DELMON POST LOGO

الهدنة بين المملكة العربية السعودية والحوثيين لن تصمد طويلا

بقلم : محمد باقر المساعد

لن تصمد الهدنة طويلا بين المملكة العربية السعودية و الحوثيين  ولن يقبلوا باي اتفاق لايعترف بسيادتهم على اليمن الشمالي  على اقل تقدير  استنادا الى شرعيتهم التاريخية، وبالتالي ايضا لن يتخلوا عن التحالف مع ايران  وحزب الله  هذا من جانبهم الا اذا تغيرت ظروف ايران وحزب الله  وفكوا التحالف مع الحوثيين ، واني ابني هذا الكلام بناءا على تقولة عقيدة المتشددين منهم  ومنهجهم  الذي اتبعوه  منذ قرون.

الحوثيون يمثلون التيار المتشدد في المذهب الزيدي  الذي  كان يخبو حيناً ويظهر  حيناً آخر حسب مجريات تطور السلطة الزيدية التي تواجدت في اليمن منذ منتصف القرن التاسع الميلادي( ٨٥٠ م ) تقريبا   وحكمته بين مد وجزر  لقرابة الاحد عشر قرناً حيث كانت السلطة الزيدية تتوسع احياناً لتشمل كل الحغرافيا اليمنية  واجزاء واسعة من عمان  جنوباً وتهامة وعسير شمالاً  وتتقلص حتى تنحصر في صنعاء او تتراجع اكثر الى صعدة   وكلما خبت يتهيا للتصدي للامامة شخص هاشمي آخر لينشىء سلالة زيدية حاكمة جديدة  وفي الغالب  كان التيار المعتدل  وهم الصالحية والسليمانية   الا ان الفكر الجارودي المتطرف  ينساب بين حين وآخر لدي بعض ائمة الزيدية   كالامام عبد الله بن حمزة ( بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر )  والامام المطهر بن يحيي وابنه الامام محمد في القرن السادس عشر.

وبعد نهاية عصر الامامة  وازاحتها بانقلاب  قام به ضباط الجيش من الزيود اساساً عام ١٩٦٢  بقيادة المشير عبد الله السلال نجد الحوثيين  بعد قرابة الخمسين سنة من سقوط حكم الامامة يعاودون نفس عمل الاسلاف  وبنفس الفكر والاليات العقائدية لكن تحت مسميات مواربة  من اعادة الحكم الديني المبني على اساسيات المذهب الزيدي  فالنجاحات على اكثر من الف عام  تعتبر خلفية قوية  لدعم محاولات العودة بالزمن الى الوراء   ولكن بفكر  جارودي متشدد  اكثر من السلف .

لذلك لايمكن للقادة الحوثيين  التراجع مطلقا  الا ماتفرضة  الظروف القهرية من اتخاذ اساليب المناورة   ولن  يتراجعوا مطلقا الاتحت  الهزيمة  والبقاء في الميدان حتى آخر نفس ولن يقبلوا بحلول وسطية تجعلهم  طرفا مشاركا في الحكم   الا تحت اقسى الظروف. كما فعل  الامام محمد بن المطهر الذي اضطر ان يهادن العثمانيين. ويوقع معهم اتفاقية الشراكة في حكم اليمن في اواخر القرن السابع عشر  بحيث يحكم مناطقه  حكما ذاتيا  لكن تحت العلم العثماني. والخطبة باسم السلطان   ودفع  الضريبة عن منطقته للباب العالي.