DELMON POST LOGO

الدكتورة سميرة في فريق البنفسج : الدعاية هي أداة بأيدي حكومات لا مرئية تستخدم علم النفس الجماعي والاجتماعي للتأثير

فريق سقف البنفسج ناقش كتاب " البروباغندا " الصادرة 1928

ترأست الدكتور سميرة فرحات جلسة " مناقشة الكتاب " التي تنظمها جمعية البحرين الاجتماعية الثقافية ، فريق سقف البنفسج ، مناقشة كتاب البروباغندا ، للمؤلف لادورارد بيرنايز .

بدأت المناقشة بمقدمة قصيرة قالت فيها ، ان كتاب " البروباغندا ، هو كتاب لابن اخت فرويد يتناول موضوع الدعاية و تأثيرها على الرأي العام.

يقول فيها بان الدعاية تغير أنماط التفكير و عادات المجتمع و تبرر الحروب و تغير حتى الذوق العام في الفن. و لكن كيف؟ يقترح ايدوارد برنايز في كتابه المؤلف سنة 1928 اي بعد الحرب العالمية الأولى مشروعا للدعاية يعتمد بالأساس على التلاعب بالعقول باستعمال النخبة في غفلة عن وعي الجماهير.  

الدعاية هي أداة بأيدي حكومات لا مرئية تستخدم علم النفس الجماعي و الاجتماعي عن طريق خبراء في البروبغندا. هذا هو مربط الفرس الرسائل السياسية و التجارية و الحربية ممكنة اذا تم خلق الحدث و دواعي استهلاك منتج يساعد على ترسيخ هذا الحدث . كيف ترسخ الاحداث؟ بتثقيف  المشاعر لتحقيق أهداف معينة. التحكم في العقل الجمعي يبدأ بوضع تصورات توجيهية تكسوها حلة العلم تارة و العمل الخيري تارة أخرى. السيبل الى مواصلة الدعاية هو حسن نشرها و يتم ذلك بتثبيت الفكرة و اختيار مكانها و زمانها بحكمة حيث يصعب على الوعي مقاومة الدعاية. البروبغندا تجعل الدعاية حقيقة و تمنع الذهن من تفكيك الياتها. و من اهم آليات الحفاظ على البروبغندا هي وسائل الإعلام التي تنقل الافكار و تنقحها كلما انكشف عنها الحجاب. يقول برنايز في اخر صفحة ان احتياج الجمهور للطعام و التسلية و الجمال و القيادة يهزم سخريته من الدعاية و تفطنه لها لذلك ينصح الرجال الأذكياء بالنضال من أجل الغايات الإنتاجية. و أرى اليوم ان المنتج و المسوق سار اميالا بعيدة في غسل أدمغة الجماهير باليات تعتمد بالأساس على خرق الجغرافيا المادية، تغيير بوصلة الزمن، و تفكيك الحاجز بين الواقع و الخيال ، واختتمت بالسؤال التالي : هل من حلول لدغمائية الجماهير ام ان حتمية العيش مع رذاذ البروبغندا لا مفر منها؟  

حضر المناقشة عدد كبير من القراء ، قال احدهم بان ادوات التواصل الاجتماعي خلقت بعدا اخر لحرية الرأي ، بل اعطت الناس او المستخدمين وهم ان عندهم رأي ، والبعض استهوتهم المسألة واصبحوا مشهورين ونجوم .

الاعلام القديم يحتكر المعلومة او الخبر بخلاف ادوات التواصل الاجتماعي ، بل هناك تفاعل مع الخبر او المعلومة غير موجود في الاعلام التقليدي .. لدى لا يستطيع المواكبة بل سوف يتقلص تدريجيا.

الدكتور نعمان الموسوي قال ان رجال الدين والسياسين هما الفئتان الاكثر تأثيرا في المجتمع وهما ويستخدما البروبغندا عن الاخرين ، ويخلقون العقل الجمعي ، وهنا يواجه المثقف الداعية صعوبة من اختراق هذا العقل الجمعي ، وكانت ادوات التواصل الاجتماعي هو المنقذ له لتوصيل افكاره ومعتقداته الى الجمهور متجاوزا رجال الدين والسياسيين.

موضحا بان ثلاث مهارات لتوصيل او اقناع الناس بفكرة معينة او الدعاية لها وهي اولا الايحاء، ثم الاستهواء واخير الاقناع.

فيما تسائل اخر هل الدعاية والبروبغندا ايجابية ام سلبية ؟ ورد بان الدعاية لها وجها ، وهو خلق سلوك معين للناس ، لذا يتم استخدام الفنانيون ، والفشنستا ، وغيرهم من المشهورين في هذا الجانب.

وكان الربيع العربي حصيلة انتشار ادوات التواصل الاجتماعي وهو خلق فكرة معينة متفق عليها في جميع انحاء البلد او القطر او العالم ، هكذا اتفق العالم بادانة اسرائيل في عدوانها على غزة.

وتوقع جورج اورويل في عام 1948 في روايته الشهير التي باسم 1984 ، ان يوم ما في المستقبل سوف يتفق الناس في الشارع على موضوع معين ، وكلمة واحدة ، وفكرة واحدة ويتم التواصل بينهم ( وكأنه يتكلم عن الواتس اب او ادوات التواصل الاجتماعي الان ) .

وقال نادر عبد الامام ، ان الدولة الاموية كانت تستخدم البربغندا في العصور الاسلامية الاولى عندما قالت ان الامام علي لا يصلي ، بل استغربوا عندما قتل الامام علي في المحراب وسألوا : اهو يصلي ؟؟ ، كذلك الحال للامام الحسين عندما قالوا ان سبايا ال البيت عندما قدموا الى الشام هم خوارج وخروج على الشرعية .. وصدق اهل الشام تلك الاكاذيب.

واضاف ، كيف ركز الاعلام الصهيوني على التخلص من حماس ، وهو يبيد غزة بالكامل ، والجمهور العربي يقول : نجحنا لم يتم القضاء على حماس ، بينما هو يهدف الى تحطيم كل غزة !! توجيه الرأي العام الى اتجاه اخر.

واختتمت الجلسة بكلمة من قبل رئيسة الجمعية الدكتور شرف المزعل قائلة ، بان الجمعية منذ تأسيسها تنظم بشكل شهر هذا النوع من الجلسات ، وتمت مناقشت العديد من الكتب بعيدا عن السياسة والدين في تلك الجلسات المتواصلة ، وتضم نخبة من الشباب من الجنسين ، وعبارة عن عصف ذهني ومناقشة العديد من المواضيع ومشاهدة الافلام.

نحن نطرح الاسئلة وليست بالضرورة نتفق او نختلف مع الاجابات ونترك الحرية للحضور ، مستخدمين المرونة والرخاوة بهذا الوجود.