DELMON POST LOGO

إحنه أولاد أمينة

بقلم : د. نبيل تمام

حسين المحروس، كاتب ومصور، حامل لدرجة الماجستير من جامعة البحرين، افتتح معرضه الأخير في شهر رمضان الفضيل الفائت لعرض بستان أحجاره الكريمة والتي عبرت عن مكنونات ومواهب حسين في مجال التصوير أولًا وفي مجال الكتابة الابداعية ثانيًا.
بستان الأحجار الكريمة عبارة عن فن تصويري بشكل أدبي، جاء البستان في قرابة الثلاثمائة صفحة من القطع الكبير باللغتين العربية والانجليزية مع الهوامش والمصادر إلى جانب احتوائه على مسيرة توثيقية لرحلته وفكرته وابداعه بالصور من العام 2006 ولغاية اصدار التحفة الفنية العام 2022.
انطلق البستان في كلمة شكر وتقدير للمزارعين البحرينيين الأربعة أولاد أمينة، ولمن ساهم في اعداد محتويات البستان و أحجاره الكريمة، وثم كلمة من المدير العام في المجلس الثقافي البريطاني في البحرين ريتشارد رودز  تناول فيها مسألة تغير المناخ لربطها بالأرض والزراعة والاهتمام بها.
حملت المقدمة عنوان "الخروج في النهار" بقلم الكاتب لتوضيح شغفه بالتصوير وتقييم تجربته الابداعية في انسجام الصورة بالقلم لتدوين سيرة الفلاح البحريني المغوار التي تبدأ ب "ولدت هنا في البستان".
البستان احتوى على ستة فصول بدأها الفصل الأول الذي حمل عنوان "احنه أولاد أمينة" وحوى تفاصيل حياة الاخوة الأربعة عبدالله وجميل وحبيب وعبد الرسول أولاد الحاج عيسى عبد الله بن خميس، و أمينة هي جدتهم وأمهم هي حبيبة كاظم بن خميس من حيّ النعيم.
نتعرف على مصطلح "ضمان" في فصل "بدو البساتين" وتعني استئجار أي بستان مهما كان شكله، سعته، نوعه، للخضروات فقط أم للنخيل فقط، أم لكليهما، إلا أن بستان النخيل له الأفضلية لدى الفلاحين، لأهمية النخلة في حياة الانسان في البحرين.
جاء فصل "المسير" ليعرض لنا المحروس ترقية شؤون الزراعيين ويتناول جلب خبير زراعي من خارج البحرين براتب قدره 300 روبية وجاء الاتفاق على السيد سعيد أفندي عبد النور المسيحي الديانة من العراق العام 1930، وتوالت بعد ذلك جلب الخبراء الزراعيين تباعًا.
تناول المحروس في الفصلين الأخيرين "لا تكسروا غصن شجرة" و "الزارعون الموظفون" سيرة وجهود الجانب الأهلي الغير رسمي في مجال الاهتمام بالزراعة وشؤونها لدرجة متقدمة وهما السيد منصور العريض والسيد حسين يتيم، حيث كان السيد العريض يقوم بتجربة زراعة محاصيل جديدة لم تزرع في البحرين عن طريق استيراد حبوبها من الهند، وتم جلب خبير زراعي إيراني يدعى الأصفهاني، أما السيد يتيم فكان يطلع بنفسه على التجارب الزراعية خارج البحرين ويجلب الشتلات الحمضية من العراق وبدا في تجربة زراعة التتن محليًا.
في خاتمة البستان يستعرض المحروس يومياته بشكل موجز التي بدأها في نوفمبر- ديسمبر العام 2006 ومحصلتها العام 2022 بكنز أحجاره الكريمة.
أنا ولدت في البستان، وعشت فيه، وسوف أموت فيه، هذا كل شيء، ولكن الاحجار الكريمة والتي تلألأت بشكل ملحوظ مع مشاركتهم المحروس والناس في افتتاح المعرض الفني الابداعي الذي جاء في هضم ليالي شهر رمضان الكريم الفائت لتزيده توهجًا، حيث كان مبهرًا وناجحًا بكل المقاييس، لأن الشمس تشرق من رقاب الفلاحين.