DELMON POST LOGO

الشيخ عبد الله في ندوة ( الدور الايراني في المنطقة ) : دول الخليج لا تمانع في مساهمة إيران في الأمن الإقليمي انطلاقاً من اعتباراتٍ جغرافية

عبدالله آل خليفة: دول التعاون لم ولن تكن داعية للحرب  بل للسلام وحسن الجوار وهي مفاهيم يتعين أن تجد صداها لدى النخب الحاكمة في إيران

الذوادي: المنطقة العربية عانت بشدة خلال العقدين الأخيرين من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية

في إطار الحملة الأوروبية لمكافحة التطرف والإرهاب شهدت منصة « زووم » ندوة بعنوان « الدور الإيراني  في منطقة الخليج العربي: خلفياته، مخاطره ومستقبله؟ »، بتنظيم من التجمع الأوروبي لمكافحة التطرف والإرهاب بالتعاون مع  مكتب معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أبو ظبي.
وقد تميزت هذه الندوة المغلقة بمشاركة واسعة من قبل شخصيات دبلوماسية وسياسية وعسكرية بالإضافة إلى مختصين وأكاديميين من اكثر من 45 دولة حول العالم، منها  الولايات المتحدة الاميركية، الإمارات العربية المتحدة، بريطانيا، المملكة العربية السعودية، فرنسا، الصين، الكويت، مملكة البحرين، مصر، سوريا،  المجر، اسبانيا، البرتغال، بلجيكا، إيطاليا، النمسا، وألمانيا والسويد. وقد تحدث في هذه الندوة معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي، سعادة الشيخ الدكتور عبد الله بن احمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، نائب الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، رئيس مجلس الأمناء في مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة، سعادة السفير خليل إبراهيم الذوادي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي في جامعة الدول العربية، نورمان رول، مسؤول سابق في وكالة الإستخبارات الأميركية، سعادة باولو كاساكا، العضو السابق في البرلمان الأوروبي ورئيس منتدى جنوب اسيا للديموقراطية، معالي سامي عبد اللطيف النصف، وزير الإعلام الكويتي الأسبق، معالي الدكتور رياض ياسين، وزير خارجية الجمهورية اليمنية السابق، والسفير اليمني لدى فرنسا، كريستيان ويتون، المستشار السابق في إدارة الرئيسين حورج دبليو بوش ودونالد ترامب.
وقدمت الندوة قراءة معمقة في حيثيات الدور الإيراني في منطقة الخليج العربي، حيث ركزت  الفعالية على موضوع التدخلات الإيرانية في دول المنطقة، وخلفيات هذا الموضوع ومخاطره الإقليمية والدولية، ومستقبله، والحلول الممكنة لحسر هذه التدخلات بهدف تعزيز أمن منطقة الخليج العربي. وقد ضمت الندوة جلستين: الأولى بعنوان « إيران ودول  الخليج العربي: ما بين البُعد الجغرافي والبعد السياسي؟ » حيث سلطت الضوء على خلفيات العلاقات ما بين ايران ودول الخليج العربي؟ أي دور لإيران في منطقة الخليج العربي؟ ما هي مخاطر هذا الدور على دول المنطقة؟ اما الثانية فبعنوان « إيران وأمن منطقة الخليج العربي : ما بين الهواجس المحلية والمخاوف العالمية؟ والتي ركزت على أي دور لإيران في أمن منطقة الخليج العربي؟ ما هي التداعيات الإقليمية والدولية للدور الإيراني في المنطقة؟ وتأثير نتائج المفاوضات النووية على دور إيران في منطقة الخليج العربي؟
في البداية، وخلال الكلمة الإفتتاحية أشار الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي، إلى الدور الخطير جداً الذي تلعبه ايران في المنطقة، معتبراً أنه يهدد منطقة بأكملها بدولها وشعوبها وحضارتها وحداثتها. السويدي اكد أن خلفيات هذا الدور الإيراني المزعزع لمنطقة الخليج العربي غير مفهومة اطلاقاً، إذ أن لا البعد الديني ولا البعد الإنساني ولا البعد الاجتماعي ولا السياسي يبرر هذا الدور. كما عدد نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي  مخاطر الدور الإيراني في هذه المنطقة، واعتبر انها تحاول توسيع هذا الدور ليتخطى حدود المنطقة وذلك عبر برنامج نووي خطير تبتز من خلاله العالم وقت ما تشاء وبالطريقة التي تشاء. وشدد على أنه لا يمكن لشعوب المنطقة أن تسكت عن هذا الدور الذي يهدد وجودها وامنها واستقرارها، ولا يمكن أن تقبل بشرعنته من خلال اتفاقيات نووية أو غير نووية تؤدي الى تضخيم هذا الدور وتعاظم مخاطره. واختتم السويدي كلمته بالقول إن قادة الخليج هم قادة سلام وتنمية وانفتاح وهم منفتحون على حوار ندي وجدي أساسه الاحترام ولا يكون على حساب الدول الخليجية ولا يمس بسيادتها... واضاف «  نحن في دولة الامارات العربية المتحدة دعاة سلام وتسامح وإنسانية، فهذا منهجنا الذي تعلمانه من قادتنا. لكن لا أحد يسيء فهم هذا الامر او وضعه في غير مكانه... فاذا كان الحوار خيار استراتيجي وجوهري لدولتنا... فان امننا خط احمر وغير قابل للتفاوض، ولا نقبل المساس به بأي شكل من الاشكال ومهما كانت التضحيات ».
