DELMON POST LOGO

العبيدلي في مجلس محمد الكويتي : حقائق وسيناريوهات ما بعد طوفان الاقصى ..

10 سيناريوهات ما بعد طوفان الاقصى .. اقربها وقف القتال وتبادل الاسرى واستمرار سياسات الانتقام الاسرائيلي

العملية اعادت القضية الفلسطينية الى الواجهة .. والعودة الى طاولة المفاوضات وارد جدا

ادارة تقودها الامم المتحدة وبقاء حماس منزوعة السلاح .. او بقاء الجيش الاسرائيلي داخل غزة

استعرض الناشط السياسي عبيدلي العبيدلي السيناريوهات المحتملة ما بعد طوفان الاقصى ، وسبقها بعرض حقائق مهمة كشفت بعد هذه العملية الجريئة لحماس في السابع من اكتوبر الماضي .

وقال عبيدلي العبيدلي في محاضرة بعنوان "القضية الفلسطينية ..

سيناريوهات ما بعد طوفان الاقصى" بمجلس الدكتور محمد الكويتي مساء امس ، هناك حقائق تستحق التوقف عندها قبل سرد الاحتمالات:    

على المستوى العالمي :

- كشف الوجه القبيح لما دأبنا على التفاخر به ومحاولة نسخه. زيف ما عرف بالإنسانية الغربية. فهي اليوم ملوثة بدماء الشعوب، يتقدم صفوفها الشعب الفلسطيني.

- أفشى ضعف تماسك العالم الإسلام على الصعيدين الرسمي والشعبي.

- بين التحول في موازين القوى لغير صالح القوى العظمى التقليدية:

على مستوى الصراع العربي الصهيوني :

- أكد وصول الصراع إلى نقطة لا يمكن العودة عنها.

- ولد لحظة تاريخية أمام العرب (سوريا – مصر – لبنان)، للانتقال من حالة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.

- لقد حان الوقت للتركيز على الحاضر، وليس الماضي. إن إسرائيل في حالة تراجع، ومهمتها العاجلة تتلخص في إيجاد طريق للسلام والأمن والتعافي. إن الوقت المناسب لإجراء تحقيق شامل في سبب نجاح الهجوم المفاجئ. والحقائق التي رسمها على خارطة الصراع العربي – الإسرائيلي.

على المستوى العربي:

- انتصار عربي غير مسبوق على العدو الصهيوني.

- ردة فعل عربية مخجلة على المستويين الرسمي والشعبي.

- غياب  المشروع العربي الجاد والفاعل القادر على تحديد موقفٍ مؤثرٍ على ساحة  الصراع العربي – الصهيوني. وتحويل هذا الانتصار " الحمساوي" إلى مكاسب ملموسة.

على المستوى الفلسطيني:  

- حيوية هذا الشعب، وإيمانه العميق بقضيته.

- فعالية التراكمات الكمية في توليد التحول النوعي.  

- عجز السلطة الفلسطينية وترهلها.

- وقت مواتٍ لطرح مشروع الدولتين بوضوح وقوة

- دور الفكر الإسلامي الإيجابي في حركة التحرر العربية

- أهمية استراتيجية الهجوم المباغت في إرباك العدو الصهيوني  

على المستوى الصهيوني:

- بداية تدهور المشروع الصهيوني

- لم يعد  للكيان الصهيوني اليد الطولى  في إدارة الصراع

- تقلص الهجرة من الخارج ، وبدء هجرة معاكسة

- فقدان الثقة في الاقتصاد الصهيوني. ولم تعد تل أبيب عاصمة الشركات الناشئة، الأمر الذي افقدها نسبة عالية من الاستثمارات المحتملة التي يولدها الاقتصاد المغامر.

- أزمة ثقة داخلية وتفكك جبهة الصقور الصهيونية وعجزها

- شهدت إسرائيل صدمة موجعة في 7 أكتوبر أطاحت بافتراضاتها المتعلقة بالأمن القومي. وعلت الأصوات المطالبة برد فوري وساحق. لكنها هذه المرة التفتت نحو الداخل الصهيوني مطالبة إدارة الكيان بتقديم تفسيرات لما حدث.

على المستوى التكنولوجي :

- سقوط التكنولوجيا أمام إرادة الشعوب. مفهوم الثورات الشعبية ما يزال صامدًا.

