DELMON POST LOGO

عزاء مدينة المنامة ما بعد جائحة كورونا .. أضواء على محرم ١٤٤٤ هجرية بالمنامة

د. محمد حميد السلمان

لا شئ مميز هذا العام في محرم عام 1444هـ بالمنامة، إلا بعض الملاحظات نوردها من مشاهدات واقعية بين أجواء حسينيات ومأتم وأزقة العاصمة، وهي من باب الرصد اليومي ليس إلا.
أولى هذه الملاحظات، أن معظم خطباء المنبر الحسيني المعروفون، تجنبوا المشاركة في مجالس الخطابة بالمنامة إلا ما ندر وهم على أصابع اليد الواحدة. والأسباب عديدة، منها قلة مواقف السيارات وصعوبة الدخول إلى المنامة خصوصاً ليلاً، بعد أن شُحنت بأعداد الآسيوين والأفارقة من شتى الدول. الأجواء الساخنة مناخياً بسبب عدم وجود غطاء نباتي في المنامة، بعد أن تحولت الأراضي كافة الى عقارات وبيوت ومواقع استثمارية اسمنتية خاصة.
ثانياً، معظم خطباء مجالس المنامة هذا العام ركزوا على جدلية الشعائر الحسينية والرد على من يجادل في عملية البكاء على الحسين (ع) وهل هي الأجدي والأهم، أم العِبرة من محاضرات المجالس الحسينية. ومع أي الفريقين تقف وتنتصر، بالإضافة طبعاً لموايع أخرى مهمة بحسب جدولة مجالسهم في الخطابة.
ثالثاً، مازالت المجسمات أو (التشابيه) التي تشرح أو تُضيف بُعداً حسينياً للأجواء في العاصمة؛ وهي ذات تأثير خارجي في الأصل؛  تُزيّن بعض شوارع المنامة خصوصاً ليلاً ، وهي تعود من جديد بعد جائحة الكورونا. وأهمها ما تقوم به هيئة التراث الحسيني عند مأتم أبوعقلين بمدخل المنامة  قريب من الكنيسة القديمة.
رابعاً، هنا ملاحظة تأتي ضمن هذا السياق وسياقات أخرى حتى في غير موسم عاشوراء؛ أن ما يُميز شوارع المنامة الآسيوية هذه الأيام، هو انتشار محلات بيع الأثاث وقطع الاكسوارات والملابس وغيرها المستعملة. وتجدها بكثرة على جانبي الطرقات في الشوارع العامة وهو مظهر ليس بحضاري ولا يفيد الاقتصاد المحلي في شئ، خصوصاً عندما تشاهد منذ الصباح الباكر جماعة من الآسيويين يقومون بنشر غسيلهم أو ادواتهم ويقومون بتنظيفها وغسلها ليتم بيعها من جديد على أقرانهم بثمن بسيط يعوضهم عن شراء القطع الجديدة من تجار السوق.
أضف إلى ذلك ونحن نتذكر تاريخ المنامة القديم، أيام زمان،  ومن حيثيات المنامة في محرم ١٤٤٤ كما أعايشها؛ أن حتى بيع الماء الحلو (أو البيلر) كما كنا نسميه، غدا اليوم يتم بالسيارات وليس (قواري الحمير) واصبح عن طريق شحن البراميل أو أوعية الماء البلاستك, والمتغير الحضاري اليوم فقط؛ هو أنك تسمع من ينادي على بيع هذا الماء بين حواري المنامة وأزقتها بكلمة (باني.. باني)..وليس ماء او (كاز) كما كنا نسمع في منامة زمان بصوت، عبود أو عبدالله أخذ الأوراح، وهو يستخدم  (المحقان) ليجعله مثل مكبر الصوت وينادي من خلاله على بضاعته من (الكاز) أو الماء بحسب المواسم.
التكملة غدا