DELMON POST LOGO

المحكمة الجنائية الدولية – والعدالة والمصداقية ! بحق غزة

- في مارس الفائت أصدرت المحكمة قرارا توقيف بحق الرئيس الروسي بوتين بتهمة جرائم الإبادة في اوكرونيا ،وقبل ذلك رئيس السودان البشير .. الخ

- مصداقية المحكمة على المحك بشأن قادة سلطات الاحتلال ، ويجب العمل المستمر امام المحكمة

كتب : عباس هلال

بعد ان احتلفت المحكمة الجنائية الدولية هذا العام وفي 17 تموز 1998 – 17 تموز 2023 بمرور خمسة وعشرين عاما على تأسيسها ، حيث تم اعتماد النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في روما 17 تموز ، يوليو 1998 – بيان روما – ودخل حيز التنفيذ في يوليو تموز 2002 بمقرها الدائم في لاهاي ، وهي نتاج تراكم جهود حقوقية دولية منذ محكمة نورمبرج 1945 بعد الحرب العالمية الثانية ، ومحاكم يوغسلافيا ورواندا 1993 -1994 .

كنا حاضرين في روما ولاهاي في وفد اتحاد المحامين العرب (وكان حضوري بديلا لدولة الرئيس عبد الرحمن اليوسفي والذي فاز حزبه الاشتراكي في لانتخابات واصبح رئيسا للوزراء ومما سبق ذلك من حملات انتخابية ) ونظامها الأساسي بالمجمل على جرائم الإبادة وجرائم الحرب ضد الإنسانية جرائم التهجير ! والتعذيب والاسترقاق والاخفاء القسري ، حيث مثلما جاء في حيثيات بيان التاسيس انها عقدت العزم على وضع حد للافلات من العقاب ، ووضع حد للمساواة بين الجاني والضحية ! ونخلق مفهوما عن العدالة الانتقالية .

ومع بداية عهد المدعي العام الجديد للمحكمة في العام الفائت كريم خان اصدر قرارا جريئا بمد ولاية سلطة المحكمة لتشمل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومستندا على القرار الدولي بأحقية وعدالة مقاومة الاحتلال باعتبارها حركة تحرر وطني وليس عصيانا .

ومنذ ذلك الحين والمطالبات تتراكم من اجل استصدار قرار قبض على رئيس سلطات الاحتلال الإرهابي نتيناهو والقادة العسكريين ، خاصة وان المحكمة قد  أصدرت امر قبض وملاحقة ضد الرئيس السوداني السابق الفريق البشير بتهمة جرائم الإبادة والتهجير والاخفاء القسري !! ومثل ذلك مذكرة التوقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن مسؤوليته عن جرائم الحرب في الحرب الروسية الأوكرانية والمستمرة حتى الان !!؟ ومثل ذلك ضد قادة من افريقيا !! في الكونغو وكينيا !! وهي سوابق قضائية إجرائية ومن المفيد ان نورد نص المادة 5 من نظام المحكمة :

- اختصاص النظر في الجرائم التالية : أ – جريمة الإبادة الجماعية ، ب- الجرائم ضد الإنسانية ، ج- جرائم الحرب ، د- جريمة العدوان ، ومثل ذلك جريمة الهجوم الواسع النطاق والممنهج الموجه ضد اية مجموعة من  السكان المدنيين وتشمل القتل العمد ، والابادة ، وأبعاد السكان او النقل القسري للسكان . هكذا وردت عبارات مواد النظام الأساسي ، ومثل ذلك نص الانتهاكات الجسيمة لاتفاقيات جنيف 1949 الأربع والملاحق المرفقة.

- كل ذلك والعدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة وجرائم الحرب والتهجير القسري للسكان امام انظار المحكمة وانظار المنظمات الدلية والعالم ، قتل المدنيين والأطفال والنساء وهدم المباني على رؤوس المدنيين وتدمير المستشفيات ومقرات الانروا واليو ان دي بي UNDP والمدارس ودور العبادة والمياه وقطع الكهرباء ونفاذ الوقود والغذاء والدواء والقتلى يصل الى اكثر من خمسة عشر الف واكثر  ما تحت  الأنقاض  واكثر من ثلاثين الف جريح ، أبراج ومباني سويت بالأرض وباحداث الأسلحة والأسلحة المحرمة ودخول الشريك الأمريكي منذ اليوم الأول وحشد البوارج وحاملات الطائرات والجسور الجوية دعما لهذه الجرائم ومشاهد يومية على الشاشات في غزة الكرامة والعزة بينما اشنغل المدعي العام وتشاغل تاركا مهمته وتحت الشاشات من في مدخل معبر رفح مع غوترش الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدة بإدخال المؤن !!!؟ وقد تواردت الانباء مؤخرا عن مبادرة المحامي الفرنسي جلس ديفر تجمع 300 محام اطلق عليه جيش المحامين ، وسبق ذلك أيضا 15 محاميا عبر موقع الحملة الاكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والابر تهايد . كما تقدمت وقبل اكثر من عشرين يوما الجزائر بطلب  احاطة لتقديم نيتنياهو للمحاكمة الجنائية كمجرم حرب وقرار اجرائي باصدر مذكرة توقيف جريا على سابقة الرئيس السوداني البشير وقادة الكونغو وكينيا وأخيرا مذكرة التوقيف بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين !! نحن نعلم ان التنفيذ صعب وربما غير مؤكد التنفيذ لكن من باب مصداقية المحكمة ، من باب القيمة الرفيعة للمبادء الإنسانية ومبادئ القانون الدولي ، والرئيس عندي يجب الاستمرار وبقوة امام المحكمة ، كما بات من المؤكد الاجتماع القريب المشترك للاتحادات المهنية العربية بهذا الشأن .