- كيف تمكنت حماس من إبقاء مثل هذه العملية المعقدة والواسعة النطاق سرية عن أحد أفضل أجهزة الاستخبارات في العالم.

على المستوى الكلفة الإجمالية :

- ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن التكلفة الإجمالية للصراع الذي سيستمر لمدة أربعة أسابيع في عام 2023 تقدر بنحو 2.5 مليار دولار إلى 3.6 مليار دولار. ويشمل ذلك 1.5 مليار دولار للنفقات العسكرية المباشرة، و1 مليار دولار إلى 2.1 مليار دولار للخسائر الاقتصادية غير المباشرة.

نقلت MSN عن إحدى الصحف المالية أن الحرب على غزة في العام 2023 ستكلف إسرائيل ما يصل إلى 51 مليار دولار. يشمل هذا الرقم النفقات العسكرية المباشرة، والخسائر الاقتصادية غير المباشرة، والآثار المحتملة طويلة المدى للحرب على نمو إسرائيل وأمنها وعلاقاتها الدولية.

السيناريوهات

بعد استعرض العبيدلي الحقائق ، عرض السيناريوهات المحتملة العشرة ، موضحا بان انتفاضة طوفان الأقصى أثارت العديد من الأسئلة حول مستقبل غزة، التي تخضع لحصار من قبل إسرائيل ومصر منذ العام 2007، عندما استولت حماس على الأراضي من السلطة الفلسطينية. هناك عدة سيناريوهات محتملة لكيفية انتهاء عواصف طوفان الأقصى وما هو مصير فلسطين عمومًا، وغزة على وجه التحديد بعد ذلك. وهنا بعضًا منهم:

السيناريو الأول :

عودة سيطرة إسرائيل على قطاع غزة. يتضمن هذا السيناريو قيام الجيش الإسرائيلي بغزو بري بهدف تدمير حماس وبنيتها التحتية العسكرية. لقد سيطرت إسرائيل على غزة عسكرياً حتى العام 2005، عندما سحبت قواتها ومستوطنيها. ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يمكن أن يثير أيضًا هجمات مسلحة جديدة ويكون له تأثير سلبي على توازن القوى الإقليمي. كما سيشكل ذلك تحديًا لإسرائيل فيما يتعلق بإدارة السكان المدنيين في غزة، الذين يعتبرون معاديين إلى حد كبير لإسرائيل ويدعمون حماس.  

ولن تتمكن إسرائيل من إعادة احتلال قطاع غزة في مواجهة معارضة حلفائها الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة أيضا. ، لهذا السبب أعتقد أن مثل هذه الخطوة غير مرجحة.  

السيناريو الثاني  

عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. إذا انتقلت السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بعد انتصار إسرائيلي على حماس، فقد ينظر إليها البعض على أنها مستفيدة من الحرب. فاستولت على السلطة على ظهور ضحايا الحرب. وينطوي هذا السيناريو على اتفاق سياسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التي يقودها الرئيس محمود عباس. وسوف تستأنف السلطة الفلسطينية سلطتها على غزة، بمساعدة القوات والمراقبين الدوليين، وسيتم نزع سلاح حماس أو دمجها في قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. لكن السلطة الفلسطينية في الواقع لا تسيطر إلا على جزء صغير من الضفة الغربية المحتلة. فمعظم المنطقة هي في الواقع تحت سيطرة إسرائيل. ولا تحظى السلطة الفلسطينية بشعبية بين السكان المحليين في الضفة الغربية المحتلة. واحتج المدنيون ضدها في الماضي متهمين إياها بالفساد وضعف القيادة وعدم الشرعية الديمقراطية. ويتطلب هذا السيناريو موافقة حماس، التي كانت في منافسة مع فتح منذ العام 2006، عندما فازت في الانتخابات البرلمانية. وسيتطلب الأمر أيضًا دعم مصر، التي توسطت بين الفصيلين في الماضي، والمجتمع الدولي، الذي سيقدم المساعدة المالية والسياسية للسلطة الفلسطينية.

السيناريو الثالث  

بقاء حماس منزوعة السلاح في السلطة في قطاع غزة. ويتضمن هذا السيناريو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بشرط نبذ حماس للعنف ووقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.  على أن توافق حماس أيضاً على تفكيك جناحها العسكري وتسليم أسلحتها إلى طرف ثالث، مثل مصر أو الأمم المتحدة. وسوف تحتفظ حماس بدورها السياسي والاجتماعي في غزة، ولكن يتعين عليها أن تتعاون مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل في القضايا الإنسانية والاقتصادية.

