بقلم : هديل بوقريص
كنت تغرق دون وعي في حرب طائفية أسست لسنوات لتفتيت الداخل الإسلامي والعربي لجعل قضاياكم متفرقة ، وتوجهاتكم متناقضة وأطرافكم متناحرة لتشتعل مناطقكم بقتال لا يتوقف ووضع لا يهدأ .
وجدت نفسك غارقاً بالحقد العرقي والطائفي الذي برمجت عليه دون علم منك بأنها أدوات أمريكية صهيونية لسنوات حتى ظننت بأن هذا واقعا ً تعيشه بكل طبيعية لتكون عدوا ً لمن يشترك معك في الوطن لتكون أداتهم في مرحلة الشرذمة الوطنية وسكينهم الداخلي في حال تقسيم بلدك ليكون القطع أسهل والتفتيت أسرع.
وبعد حماقة الصهاينة المستمرة وجرائمهم المروعة التي لم تتوقف في غزة منذ 7 أكتوبر ذهلوا من تجمع العالم وليس فقط العرب والمسلمين على كلمة واحدة على قضية واحدة من جميع الأديان والأعراق فخاب ذلك المخطط الذي كان مجدياً وجاهزاً لتسليم رقابنا لهم فركلناه تحت أرجل الناس .
فلسطين لم تساعدنا فقط على معرفة عدونا حق معرفة ومعرفة من كان يسفك دماء الأبرياء تحت شعار الطائفية والفرقة المذهبية والفروقات العرقية فلسطين أيقظتنا من كابوس الدنيا وقد كنا أمواتاً فيها لتعلمنا جميعاً بأن العيش الحقيقي هو أن نكسر القيد الذي كبلنا فيه الغرب كجراء مطيعة نتبعه أينما أخذنا.
قتالك اليوم أصبح على جبهات عدة وقد اخترت كلمة الحق فتمسك بالكلمة التي أخذتها على عاتقك ولتكن أمانة في عنقك ولا تغرق كما كنت غارقاً في كوابيس صنعتها الدعاية الأمريكية الصهيونية وعش كما تعيش الآن بجانب أخيك السني والشيعي ووحد صفك امام الظلم .. فهنا ستكون نهاية الكابوس.
استيقظ ..
