DELMON POST LOGO

كرمستجي تصدر باكورة اعملها حول سيرة جدها " الحاج احمد حمدي "

وقف حمدي سدا منيعات من تقسيم العراق واستقلال البصرة عن الدولة في بداية القرن الماضي

اصدرت الباحثة الاجتماعية نهى كرمستجي ، كتابها الاول عن سيرة جدها " الحاج احمد حمدي" وهو عبارة عن سيرة حياة لجدها من امها الذي عاش وترعرع في البصرة وبغداد .

تقول كرمستجي ، ان احداث الكتاب تدور حول سيرة حياة جدها وهو من اعيان البصرة ورجالاتها ، ورحلة بحثه عن الحقيقة ( وتعني تحول الى الجماعة البهائية ) .

وتضيف ، بان حياة تلك الشخصية الجليلة اتسمت بالاقدام والشجاعة والنبل، كما عرفت بثرائها الفكري والعلمي والادبي والمادي ، وعطائها غيرالمحدود في كل الشؤون ، شخصية عرفت معنى " الاتساق " في حياتها ، وساهمت في بناء الانسان ، وازدهار مجتمعها ماديا وروحانيا

تقول نهى في مقدمة الكتاب ، انه جاء اصداره تكريما للذكرى الخمسين على وفاة هذا العالم الجليل ،والمبلّغ الشهم الذي له الفضل في تأسيس الجامعة البهائية في مدينة البصرة .

واشارت الى الصعوبات التي واجهت اصدار هذا الكتاب لاسيما بعد صدور قانون 105 لعام 1970 بالعراق والذي نص على منع النشاط البهائي بما فيه حيازة اي نوع من الكتب والمنشورات البهائية ويعاقب المخالف بالحبس مدة لا تقل عن عشر سنوات ، والذي بسببه اتلفت مصادر ووثائق في استجماع المعلومات.

تقول ان جدها احمد حمدي  من مواليد البصرة عام 1882 ، من عائلة من علماء اهل السنة ترجع جذورها من نجد ، وكان ابوه مرجع الشافعية بالخيج من طرفيه العربي والفارسي.. وعندما انهى دراسته بالبصرة بعثه والده الى اكتمال علمه في مكة المكرمة .

وكان من رجال الاعمال الكبار في بلده ، وساهم بالنهضة التعليمية فيها واسس اول مدرسة نظامية ( اعدادية وثانونية ) بالبصرة من امواله ومع التبرعات من الاهالي عام 1920 .

ومن الشخصيات التي عاصرها رجل الدين البحريني الشيخ خليفة النبهاني صاحب مؤلف " التحفة النبهانية " الذي قطن البصرة اخر ايام حياته .

كما ساهم حمدي في عام 1933 انشاء محطة كهرباء في الكويت بناء على طلب حاكم الكويت انذاك .

وله رحلة طويلة في البحث عن الحقيقة ، سافر عدة بلدان واطلع على العديد من الكتب والشخصيات الدينية حتى اهتدى الى البهائية والتزم بها منذ ذلك التاريخ وعاد للبصرة واسس هذه التيار او المذهب قبل حظر عام 1970.

ومن الاحداث التاريخية الهامة التي عاصره وكان محورا فيها هي مرحلة انفصال البصرة عن الحكم العثماني ، فبعد الحرب العالمية الاولى شكلت ولاية البصرة وولاية بغداد وولاية الموصل منطقة انتداب بريطاني ، والتي اعلنت بريطانيا تحول سياستها من استعمار مباشر الى حكومة بادارة وطنية تحت الانتداب ، واعلنت بريطانيا رغبتها اقامة حكومة ملكية في العراق ورشح الامير فيصل بن الحسين ليكون ملكا على العراق ، في تلك الفترة قام اثنان من اعيان البصرة بسبب اطماعهما لتبوى مناصب سياسية بالمطالبة فصل البصرة عن العراق ومنحها استقلال سياسي وحكما ذاتيا تحت مظلة بريطانيا ، فكتبوا عريضة الى المندوب السامي وجمعوا 4500 توقيع لم تكن من بينهم الا قلة من متنفذي البصرة ، وتساندهم شخصيات بصرية مناصول غير عربية ، وقد جوبه الطلب بمعارضة قوية من قبل شخصيات بصرية متنفذة سياسيا ، واجتماعيات كان ابرزها الوجيه الحاج احمد حمدي واستطاعوا شطب مشروع الانفصال واستقبلوا ( اعيان البصرة بينهم الحاج حمدي )  الملك فيصل في البصرة في 12 يونيو 1921 الذي انتقل من جدة الى العراق.. بل القى الحاج حمدي قصيدة ترحيبية بالملك الجديد على العراق.

توفى الحاج احمد حمدي عام 1971 بعد اصابته بمرض عضال ودفن في مقبرة البصرة بجوار ضريح العالم الامام الحسن البصري ، المقبرة التي تحتوى رفاة العديد من كبار الشخصيات مثل ابن الهيثم والفراهيدي والجاحظ ورابعة العدوية .