداد الجالبوت للإبحار بعد أن كان مرتاحاً طيلة الشتاء إلا أن الحسنة الوحيدة لهؤلاء العمال أنهم وفروا له الزاد، فيقول الفأر:

أغاتي لو سمعت اشسووا من اطراد

نصبوا دگل حطوا تانكي واعتاد

لكن ما نسوني حملوا لي الزاد

فيها وكل وگت فارك على اكفايه

لقد اعتبر الفأر هذا الجالبوت بيته وكل ما يوجد به من زاد من حقه، وبذلك بدأ بأكل الزاد وإتلاف العديد من المحتويات، وعليه بدأ النوخذة حواره بسرد أعمال الفأر، فيقول النوخذة:

گال أحمد دول أشجايبك ليه

بالبندار چم بطيت جونيه

متدري ابهالوكت ستَّعش روبيه

العبت بينا ولا ظلت لنا احلايه

اهدومي أتگرضت كلها ولصديري

اطلع عن جالبوتي وروح عد غيري

روح اعلى لسياف الزم لك اهويري

تمسكن بيها چان اتدوُّر ارضايه

لكن الفأر رفض الخروج وازداد عناداً وتمسكاً بالجالبوت، فهو يعتبر خروجه من الجالبوت غباء، فيقول:

گال أشلون أخلي امكان بيه الماي

بارد والأكل واتخير على هواي

نوب العيش نوب الشكر نوب الچاي

بلكت عگب هاي انضوق حلوايه

لو أطلع وأخلي الجالبوت اليوم

چان يصير عد كل الخلگ معلوم

جهلي ويصح من راسي العگل معدوم

واصبح بين كل العالم احچايه

ثم بدأ الفأر يتحدى النوخذة والجزوة، أي جميع البحارة على الجالبوت من أن يتمكنوا من القبض عليه، فيقول:

أريد ألبد وفنكم چان شفتوني

أنت وذاك دوروا من تصيدوني

ابنار ونفط بين الناس حرگوني

ولا اريد من أحد ذمة ولا احماية

وهكذا رجع الفار إلى الجالبوت وبدأ بالتخريب أكثر من السابق، وبذلك لم يترك خياراً للنوخذة غير إغراق الجالبوت في خور اسهيله، فقال النوخذة للجزوة:

گلهم نطلع الحمال وانشيله

وغرقوا الجالبوت ابجانب اسهيله

اشتبگى بعد عند الفار من حيله

أراويه الفعل ويشوف لسوايه

دار الفار ما شاف الأكل بيها

وظل يحوم باولها وتاليها

لن الماي حول من عواليها

وفطس داخل الخن وفل الحچايه