DELMON POST LOGO

قراءة في كتاب .. سيكلوجية الجماهير لغوستاف لوبون

الفرد المنضوي في الجمهور يكتسب بواسطة العدد المتجمع فقط شعورا عارما بالقوة .. ويتساوى جميع الحضور في الشعور

الجماهير الانتخابية تعتبر جماهير غير متجانسة واول صفة ينبغي ان يمتلكها المرشح للانتخابات هي الهيبة الشخصية

سيكولوجية الجماهير هو كتاب لعالم علم نفس الجماهير أو علم النفس الجماعي الفرنسي جوستاف لوبون، كتبه في عام 1895 ، اي قبل 128 عاما ولكن مبادئ الكتاب وقواعده سارية ، نستعرضها في هذا التلخيص.

لقد أصبحت الجماهير بالنسبة لغوستاف لوبون حقيقة واقعة لذا فقد تناول بالدراسة ظاهرة الجماهير بطريقة علمية على ضوء علم النفس وكانت فكرته الأساسية في نظريته تلك تركز على أن كوارث الماضي القريب التي منيت بها فرنسا وكل هزائمها والصعوبات التي تواجهها تعود إلى هجوم الجماهير على مسرح التاريخ وعدم معرفة مواجهته، والذي يفسر بأن ضعف النظام البرلماني الديمقراطي يعود إلى الجهل بقوانين علم النفس وطرائق تسيّر الجماهير.

عبر لوبون على صفحات هذا الكتاب عن هذا الأفكار بشكل سهل ومبسط جاءت على هيئة نظرية علمية متكاملة ومتماسكة جعلته أستاذاً فكرياً لمرحلة كاملة بأسرها. ويتفق الجميع على أن كتاب لوبون الذي نقلب صفحاته “سيكولوجية الجماهير” شكل نجاحاً منقطع النظير على صعيد دراسات علم النفس الجماهيري. والكتاب هو المانيفست الذي دشن ما يدعى اليوم بعلم النفس الاجتماعي أو الجماعي.

المبادئ العلمية في الكتاب ...

الجمهور النفسي يمتلك وحدة ذهنية موحدة على عكس الجماهير التي تتجمع بطريقة غير مقصودة ، والفرد يتحرك بشكل واعِ اما الجمهور يتحرك بشكل لاواعي، ذلك يعني أن الوعي فرد واللاوعي جماعي ، والجماهير محافظة بطبيعتها على الرغم من تظاهراتها الثورية محافظة أي تعيد ما دمرته وقلبته ، وإن الدعاية ذات أساس لا عقلاني لانها تخاطب القوى الإيمانية.

عصر الجماهير ..

يرى لوبون إن الجماهير تعتبر القوى المهمة في هذا العصر لكن يجب أن يدرك البعض بانها الجماهير دائماً غير عقلانية وهدامة، وودورها دائماً لا يكون في البناء إنما في الهدم، لان معظم الحضارات تمّ بنائها من قبل قلة أرستقراطية قليلة وليس من قبل الجماهير، وان كل الحضارات التي دمرت كان الدور الأكبر في تدميرها تلعبه الجماهير. ، ويتكون الكتاب من ثلاث كتب داخل كل على حدة :

الكتاب الأوّل

الفصل الأول - الخصائص العامة للجماهير والقانون النفسي لوحدتها الذهنية

يقول بان الكفاءات العقلية للبشر وبالتالي فرادتهم الذاتي تمحى وتذوب في الروح الجماعية ، ويذوب المختلف في المتؤتلف وتسيطر الصفات الاواعية.لذا فالجماهير لا تستطير انجاز الاعمال التي تتطلب ذكاء عالي .

والاسباب التي تتحكم بظهور الصفات الخاصة بالجماهير :

1- الفرد المنضوي في الجمهور يكتسب بواسطة العدد المتجمع فقط شعورا عارما بالقوة .. وبالتالي الانصياع الى بعض الغرائز.

2- العدوى العقلية والذهنية ، فكل عاطفة وكل فعل هما معديان بطبيعتهما ، وهما معديان الى حد ان الفرد يضحي بسهولة كبيرة بمصلحته الشخصي من اجل المصلحة الجماعية .

3- فقدان الفرد لشصخيته الواعية ، فهو يخضغ لكل اقتراحات الجرح الذي جعله يفقدها، عندئدن يقترف اكبر الاعمال مخالفة لطبعه الحقيقي وعاداته وكأنه منوم مغناطيسيا.

لذا فان الجمهور هو دائما ادنى مرتبة من الانسان الفرد فيما يخص الناحية العقلية والفكرية .

