DELMON POST LOGO

هل يستعيد ابو ريان مقعده في البرلمان ؟

بقلم محمد حسن العرادي

من منكم لا يعرف النائب الأسبق ابراهيم بوصندل - أبو ريان الذي كان نائباً عن الدائرة الثانية في محافظة المحرق خلال الفصل التشريعي الثاني (2006 -2010)، أحد نجوم البرلمان وكانت له صولات وجولات في ساحات مجلس النواب على المستوى الوطني، ولم يمنعه انتمائه إلى جمعية الأصالة ذات التوجه السلفي من اعلاء الصوت بالحق طوال فترة عضويته وكلما لزم الأمر.
بالنسبة لي كمتابع للشأن العام منذ انطلاق التجربة النيابية الحالية التي ارتبطت بالمشروع الاصلاحي لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وجدتُ أن ابو ريان كان أحد فرسان مجلس النواب القلائل، الذين ترفع لهم القبعة، وتنحني أمامهم القامات احتراما وتقديراً لأطروحاتهم الوطنية بامتياز بعيداً عن اي اختلافات فكرية أو عقائدية او سياسية.
بعضكم سيقول كيف تقول ذلك رغم إنك محسوب على الفئة المغضوب عليها، المعزولون سياسياً، بسبب الانتماء السياسي إلى احدى الجمعيات المعارضة المنحلة بحكم قضائي، بينما أبو ريان محسوب على جمعية عُرفت بموالاتها لبيت الحُكم منذ نشأت والى الآن.
بالنسبة لي، لا أميز بين المواطنين على أساس سياسي، طائفي أو مذهبي أو فئوي، فهذه حريات شخصية كفلها الدستور والأعراف للمواطنين، لذلك أعتقد أن البحرين كل البحرين قد خسرت جهود النائب ابراهيم بو صندل، الذي كان أحد النواب القلائل الذين حملوا بصدق ملفات وطنية ودافعوا عنها بكل تفان وإخلاص بعيداً عن الاصطفاف المذهبي والحسابات الضيقة.
ويكفي أن نُسجل للأخ العزيز أبو ريان مواقفه المتميزة من ملف البحرنة ومحاربة البطالة، ومطالبته بالمحافظة على المال العام وحمايته من الهدر والتبذير، ويكفي أن نتذكر مواقفه المشرفة تحت قبة مجلس النواب في أغلب الملفات الحساسة، نتذكر كتاباته ومواقفه الداعية إلى الدفاع عن الحقوق الدستورية، ومطالبته بوقف التنازلات الكبيرة التي نالت من صلاحيات مجلس النواب.
ولأننا جربنا أنواعاً مختلفة من النواب، البصامين، الصامتين، الطبالين، والمجوفين، فإننا بتنا نعرف نوع النواب الذين يحتاجهم الوطن ذوي المعدن الأصيل بعيداً عن الإصطفاف المذهبي أو التحزب السياسي، وفي هذه المرحلة الحساسة من عمر التجربة البرلمانية كم نحتاج إلى وجود نواب بمقاسات ابو ريان.
ابو ريان، ورغم ابتعاده وعزوفه عن الترشح لمجلس النواب طوال الثلاثة فصول التشريعية السابقة، بعد تجربته اليتيمة في الفصل التشريعي الثاني، لم يُغادر الساحة ولم يتوقف عن الدفاع عن مصالح المواطنين وحقوقهم، كما لم يتوقف عن توجيه النقد لبرامج الحكومة كلما لزم ذلك، وكانت آخر مواقفه، انتقاده للطريقة التي أُقرت من خلالها ميزانية الدولة السابقة، وقد نشر ذلك في مقال خاص بتاريخ 18 سبتمبر 2022 قال فيه: أن هناك تلاعباً حكومياً بميزانية الدولة، وأنه يجري تمريرها بطريقة ملتوية أمام أعين أعضاء مجلس النواب.
ولا يزال النائب الأسبق إبراهيم بوصندل متقداً ومتوهجاً، يُعلن مواقفه بكل وضوح مُدافعاً شرساً عن حقوق المواطنين، يجهر بالحق والقول المسئول في مجالس وديوانيات محافظة المحرق وأي مجالس يحضرها، يتابع تقارير الرقابة المالية والإدارية التي تصدر سنوياً وُيطالب بتقديم المقصرين للمحاكمة والمحاسبة، كما كان من بين الرافضين لفرض ضريبة القيمة المضافة والمساس بالزيادة السنوية للمتقاعدين.
يذكر أن النائب الأسبق ابراهيم بوصندل لم يُشارك في اي وفد نيابي خارجي طوال فترة عضويته بمجلس النواب، واعتبر المُشاركة في هذه الوفود هدراً للمال العام الذي يُصرف في غير محله، وقد صرح في أكثر من موقع بأن السفرات ليست من اختصاص أو واجبات أعضاء المجلس الذين يجب أن يكون دورهم الأساس العمل على الدفاع عن حقوق واحتياجات المواطن،
ولا يزال أبو ريان يصدح كل يوم بمواقف حاسمة تدافع عن المواطنين بجميع فئاتهم، فلماذا لا يعود بوصندل إلى مجلس النواب مجدداً.
خلاصة القول .. نحن نُطالب بعودة النائب ابراهيم بوصندل - ابو ريان إلى ممارسة دوره التشريعي تحت قبة البرلمان وهو القائل:
"نقف ضد أجندات الإسقاط والإقصاء التي رفعها طائفيون متعصبون، رغم عدم موافقتنا على هذه الأجندات، إلا أن هذا لا يلزم معه معاداة أتباع مذهب معين أو التعميم على طائفة معينة، فنحن نُريدها بلداً آمنة عادلة للجميع، وللخلافات الدينية والمذهبية مقام آخر " كان ذلك جزءاً من مقال بوصندل بعنوان:
المواطنون بين السلطة والانقلاب، المنشور بصحيفة البلاد في يونيو 2014 ويكفي أن يسمي عموده "لمن كان له قلب".
لقد ساهم ابو ريان مع عدد غير قليل من النواب السابقين والنشطاء الوطنيين من مختلف التوجهات والتيارات السياسية في تحويل منصة تويتر إلى برلمان شعبي، يعج بالمطالب الوطنية المعبرة عن آمال وتطلعات المواطنين، وأصبحت هذه المواقف، تُساهم في توجيه الرأي العام، وتحدد مسارات الحوارات والمنتديات في وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، والمجالس والندوات المهتمة بالشأن العام في البحرين.
تحية صادقة إلى النائب الأسبق ابراهيم بوصندل الذي نُوثق له قوله " أنا أعز الكتابة كثيراً ولكن المبادئ وحرية الكلمة عندي أعز"! ونحن إذ نُعلن اعتزازنا ومحبتنا للنائب الوطني ابراهيم بوصندل - ابو ريان، فإننا ندعوه إلى العودة عن قراره بالامتناع عن الترشح، ونوجه دعوة صادقة إلى أعضاء دائرته وجميع أهالي المحرق الطيبون، وكافة المواطنين بضم أصواتهم إلى أصواتنا للمطالبة بعودة أبو ريان إلى قبة البرلمان.