DELMON POST LOGO

كريم..استعجلت الرحيل ورحلت قبل الأوان..

الكاتب
بقلم:مهدي مطر
صبيحة العاشر من مايو٢٠٢٣،نمنا ليلتها الأربعاء على تطورات العدوان الصهيوني على غزة،أفتح الهاتف النقال لأتابع الحدث، رسالة مفادها " عبد الكريم حسن العكري في ذمة الله"..
لم أستوعب ما أقرأ ومُرفق معها صورة لعبدالكريم وإبنه الشهيد محمد،
أُعيد قراءة الخبر وأنا تحت الصدمة عليِ استوعب ما أقرأ وأُمني النفس بغير ذلك..
ماهي إلا دقائق، وإذا بالرسائل عبر الوتسب من الأهل والأصدقاء " عبدالكريم العكري في ذمة الله..، واستعيدُ شعر أبي العلاء المعري:
"وشبيه عندي صوت النعي إذا
قيس بصوت البشير في كل ناد"
وأنا تحت صدمة الخبر،أستعيد شريط الذكريات،عائلتا الحاج علي العكري والحاج حسن العكري جيرة منذ وعينا فضلاً عن النسب بين عائلتي مطر والعكري،الوالدة فاطمة بنت الحاج منصور العكري عليها الرحمة دائماً تُكرر على مسامعنا، حسن العكري ولد جدي، فضلاً عن محبتها أي الوالدة للأهل والأقارب،
أستعيد وجه المرحوم كريم وابتسامته الدائمة على محياه، كريم الإنسان صاحب المبادرات والعطاء في مجتمعه الصغير " قريه الديه" على الصعيد الاجتماعي أو الديني، يعمل بهدوء وبدون مظاهر..
ماهي إلا سويعات، تم تداول الخبر عبر وسائل التواصل ، تشييع المرحوم كريم العكري اليوم الاربعاء،ومع ساعات المساء الأولى، تقاطر الأهل والأصدقاء وجمع من الناس من عدة مناطق في البحرين للمشاركة في مسيرة التشييع التي انطلقت من مسجد الشيخ إبراهيم غرب القرية باتجاه بيت المرحوم شرق القرية مع التوقف لصلاة الجنازة في مأتم أهالي الديه وزيارة الإمام الحسين، حضور مُهيب ضاقت به أزقة القرية، تشييع يليق بصاحبه، ولِم لا، وهو أي المرحوم أبوحسين صاحب المكانة الاجتماعية والدينية،
أيام العزاء أيضا تشهد حضوراً مهيب، وتسمع كلمات الثناء لكل من عمل وتعامل  مع المرحوم،
نتوقف مع شخصية المرحوم، هذا الإنسان دمث الأخلاق، الدائم السؤال عن أحوال أهله، مع كل لقاء معه، يستذكر رحمه الله الوالدة ويترحم عليها،ويترحم على الأخ المرحوم الحاج علي مطر.
من المحطات المهمة في حياة فقيدنا المرحوم كريم، استشهاد إبنه محمد إبان اعتصام الدراز، مايو ٢٠١٧،تقرأ الحزن في عينيه بعد استشهاد ابنه، وحزنك مُقدر يا كريم، وإن العين لتدمع،  وإن القلب ليحزن.
في  إحدى الزيارات لفقيدنا كريم بمعية إبن الخال عبدالنبي العكري، كان يتحدث بحرقة وحزن على إبنه الشهيد محمد، ولسان حاله ماقاله الإمام علي( ع)" أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد".
ما يُميز فقيدنا وفضلاً عن ما ذكرناه من الطيبة وحسن الخلق، هي روح التسامح التي يتحلى بها واحترام الرأي الآخر،
سمتك أمك كريم، وكنت كريماً في عطائك وأخلاقك،
كريم أنت رمز للطيبة،
أنت عنوان للطيبة.
كريم ستبقى في ذاكرة أهلك وأحبتك وأبناء وبنات قريتك الديه..
كريم استعجلت الرحيل ورحلت قبل الأوان..
رحمك الله يا أبا حسين وإنا لله وإنا إليه راجعون.