بارابيلم غزة

‍

المصطلح بارابيلم مأخوذ من الكلمة اللاتينية  Parabellum   والمقصود بها "إستعد للحرب"، ولقد جاءت تلك الكلمة من الجملة Si Vis Pacem Para Bellum  أي "إذا أردت السلام، فأستعد للحرب".

بارابيلم هو الجزء الثالث من سلسلة أفلام الاكشن لجون ويك والتي تتناول قصة تقاعد قاتل مأجور بعد وفاة زوجته، ولكن الاحداث والدافع للانتقام تجعله يعود للقتل بعد تورط احد ابناء رئيس عصابة اجرامية محترفة في الاعتداء عليه وسرقة سيارته وقتل كلبه.

وفي جزئه الثالث بعنوان بارابيلم يكون ملاحقًا لقتله احد اعضاء المجلس الأعلى للجريمة المنظمة في صالة فندق انتركونتيننتال، الذي يتسامح مديره معاه، الأمر الذي يجعل حكم المجلس الأعلى على الفندق بتجريده من صلاحياته وشن الحرب على مديره.

مع انطلاق شرارة المواجهات العسكرية داخل الفندق، يطلق مدير الفندق كلمته المشهورة "بارابيلم" لتنطلق اعنف مشاهد القتل، ويبعث هذا الفيلم رسالته التي تتمثل عن أهمية النظر إلى قيمة الموت وكيف يكون الموت انطلاقة لبداية جديدة، وكيفية الصبر على مواجهة التحديات مهما كانت خطيرة بهدف الانتصار.

أراى أن تلك الرسالة في عمقها إذا أردت السلام فكن مستعدًا للحرب، تنطبق تمامًا في ما حدث وما زال يحدث في غزة العزة على مدى الثلاثة شهور الماضية، حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية الباسلة شرارتها يوم السابع من أكتوبر 2023   ، لتكسر شوكة الكيان الصهيوني الهش كهشاشة بيت العنكبوت ، انطلاقًا من مبدأ إذا أردت السلام "الحقيقي" لتحرير الأرض المحتلة ، فكن مستعدًا للحرب ، وهذا ما شهدناه ونشهده من استعداد محكم وذكي وبسالة في المواجهات العسكرية لتنطلق استراتيجية "المسافة صفر"، وتحقق النصر تلو النصر ضد الة الدمار العسكرية الصهيونية.

رغم ما شهدناه من مجازر  وابادة جماعية ولا انسانية من قبل العدو الصهيوني، ولكن هذا هو طريق وثمن التحرير، وتلك البارابيلم التي نشهدها في غزة قد بثت روح الأمل لدى الشعوب والجماهير في العالم وغيرت نظرة العالم للقضية الفلسطينية ونحو النصر يا مقاومة.