DELMON POST LOGO

التشابه بين الامام الحسين والنبي يحيى في محاربة الفساد والاستشهاد ..

ينظم اهل البحرين منذ قرون فعاليات دينية بمناسبة استشهاد النبي يحيى بن زكريا ،،، وكذلك للامام الحسين.
واحد اهم اسباب الاهتمام بهذا النبي في احياء استشهاده  دون غيره من الانبياء هو  وجه التشابه في العديد من الامور  بينه وبين الامام الحسين الذي يصادف ذكرى استشهاده يوم غدا ، الثلثاء . فما وجه الشبيه بين الاثنين ؟ حسب  الروايات والتاريخ والتراث التشابه مايلي :
1 ---  كانت مدة حمل الحسين في بطن امه ستة اشهر وكذلك النبي يحيى.. في تلك الازمان امكانية العيش لهذا الرضيع شبه معدومة.
2 ---  شبه في التسمية.
تقول الاية (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا).  كذلك الامام الحسين بن علي لم يكن له سمي قبله
3 ---  الشبه في الشهادة  
 لاريب في أن كل الأنبياء والأئمة هم من أهل الصلاح، ولكن قد يتعرضون إلى ما يشكك في مصداقيتهم من أهل الضلال وهنا لابد أن يتجسد صلاحهم في موقف عملي صارخ في وجه الفساد ولو كلفهم ذلك حياتهم، كما قد حصل ذلك لنبي الله يحي، فنبي الله يحي كان يعيش في زمن (هروديس) ملك فلسطين، وقد أغرم هذا الطاغية بابنة أخته (هر وديا) فصمم على الزواج منها.
فبلغ الخبر نبي الله يحي (ع)فأعلن كلمة الصلاح بكل صراحة أن هذا زواج مخالف لتعاليم التوراة، ووقف موقفا شديدا أمام هذا الفساد.
فسمعت تلك الفتاة بأن النبي يحي يقف عائقا أمام زواجها من خالها.
قالت: لهروديس أن كنت تريد إرضائي فاقتل يحي فانه قد شوه سمعتي بين الناس. وبالفعل قام الشقي وأنفذ الأمر بقتل النبي العظيم وقطع رأسه.
وجاء في تاريخ اليعقوبي في كتاب يزيد إلى ابن زياد، فقد قال: (وأقبل الحسين من مكّة يريد العراق، وكان يزيد قد ولّى عبيد الله بن زياد العراق، وكتب إليه: قد بلغني أنّ أهل الكوفة قد كتبوا إلى الحسين في القدوم عليهم، وأنّه قد خرج من مكّة متوجّهاً نحوهم، وقد بُلي به بلدك من بين البلدان، وأيّامك من بين الأيّام، فإنْ قتلته وإلاّ رجعت إلى نسبك وإلى أبيك عبيـد، فاحذر أنْ يفوتك) .
فقاتل يحيى -عليه السلام- استجاب لطلب القتل خوفاً على ملكه وكذلك قاتل الحسين -عليه السلام .
4 --- الشبه في كون القاتل لهما ابن زنا. .
كان الذي قتل الحسين بن علي  ( عبيد الله بن زياد ) ولد زنا، والذي قتل يحيى بن زكريا ولد زنا ايضا، وهناك روايات اعم من ذلك وهي ان جميع قتلت الانبياء وأولاد الانبياء اولاد زنا.
5 ---  الشبه في قطع الرأس وإهداءه ووضعه في طشت.
دعا بيحيى فذبحه ، (ثم بعث برأسه إليها في طشت من ذهب).
فقتل ابن زياد، الامام الحسين  وبعث برأسه  الى يزيد . ودعا يزيد برأس الحسين في طشت من ذهب ووضعه أمامه .
حيث ان الحسين قد ذُبح من القفا وحُمل رأسه على الرمح وطيف به في البلدان، ووُضع أيضاً على طبق من ذهب بين يدي يزيد ، وهنا الامام الحسين يشبه نفسه بيحيى اثناء مسيره الى ارض كربلاء .
وقالت العرب " من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا عليه السلام أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل " .
6 --- الشبه في بكاء السماء عليهما بعد مقتلهما.
بعض الروايات تشير الى (ان الحسين -عليه السلام- بكى لقتله السماء والأرض واحمرتا، ولم تبكيا على أحد قط الا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي -عليهما السلام-) .
7 --- الشبه في وضع رأسيهما في مكان واحد .
من المعروف والمشهور ان في الجامع الاموي مقام رأس الامام الحسين -عليه السلام- حيث وضع راسه الشريف في هذا المكان.
وفي نفس المكان دفن لنبي يحيى او مقامه وهو الجامع الاموي.
وأخيراً شاء الله تعالى أن يكون موضع رأس الحسين (عليه السلام) في الشام إلى جانب يحيى (عليه السلام)، حتى يكونا معاً رمزاً خالداً يُقصدا ويزارا معاً دائماً، وأين؟ في منتصف دمشق التي كانت عاصمة الأمويين ليتجلّى انتصار الحسين بأروع صُوَره.
8 --- الشبه في الثأر لقتلهما. فالنبي يحيى -عليه السلام- أخذ بثأره بقتل سبعين الف شخص ، وكذلك حدث لثارات الحسين بعد مقتله.
9 ---   في أن منزلة قتَلَتَهما في جهنم متساوية.
تشير بعض الروايات والاحاديث (ان في النار لمنزلة لم يكن يستحقها أحد من الناس الا قاتل الحسين بن علي ويحيى بن زكريا -عليهما السلام-)  .
10 --- نبي الله يحي: كان (سيدا) أي انه ساد على قومه.
(فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ)
يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴿١٢ مريم﴾
الإمام الحسين: ليس سيدا فقط بل انه سيد شباب أهل الجنة، قال الرسول الكريم (ص) (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).
11 --  كلاهما النبي يحيى والامام الحسين  خرجا ضد الفساد ، الاول ضد تزويج الاقارب ( البنت لخالها ) والامام الحسين خرج على يزيد ضد توريث الحكم.
12 --- تشير بعض الروايات بان نبي الله يحي: حينما فصل رأسه عن الجسد تكلم رأسه.كذلك الإمام الحسين: تلكم رأسه وهو على رأس الرمح بآيات من الذكر الحكيم .
وتكمن شجاعة وقوة وايمان الحسين ، رفض شروط عبيد الله بين زياد في المبايعة مقابل رأسه ، وضحى باهله وانصاره ليقول التاريخ ان احد من ابناء هذه الامة وقف ضد توريث الحكم ، انه الامام الحسين الذي بقى خالدا منذ حينها.