DELMON POST LOGO

خطابان للشيخ عيسى قاسم بينهما 16 عاما الاول دعوة للمشاركة والاخر على نقيضة

كتب – محمد الغسرة

بدون استشارة المعارضة الدينية والوطنية في الداخل والخارج ، وبشكل مفاجئ وقبل خمسة اشهر من الانتخابات دعا الشيخ عيسى قاسم ( الأب الروحي لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية المحلولة بامر قضائي عام 2018 ) ، والذي يعيش بمنفاه الاختياري الى مقاطعة الانتخابات المقبلة ، بل واتهم المشاركين فيها بانهم " الباحثين عن المال والمنصب لا يعيرون الحق سمعا، ولا كوارث الشعوب هما " وفيما يالي نص البيان الاخير :
" تنازل الشعوب عن حقها السياسي -وسائر حقوقها الأخرى- للحكومات جريمة كبرى فيها فساد الطرفين.
الرَأي الصحيح الذي لا ينبغي المرئ فيه هو إما انتخابات فيها حل لمشكلات الشَعب، وإما لا مشاركة شعبيَة تزيد من طغيان الحكم واستبداده.
ولكنَ الباحثين عن المال والمنصب لا يعيرون الحق سمعا، ولا كوارث الشعوب هما.الكلام عن الانتخابات يزيد لدى الشعوب من حضور حق الشهداء والسجناء المعذبين عليها، ويثير غيرتها على دينها وكرامتها، ويشدد من تمسُكها بحقها في الحرية والكرامة.
ومدهش جدا أن يتحول إلى فرصة استغفال واستحمار من الحكومات للشعوب، وتكريس للديكتاتورية باسم الديموقراطية، فانتبهوا، انتبهوا." .
بالمقابل وبشكل متناقض، للشيخ عيسى خطاب بمنطقة سترة في الثالث من نوفمبر 2006 ، يدعو فيه للمشاركة ، باعتبار ان المقاطعة تحدث "مجلس نواب  كلّه موالاة للحكومة، وهذا له مترشّحاته؛ تترشّح عنه قوانين، وتترشّح عنه توصيات، وتترشّح عنه مواقف ليس منها ما يسرُّ الشعب." ودعا الى المشاركة وفيما يايلي نص الخطاب :
" على أن المشاركة أقرب في النظر من المقاطعة، وأنّها عطاء وحي التجارب، وعطاء وحي النظر الموضوعي، وعطاء وحي النظر الشرعي.
أربع سنوات إما أن يتولّى أمرنا فيها بالإضافة إلى من يتولاه من وزراء مجلس نيابيّ معاد، أو يتولى ذلك مجلس نيابي فيه صوتٌ حرٌّ ينطق بالحق بقوّة وجرأة، ويذود عن حمى حقوق ، هذا الشعب المظلوم. والخيار هو الثاني وليس الأول.هذه صور لمجلس نيابي قادم، فاختاروا الصورة التي ترون:  مجلس كلّه موالاة للحكومة، وهذا له مترشّحاته؛ تترشّح عنه قوانين، وتترشّح عنه توصيات، وتترشّح عنه مواقف ليس منها ما يسرُّ الشعب.".
مجلس كلّه معارضة، وهذا المجلس لا يتحقق اليوم، ولن يتحقق غداً، فدائماً الحكومات قادرة على أن تجد لها ممثلين في داخل المجالس النيابية.
وفي ظل أرقى دستور فإن المال ساحر، والمال بيد الحكومات أكثر منه بيد المعارضة.مجلسٌ فيه معارضة ضئيلة، مجلس فيه معارضة مفكّكة.مجلس فيه معارضة بنسبة مؤثّرة وهي معارضة مترابطة ومنسجمة وواعية ومخلصة." ما يعني ان المقاطعة مضرة وعلى المواطنين المشاركة في الانتخابات لا المقاطعة .
من جانب اخر طالب عدد من النشطاء السياسيين في البحرين سحب البساط من مشروع المقاطعة من خلال توفير الارضية الخصبة للمشاركة والتي بدروهها تزيد من عدد المشاركين في العملية الانتخابية ، من بينها ،الغاء قانون العزل السياسية ، واعطاء مجال اكبر لحرية الاعلام والنقاش والتداول الموضوعي عن جميع الامور السياسية في الاعلام بدون تحفظ ، وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين ، وتحسين تقسيم الدوائر الانتخابية لتكن اكثر عدلا ، وحوار سياسي مع المهتمين بالشأن السياسي والراغبين في تطوير العملية السياسية من خلال البرلمان، وزيادة عدد المفرج عنهم من الموقوفين سياسيا ( المساجين ) خلال السجن المفتوح او العقوبة البديلة او العفو الملكي الخاص والعام ، لاسيما ان الانتخابات الحالية تاتي لاول مرة في ظل تولي الامير سلمان بن حمد ال خليفة رئاسة الوزراء ،  وطموح اكبر من الشعب بان هذا التعيين الملكي له سوف يسهم في تذليل العديد من العقبات الاقتصادية والسياسية والبدء في تطبيق فعلي للرؤية 2030 ، والجميع في البحرين بانتظار مبادرات حكومية تسهم في تشجيع الترشح والتصويت في الانتخابات المقبلة لا ترك الحبل على الغارب والاستماع الى مطالبات لربما تؤدي الى التاثير على الانتخابات سلبا.