DELMON POST LOGO

أمنيات على طريق تحرير القدس

بقلم محمد حسن العرادي - البحرين

يترقب العالم اليوم الجمعة 3 نوفمبر 2023 خطاب السيد حسن نصر الله، وتقدم العديد من القراءات والتوقعات لهذا الخطاب الحاسم الذي أعلن عنه قبل خمسة أيام ..

في السطور التالية أضع بين أيديكم سيناريو افتراضي ربما من واقع التمني والتطلعات والايمان بأن تحرير فلسطين قادم لا محال ...

في السنوات الماضية دأبت دولة الكيان الصهيوني على إقامة مناطق حدودية عازلة في الدول المجاورة لتامين حدود دولتها المصطنعة، هكذا فعلت عندما إحتلت سيناء في مصر وهضبة الجولان في سوريا في حرب الأيام الستة 4 يونيو/ حزيران 1967، وعندما أنشأت دولة لبنان الجنوبي بقيادة العميل انطوان لحد في منطقة جنوب الليطاني اللبنانية بعد غزو يونيو 1982، وهكذا تصر على احتلال كامل الضفة الغربية وحصار قطاع غزة وتجويعه منذ العام 1967 وحتى الان.

لكن هذه السياسة التي فشلت في سيناء بعد حرب 6 اكتوبر 73 واعلن فشلها يوم انسحبت من جنوب لبنان في 25 مايو 2000 تحت ضربات المقاومة اللبنانية، يمكن أن تفشل من جديد في بقية المناطق العربية المحتلة خاصة بعد انتصارات 7 اكتوبر 2023 الاي حققتها المقاومة الفلسطينية الباسلة.

لقد شكلت حرب غزة والمفاجئات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضربة قاصمة لسياسات الاحتلال، وفي لحظات العزة تم تحرير أراضي شاسعة مما يعرف بمستوطنات غلاف غزة، ولا تزال الحرب مشتعلة والمستوطنات فارغة من المغتصبين الصهاينة .

وحين دخلت المقاومة اللبنانية على خط المعركة تم تفريغ مساحة شاسعة من شمال فلسطين (تقدر باكثر 1000 كم2) على امتداد الشريط الحدودي مع لبنان وتم تفريغها من المستوطنين ايضا.

ولمن لا يعلم فان أغلب هذه الأراضي - شمال فلسطين- حسب خطة التقسيم التي أقرتها الأمم المتحدة بموجب القرار 181 الصادر في 29 نوفمبر عام 1947 (اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي اقرته الأمم المتحد) عي اراضي فلسطينية

احد السيناريوهات المتوقع أن يذهب إليها السيد نصر الله اليوم في خطابه (امنيه)، هو المناداة والعمل على تحرير شمال فلسطين من الصهاينة وتشكيل منطقة فلسطينية محررة في الشمال تقابل قطاع غزة في جنوب فلسطين، بحيث يتم دعوة الراغبين في العودة من أبناء فلسطين في لبنان، سوريا والاردن ودول الشتات ( وما اكثرهم) الى العودة لهذه المنطقة،  (حسب القانون الدولي وقرار التقسيم الشمال منطقة فلسطينية)، فاذا عاد لهذه المنطقة حوالي مليون فلسطيني او اكثر من مختلف دول العالم، بدأ زوال (اسرائيل) ويمكن لهذه الخطوة أن تحقق ما يلي:

1- عودة اللاجئين الفلسطينيين من لبنان (حوالي 500 الف نسمة) ، وذلك سيوفر إجماعاً لبنانياً غير مسبوق والتفافاً حول المقاومة اللبنانية.

2- البدء بتحقيق حلم العودة الذي يراود غالبية الفلسطينيين، وهو ما سيحقق التفافاً فلسطينياً حول خيار المقاومة.

3- تشكيل شريط فلسطيني محرر على حدود لبنان الجنوبية يسهل التعامل معه ودعمه من الجنوب اللبناني.

4- إمتلاك هذه المنطقة لساحل بحري يطل على البحر الأبيض المتوسط ما يحقق لها الاستقلالية والقرب من حقول الغاز في المتوسط.

5- الغاء فكرة حل الدولتين على حدود 67 والعودة الى طرح حدود 48 على الأقل وهي ما يقدر ب 47% من مساحة فلسطين التاريخية (أكثر من 11000 كم2) اي ضعف المساحة المقترحة في حل الدولتين الموافق عليه شكليا في اتفاقيات أوسلو 93.

6- البدء بمحاصرة (دولة الكيان من داخل فلسطين عبر 3 مناطق الاولى في الشمال والثانية في الضفة ووالثالثة في الجنوب - غزة المعدلة حسب خرائط التقسيم في القرار 181)

7- تثبيت حق عودة اللاجئين الفلسطينيين أقرته جميع قرارات الأمم المتحدة.

8- عودة أراضي شبعا والقرى اللبنانية السبع المحتلة حتى الآن.

9- فتح الباب لاستعادة أراضي الجولان العربي وعودته الى سوريا.

10- بدء زوال دولة الكيان ..

يكفي أن يرفع السيد حسن نصر الله سقف التهديدات والتحشيد لتحقيق هذا السيناريو، والذي سيخلط اوراق اللعبة السياسية في المنطقة، و يمكن أن يغيير موازين الحرب وربما يعيد رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد ، فهل يمكن أن يكون ذلك أحد السيناريوهات المتوقعة في خطاب سيد المقاومة ..

البعض ربما يعتبر ذلك حلماً، وأنا أراه كذلك لكني أتمنى تحقيقه قريباً خاصة ونحن نرى الصهاينة يفرون من شمال فلسطين ويتركون المستوطنات فارغة (أكثر من 65000 صهيوني فروا من شمال فلسطين حتى الآن فلماذا يعودون) ، حان الوقت ليستعيد الفلسلطينيون هذه الأراضي على طريق تحرير القدس وكامل التراب الفلسطيني المحتل.

استدراك : فجرت حماس مفاجئة من العيار الثقيل حين اعادت الإعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى العربي والعالمي ، مستوحية انتصار 6 اكتوبر 1973 الذي يعمل الصهاينة على مسحه من التاريخ لنعيش الهزيمة دائماً.

السؤال: هل يقوم حزب الله والمقاومة الاسلامية بكافة فصائلها بتفجير مفاجئة أخرى من العيار الثقيل في الذكرى 105 لوعد بلفور المشئوم 2 نوفمبر 1917 فيعيدون صناعة التاريخ ويمسحون هذه الذكرى الحزينة من تاريخنا.