الموقف اللا اخلاقي واللاحقوقي للاتحاد الدولي للمحامين

كتب – عباس هلال

في موقف غريب ، والطامة الكبرى في موقف الاتحاد الدولي للمحامين من الموقف من العدوان الاسرائيلي على غزة ، لقد تنكّر الاتحاد للمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف 1949 ، والملاحق ، تنكّر لجرائم الابادة ، تنكّر لدوره الطبيعي باعتبار ان المحامين فرسان ساحات العدالة ، فكيف يكون اتحادا للمحامين ولا يقف ضد الاحتلال الاسرائيلي والابرتهايد في جريمة ندى لها جبين العالم وهي قصف المستشفى الاهلي المعمداني واستهداف المدنيين والمشافي والمساكن ومقرات الانروا ، والمخيمات .

في ايام المرحوم الصديق الاستاذ المحامي سامي عقل رئيس الاتحاد الدولي للمحامين والعقل المدبر للاتحاد ايام كانت عمشيت جبل لبنان قبله للمحامين من العالم والوطن العربي ، كان الاتحاد الدولي للمحامين مناصرا للحق والعدالة والحقوق العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص – كان المرحوم الاستاذ المحامي سامي عقل وطنيا عروبيا فارسا وساميا في ساحات العدالة بامتياز – مناصرا لمبادئ العدالة وللحقوق القومية والوطنية بامتياز ، عملنا معا منذ عام 1997 في مجالات عديدة تكللت بحضور تاسيس الجمعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية – بيان روما يوليو 1998  وتاسيس المحكمة في لاهاي 2001 – كان المرحوم سامي عقل رئيس الاتحاد حاضرا مع اتحاد المحامي الدولي في اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد المحامين بالبحرين 5-8 نوفمبر 2001 وكان حاضرا في استقبال جلالة لملك المعظم لاعضاء المكتب الدائم 5 نوفمبر 2001 في القصر الزاهر كان المرحوم الاستاذ سامي عقل وبعلاقاته الدولية وكرزمة شخصه وكرمه موضع تقدير واحترام واجلال كافة الاتحادات المهنية والحقوقية ، كان عقل من المرابطين في قضايا حقوق الانسان ولم يكن فريّا منقلبا على مبادئ العدالة والحقوق المشروعة – كان مناصرا كرئيسا للاتحاد للضحايا وداعما لملاحقة الجلاد واقفا مع سياسية عدم الافلات من العقاب ورافضا مساواة الجلاد بالضحية .

- في مطلع 2003 اتصل بي الاخ العزيز علي الجبل طالبا تزكية انتخابه في الاتحاد فحررت رسالة معتبرة بصفتي رئيسا لجمعية المحامين الى رئيس الاتحاد المرحوم سامي عقل والذي اعتمدها وصدق عليها ،

- كانت لنا لقاءات عديدة معه في بيته العامر في عمشيت بجبل لبنان حيث دارة العائلة الارستقراطية وقرأت في داخل قبة القاعة الفاخرة بعبارة – خير الناس من كف فكيه وفك كفيه – وهو تقليد سار عليه المرحوم سامي عقل ، استقبل في داره في عمشيت اعضاء المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب على هامش المؤتمر العام لاتحاد المحامين العراب 25 مارس 2001.

كما كانت لنا مرات كثيرة لقاءات واجتماعات وضيافات في داره بحضور الاخ العزيز عمر زين والذي كان الحاضنة الحقوقية والمجتمعية لعلاقات عقل والاتحادات المهنية ، والمرحوم النقيب احمد عيدو نقيب سوريا والوزير النقيب رشيد درباس ، وهكذا استمر الحال في دور عقل الخلاق حتى وفاته في7 مارس 2021 حيث خلفه شقيقه الاستاذ المحامي انطوان عقل رئيسا للاتحاد الدولي للمحامين والذي كان هو الاخر مناصر ملتزما بقواعد العدالة ومبادئ حقوق الانسان مناصرا للحق العربي الوطني وحق التحرير الوطني الفلسطيني طبقا للقرارات الدولية والقانون الدولي الانساني في بداياته.

بدأ الاتحاد يترنح ذات اليمين وذات الشمال حتى وقعت الطامة الكبرى في الموقف اللاخلاقي واللاقانوني التي تنكرت لكافة المواثيق والشرائع، من مساندة عدوان الاحتلال الاسرائيلي وجريمة المستشفى الاهلي المعمداني والذي كانت جريمة ووصمة عار في جبين العالم وفي جبين الانسانية وانتهاكا وخرقا مكرورا ومتكررا لاتفاقيات جنيف 1949 والملاحق لا بل لكافة نواميس العالم .

نحي باكبار واجلال موقف الفرسان في الكويت موقف اللجنة الوطنية الكويتية لاتحاد الدولي للمحامين ، الاستاذة جمانة عدنان بهبهاني ،والاستاذ عبد الرحمن الطاحوس كما نحي باكبار حملة ( حملة فلسطين ) في نقابة المحامين في القاهرة – كما ندعوا الكافة في نقابات الوطن العربي اتخاذ ذات الموقف.

كانت ساحات العدالة تزخر بالمحامين الفرسان طليعة المجتمعات المدنية وطليعة حقوق الانسان وطليعة النضال الوطني التحرري وطليعة الحق والعدالة .

ورحم الله الاستاذ الكبير الرئيس السابق للاتحاد الدولي للمحامين سامي عقل حيث كان الاتحاد وفي ولايته الصوت الرفيع لنصرة الحق والعدل.

‍