ويتطلب هذا السيناريو تغييراً كبيراً في إيديولوجية حماس وإستراتيجيتها، التي تقوم على المقاومة المسلحة ورفض وجود إسرائيل. كما سيتطلب الأمر ضمانة من إسرائيل بأنها ستخفف الحصار على غزة وتسمح بمزيد من الحركة والتجارة. وهذا سيناريو  غير قابل للعيش والاستمرار في حال اللجوء إليه.

السيناريو الرابع :

الوضع الراهن قبل الحرب في قطاع غزة. وينطوي هذا السيناريو على العودة إلى الوضع قبل الحرب، دون حدوث تغييرات كبيرة في ميزان القوى السياسي والعسكري. وسوف تتفق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار، ولكن من دون أي التزامات أو تنازلات طويلة الأمد. وسوف تستمر حماس في حكم غزة، ولكن بموارد وقدرات محدودة. وستواصل إسرائيل فرض الحصار على غزة، ولكن مع بعض الاستثناءات الإنسانية. ولن يكون للسلطة الفلسطينية أي دور أو نفوذ في غزة، وستظل عملية السلام مع إسرائيل متوقفة. سيكون هذا السيناريو هو الأسهل لتحقيقه، ولكنه أيضًا الأكثر عدم استقرارًا وعدم استدامة. ومن شأنه أن يترك الأسباب الجذرية للصراع دون حل واحتمال نشوب حرب أخرى في المستقبل.  وهذا يقودنا إلى نقطة الصفر التي ولدت هجوم 7 أكتوبر.

السيناريو الخامس :

انتفاضة فلسطينية جديدة في قطاع غزة والضفة الغربية. يتضمن هذا السيناريو انتفاضة شعبية للفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية، مستوحاة من الحرب وعدم إحراز تقدم سياسي. ستتحدى الانتفاضة سلطة إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وتطالب بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية. ستشمل الانتفاضة أيضًا جيلًا جديدًا من النشطاء والقادة، الذين سيستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي والتكتيكات اللا عنفية لتعبئة الجماهير. ويتطلب هذا السيناريو مستوى عال من التنسيق والتضامن بين الفلسطينيين، فضلا عن دعم المجتمع الدولي والعالم العربي. كما أنه سيشكل تهديدًا لأمن واستقرار إسرائيل والمنطقة. هذا احتمال نسبة تحوله إلى مشروع عالية، لكنه يحتاج إلى جهود مضنية لتوحيد الصف الفلسطيني المليء بالتناقضات المتراكمة على مر عقود من الزمان.  

السيناريو السادس :

الإدارة المدنية الفلسطينية. الخيار الأفضل كما يبدو من الخارج، وإن كان أكثر صعوبة من ناحية الجوهر. وهو سلطة مدنية فلسطينية مختلطة. ويمكن أن تتكون سلطة كهذه من ممثلين مختلفين للمجتمع الفلسطيني، بما في ذلك، على سبيل المثال، رؤساء البلديات المحليين. ومن المرجح أيضا أن تكون لها علاقات وثيقة مع السلطة الفلسطينية. ومن المحتمل أن يدعم نموذج قيادة كهذا من قبل بعض الدول العربية والولايات المتحدة. "من المحتمل ألا يكون هذا النظام الجديد مستقرًا لفترة طويلة وسيواجه الكثير من التحديات"  لكن يرى فيه البعض أنه أفضل بكثير من جميع البدائل الأخرى السيئة، من وجهة نظر هذا البعض. ومن غير المتوقع أن تقبل به تل أبيب.

السيناريو السابع:

إدارة تقودها الأمم المتحدة. من الناحية النظرية، يمكن للأمم المتحدة أن تتولى منطقة صراع سابقة بعد هزيمة أحد أطراف الصراع. وهناك سوابق أخرى من بينها  كوسوفو وتيمور الشرقية. لكن هذا ليس واقعيا في قطاع غزة. سيكون الأمر أصعب بكثير في هذه الحالة إن لم يكن مستحيلا، لأن هذا الصراع هو محور تركيز الرأي العام العالمي. ومن المرجح أيضا أن ينظر إلى احتمال أن تمارس الدول الغربية دورا قويا هنا بشكل نقدي للغاية. كما أن الحصول على تفويض من الأمم المتحدة بشأن مثل هذه المسألة سيكون صعبا أيضا.

