بقلم : د. نبيل تمام
كربلاء ليست أرض فقط أو ملحمة قط، بل كربلاء هي كل معركة أيًا كانت حدودها ما بين الخير والحق والعدالة والانسانية من جانب، وما بين الشر والظلم والاحتلال والانظمة العنصرية والاحتلال من جانب أخر.
نعيش هذه الأيام ذكرى ملحمة وبطولة الامام الحسين الثائر وأولاده ورفاقه واصحابه وانصاره، ليعيش الناس حالة من الوجدان في المأتم وفي الشارع، ومن جانب أخر نعايش معركة آنية في أرض غزة هاشم في الأراضي المحتلة الفلسطينية قد تشابه في جزئية منها ما حدث يوم الطف بكربلاء.
الحدث قد يشبه كربلاء، لأن النظام العنصري الصهيوني يطلق العنان لطائراته ونابالمه وعتاده وقنابله تقع على رؤوس المدنيين من أطفال ونساء ورجال لتقطع الجثث إلى أشلاء ولتدمر البيوت وتحرقها وقطع الوقود عن غزة المحاصرة، مثلما حدث يوم كربلاء الحسين من فظائع لنحر الطفل الرضيع وقتل الرجال والتمثيل بالجثث الطاهرة وسبي النساء وحرق الخيام وقطع الماء عن معسكر الامام الحسين.
نكن في قلوبنا للإمام الحسين الالهام الثوري والوجدان بكل حواسنا ووعينا لدرجة تفاوت خدمته وحبه لكل فرد حسب استطاعته، ووجب اعلينا تقديم التعاطف والتضامن مع أهلنا في غزة وفي كل الاراضي الفلسطينية المحتلة لما يعايشونه من مجازر وحصار وظلم وعدوان وتنكيل من الكيان الغاصب، ومن تدنيس الاراضي المقدسة في فلسطين.
خضب دم الحسين الأرض وروحه خالدة في جنان الخلد، ولكنه ملك قلوب الناس أجمعين ليبقى أبد الدهر، ورغم انتصار معسكر الشر والظلم والطغيان ولكنه آل إلى مزبلة التاريخ.
المجد والخلود لجميع الشهداء، والنصر للمقاومة الفلسطينية بشتى فصائلها وأنواعها في الداخل والخارج، والخزي والعار للكيان الصهيوني المحتل ومجازره المستمرة.
الدعوة والمناشدة للشعوب كافة بالتنديد بالعدوان اليوم وبوقف كافة أشكال التطبيع مع هذا النظام العنصري المحتل الصهيوني.
