DELMON POST LOGO

هكذا نتذكرك يا إمام

بقلم : الدكتور نبيل تمام

يحي الناس هذه الليالي بذكرى استشهاد الإمام علي الذي أُغتيل في المحراب بضربة سيف غدرًا وليس مواجهةً، ورغم مرور قرابة ألف وأربعمائة عام لتظل الذكرى حية في قلوب البشر التي نعيش تفاصيلها كل عام في هذا الشهر الفضيل وكأنها حدثت في الماضي القريب.

ليس مجالنا هنا تناول التفصيل في شخصية وصفات ومناقب وعلوم وأحداث حياة الإمام علي لأننا سنحتاج الى العديد من الصفحات، ولكن أحببت مشاركتكم مقولة واحدة للإمام علي لنتناول شرحها بشكل مبسط وهي: دواؤك فيك وما تشعرُ، وداؤك منك وما تبصرُ، وتحسب أنك جرمٌ صغيرٌ، وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ.

ذكرت الفلسفات اليونانية القديمة عن هذا الموضوع بغرض وصف البشر ومكانهم في الكون وأن الفرد هو العالم الصغير والذي يتوافق في تكوينه مع العالم الكبير كما أشارت إليه نظريات أفلاطون، وهناك دراسة تم نشرها العام 2017 أثبتت أن جسد الانسان يتكون من الغبار الكوني وهي جسيمات صغيرة الحجم تتحرك بين النجوم والكواكب في الفضاء.

لا توجد إزدواجية في الخلق، بمعنى أن الله هو الخالق المتعالي الكامل، وأن كل شيء مخلوق على الصورة نفسها المستمدة من الله العظيم، حسب ما ذكر العالم آبن سيناء حيث أشار إلى أن الانسان هو نسخة من الكون الأكبر الموجود حوله.

هناك تشبيهات واضحة بين جسد الانسان وكوكب الأرض، يتجلى ذلك في العناصر الأساسية وهي الماء والنار والهواء والتراب أي التربة، وأن كوكب الأرض له مداخل طاقة مثل مداخل الطاقة بجسم الانسان والتي يطلق عليها الشاكرات، حسب التعاليم الهندوسية التي أشارت إلى أن الأرض والانسان نسخة واحدة.

ما قاله الإمام علي يومًا ما، نراه علميًا قد تحقق في العصر الحديث وقد تمت الاشاره إليه في مختلف العصور والأزمان من العديد من الثقافات والعلوم والحضارات، وهذا جزء من فيض من علوم وشخصية الإمام علي.

هكذا نتذكرك يا إمام.