السيناريو الثامن  :

إدارة بعض الدول العربية. تبادر دول عربية، فتأخذ زمام المبادرة في قطاع غزة، إلى جانب السلطة الفلسطينية. وقد يكون هذا في الواقع في مصلحة بعض الدول العربية، خاصة تلك التي لديها تحفظات قوية على جماعة الإخوان المسلمين. وينظر إلى حماس على أنها الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين. وحظ هذا السيناريو ضئيل بسب الوضع القائم بين البلدان العربية، ونظرًا لانعكاس الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على العلاقات الدولية، وعلى وجه التحديد الشق العربي منها. وهو سيناريو محكوم عليه بالفشل. فكما يقول المثل فقاد الشيء لا يعطيه. البلدان العربية غير موفقة في إدارة شؤونها الداخلية، فما بالك بإدارة دولة غاية في التعقيد  مثل غزة.  

السيناريو التاسع :

العودة إلى طاولة المفاوضات. إن إمكانية الحوار بين إسرائيل وحماس هي مسألة معقدة ومثيرة للجدل وتعتمد على عوامل كثيرة، مثل الإرادة السياسية لدى الطرفين، ودور الوسطاء الإقليميين والدوليين، والوضع الإنساني في غزة، والوضع الأمني في إسرائيل.  وستبرز هنا بعض القضايا التي ينبغي أن تؤخذ في الحسبان:

الموافقة على الحوار بين إسرائيل وحماس يمكن تسهيله من خلال وسطاء طرف ثالث، مثل مصر، أو قطر، أو تركيا، أو الولايات المتحدة.  يمكن لهؤلاء الوسطاء أن يساعدوا في التوسط في اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار من شأنه معالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع، مثل الأزمة الإنسانية في غزة، والمخاوف الأمنية لإسرائيل، والتطلعات السياسية للفلسطينيين.

لكن الحوار بين إسرائيل وحماس غير مرجح أو غير مرغوب فيه، لأنه يضفي الشرعية على حماس كلاعب سياسي ويقوض دور السلطة الفلسطينية، وهي الممثل المعترف به دوليا للشعب الفلسطيني.  

السيناريو العاشر:

السيناريو وهو الأكثر إنصافًا  للقضية الفلسطينية  ، لا عودة لما قبل ما فرضته انتفاضة طوفان القدس. هذا شبيه بتفجير حركة فتح للكفاح المسلح في يناير 1965.

هدوء متوتر ومؤقت على جبهة غزة. /استمرار مؤقت وشكلي في سياسات الانتقام الصهيونية. / تبادل أسرى محدود، وشكلي، وغير منصف للطرف الفلسطيني. سوف ينتهكه الصهاينة في مرحلة لاحقة.  / وساطة عربية – دولية لتهدئة الأوضاع / محاولات غير ناجحة لتدويل القضية الفلسطينية.   / انتفاضات متقطعة محدودة مشتركة بين الضفة والقطاع لكنها مؤثرة وموجعة للطرف الصهيوني.  / مناوشات عسكرية شكلية مقننة بين الحدود العربية الإسرائيلية.  / انتعاش حل الدولتين. / محصلة كل ذلك تراجع في المشروع الصهيوني، وتقدم للمشروع الفلسطيني.  

لذا ربما تجد حماس نفسها مجبرة بحكم الظروف التي ستنشأ حينها إلى تقديم بعض التنازلات الشكلية التي لا تمس جوهر المشروع الفلسطيني، لكنها تطيل من مسيرة تحقيقه. هنا ينبغي على الفريق الفلسطيني المفاوض أن يميز بين التكتيكات  المرحلية التي يمكن هضمها، والاستراتيجيات المصيرية التي من الخطأ التفريط بها. هنا تقفز مقولة التمييز بين التناقض الرئيسي والتناقضات الثانوية.

هذا يعني أن أمام  السيناريو الأقرب للواقع، والذي لا يفرط في الحقوق الشرعية للقضية الفلسطينية طريق طويلة ووعرة لا يمكن تحاشي السير فيها  لكن لا ينبغي على من يسلكها أن يفقد  بوصلة الوصول إلى القدس الشريف.