الفصل الثاني - عواطف الجماهير وأخلاقياتها

 اولا : سرعة تأثر الجماهير وتصديقها لأي شيء

ثانيا : عواطف الجماهير تضخيمها وتبسيطها

ثالثا : تعصب الجماهير وإستبداديتها ونزعتها المحافظة

رابعا : أخلاقية الجماهير

وبما انه لا يمكن تحريك الجماهير والتاثير عليها الا بواسطة العواطف المتطرفة ، فان الخطيب الذي يريد جذبها ينبغي ان يستخدم الشعارات العنيفة ،وينبغي عليهم المبالغة في كلامه ويؤكد بشكل جازم ودون ان يحاول اثبات اي شيئ وهذه الطريقة التي يستخدمها الخطباء في الملتقيات الشعبية

الفصل الثالث

- أفكار الجماهير

اولا : الافكار الطارئة والانية العابرة التي تتشكل تحت تاثير اللحظة

ثانيا : الافكار الاساسية التي تقدم لها البيئة والوراثة والراي العام استقرارا اكبر

- المحاجات العقلية للجماهير

- خيال الجماهير أو مخيّلة الجماهير

ليست الوقائع بحد ذاتها هي التي تؤثر على المخيلة الشعبية ، وانما الطريقة التي تعرض بها هذه الوقائع ، وان معرفة فن التاثير على مخيلة الجماهير تعني معرفة فن حكمها

الفصل الرابع

الأشكال الدينية التي تتخذها كل قناعات الجماهير

الجماهير لا تفكر عقلانيا ،وانها تتبنى الافكر دفعة واحدة او ترفضها ، وانها لا تتحمل لا مناقشة ولا اعتراض ، وان التحريضات المؤثرة عليها تغزو كليا ساحة فهمها وتمثل الى التحول الى فعل وممارسة فورا.

والعاطفة الدينية لها خصائص ، اولا عبادة انسان يعتبر خارقا للعادة ، الخوف من القوة التي تعزى اليه ، الخضوع الاعمى لاوامره ، استحالة اي مناقشة لعقائده ،الرغبة في نشر هذه العقائد ، الميل لاعتبار كل من يرفضون تبنيها بمثابة اعداء .

فالانسان ليس متدينا فقط عن طريق عبادة آلهة معينة ، وانما عندما يضع كل طاقاته الروحية وكل خضوع لارادته .لذا ترى ان عدم التسامح والتعصب يشكلان مرافق طبيعية للعاطفة الدينية .. وان مؤسسي العقائد الدينية او السياسية لم يؤسسوها الا عندما عرفوا كيف يفرضون على الجماهير التعصب الديني هذه.

لذا فان الجماهير بحاجة الى دين ، فالعقائد السياسية والسماوية والاجتماعية لا تترسخ لديها الا بشرط ان تكتسي دائما الحلة الدينية التي تضعها بمنأى عن المناقشة والاخذ والرد .

الكتاب الثاني - آراء الجماهير وعقائدها

الفصل الأول - المشكلة لعقائد الجماهير وآرائها

العوامل التمهيديية البعيدة التي تحدد آراء الجماهير:

- العرق

- التقاليد المؤروثة

- الزمن

- المؤسسات السياسية والاجتماعية

- التربية والتعليم ..

التعليم لا يرفع الاخلاق لدى الفرد ، لكنه على الاقل يتيح له تطوير قدراته المهنية

الفصل الثاني - العوامل المباشرة التي تساهم في آراء الجماهير

- الصور، الكلمات، العبارات أو (الشعارات).

- الأوهام

ان الوهم الاجتماعي يسيطر اليوم على كل انقاض الماضي المتراكمة ، والمستقبل له بدون شك ، فالجماهير لم تكن في حياتها ضمأي للحقيقة ، وامام الحقائق التي تزعجهم فانهم يحاولون انظارهم باتجاه اخر ، ويفضلون تأله الخطأ ، فمن يعرف ايهامهم يصبح سيدا لهم .

- التجربة

- العقل .. العقل لا يقود الجماهير بل الاوهام ، وهي بنت اللاوعي ويقود تحرك الجماهير .

الفصل الثالث -  محركو الجماهير، ووسائل الإقناع التي يمتلكونها

- محركو الجماهير

- وسائل العمل التي يستخدمها المحركون أو القادة: التأكيد، التكرار، العدوى.

- الهيبة الشخصية.

البطل الذي صفقت له الجماهير بالامس قد تحتقره في الغد اذا ما ادار الحظ له ظهر .

الفصل الرابع - محدوديّة تغيّر كل من عقائد الجماهير وآرائها

- العقائد الثابتة.

- الآراء المتحركة للجماهير.

الكتاب الثالث - تصنيف الفئات المختلفة من الجماهير ودراستها

الفصل الأول - تصنيف الجماهير

- جماهير غير متجانسة.

- جماهير متجانسة.

الفصل الثاني - الجماهير المدعوّة بالمجرمة

الفصل الثالث - محلّفو محكمة الجنايات

الفصل الرابع - الجماهير الإنتخابية

الجماهير الانتخابية تعتبر جماهير غير متجانسة ، لذا فاول صفة ينبغي ان يمتلكها المرشح للانتخابات هي الهيبة الشخصية ، لانها لا يمكن ان تعوض بواسطة الثروة والغنى ، والبرنامج الانتخابي لا يجب ان يكون دقيقا جدا او قطعيا جدا لان خصومه يمكنهم ان يواجهوه به فيما بعد ، وكذلك برنامجه الشفهي لا ينبغي ان يكون متطرفا او مبالغا فيه ، يمكنه ان يعد ناخبيه بالاصلاحات الضخمة ، دون خوف ، فهذه الوعود المبالغ فيها تولد آثارا ضخمة على الناخبين في لحظتها ، وهو ليس مضطر للالتزام بها بعد نجاحه .. والناخب ينسى.

الفصل الخامس - المجالس النيابية