من جهته، قال الشيخ الدكتور عبد الله بن احمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، نائب الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، رئيس مجلس الأمناء في مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة، إنه  منذ أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979م، فأنها استهدفت دول الخليج العربي من خلال مبدأ تصدير تلك الثورة، ووفقاً لأيديولوجية وآليات محددة لذلك، ولم يكن ذلك محض صدفةٍ بل عن قصد.  واعتبر أن التحولات التي شهدتها المنطقة العربية عام 2011م مثلت فرصةً سانحةً لإيران للتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول، من خلال تأسيس ودعم ميلشياتٍ مسلحةٍ فيها. مضيفاً أن « إيران تأبى أن تكون دولة طبيعية، وما زالت محكومةً بمعادلة الصراع بين مفهوم الثورة ومفهوم الدولة، ليبقى مفهوم الثورة عنواناً كبيراً لسياساتها الإقليمية ». وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية البحرينية، اختتم كلمته بالقول إن دول الخليج العربي  لا تمانع في مساهمة إيران في الأمن الإقليمي انطلاقاً من اعتباراتٍ جغرافية، وأكد « أن دول الخليج العربي لم ولن تكن داعية للحرب، بل السلام وهدفها، وبناء الثقة سبيلها، وحسن الجوار غايتها، وهي مفاهيم يتعين أن تجد صداها لدى النخب الحاكمة في إيران من خلال حل المشكلات العالقة مع دول الخليج العربي قبل الحديث عن بناء علاقات طبيعية على غرار بقية دول العالم. »
اما السفير خليل إبراهيم الذوادي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي في جامعة الدول العربية، فقال إن "المنطقة العربية عانت بشدة خلال العقدين الأخيرين من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتي اتخذت أشكالا متنوعة ما بين التدخل المباشر عبر عناصر الحرس الثوري الإيراني وذراعه الخارجية "فيلق القدس"، أو التدخل غير المباشر من خلال وكلاء إيران وأذرعها في المنطقة من أحزاب وميليشيات مسلحة وحركات طائفية، وذلك بهدف توسيع دائرة النفوذ الايراني في المنطقة، ومن اللافت أيضا أن التدخلات الإيرانية لم تقتصر على دول الجوار بل امتدت لتشمل دولا عربية بعيدة جغرافيا عن الحدود الإيرانية  ». واضاف أنه يجب أن يكون هناك نوايا صادقة من جانب إيران وبوادر ملموسة لبناء الثقة مع جيرانها وذلك لجهة وقف التدخل في شؤونهم الداخلية، وخلاف ذلك لن يسهم في تخفيف حدة التوتر في المنطقة أو تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي المنشود.
في المقابل،  شدد نورمان رول، المسؤول السابق في وكالة الإستخبارات الأميركية، على خطورة الدور الإيراني في منطقة الخليج العربي وتداعياته الإقليمية والدولية واعتبر «  أن الجمهورية الإسلامية في إيران تحاول أن تكون دولة مسيطرة وعلى المجتمع الدولي أن يفعل شيئاً حيال ذلك ». واضاف رول أن الخطوط الحمراء التي كانت مرفوعة امام إيران أصبحت زهرية اللون واعتبر أن « التقدم  السياسي والإقتصادي في دول الخليج العربي هو أكبر تحد لإيران ».
سعادة باولو كاساكا، عضو سابق في البرلمان الأوروبي ورئيس منتدى جنوب اسيا للديموقراطية، قال إن دور إيران مزعزع للمنطقة بشكل كبير وعلى المجتمع الدولي أن يفعل شيئاً حيال هذا الأمر على الرغم من هذه المهمة. إذ اعتبر كاساكا أن المجتمع الدولي بذل الكثير من الجهود في هذا الإطار لكنهم لم ينجحوا بذلك لأن إيران قادرة على المواربة والخداع. واضاف « انا اعتقد أنه من الضروري أن يكون هناك صوت واحد وهدف واحد وهو أن يتم إظهار المشكلة على أنها إيديولوجية بالدرجة الأولى » . مختتماً كلمته بالقول إن إيران تفعل ما تريد واينما تريد من دون محاسبة ومن الضروري أن تشرح الدول العربية موقفها لأوروبا.
في موازاة ذلك، شدد الدكتور معالي سامي عبد اللطيف النصف، وزير الإعلام الكويتي الأسبق على أن هناك ازدواجية في الخطاب الإيراني منذ ١٩٧٩ فهي تقول شيء وتفعل شيء اخر. معتبراً أن التدخل الإيراني في منطقة الخليج العربي أخطر من القنبلة النووية ولا يجب إظهاره على أنه صراع فارسي عربي أو صراع سني شيعي فالقضية لا تتعدي كونها قضية سياسية. النصف اعتبر أن على الدول الخليجية مواجهة الدور الإيراني بحملة سلام وحوار لحل هذه المشكلة وأن ترفض المنطق الإيراني الذي يقول إنها لن توقف تعدياتها على دول المنطقة وأن على دول المنطقة تك ارتباطاتها مع الغرب.
معالي الدكتور رياض ياسين، وزير خارجية الجمهورية اليمنية السابق، والسفير اليمني لدى فرنسا، اشار إلى أن النظام الإيراني لم يشهد أي انجاز في الاربعين عام الماضية على غرار ما حصل في الدول الخليجية، بل أن جل ما فعلته إيران هو التدخل ومحاولة زعزة الدول المجاورة. ياسين قال إن « التدخل الإيراني سيء ومرفوض من الجميع، وطهران تحاول دائماً أن تظهر عدو وهمي كالولايات المتحدة ». مضيفاً أن «  السياسة الإيرانية تقوم دوماً على بث الفتن والنعرات المذهبية والطائفية ، والنظام الإيراني لا يتمتع بأي مصداقية ».
وفي النهاية قال كريستيان ويتون المستشار السابق في إدارة الرئيسين حورج دبليو بوش ودونالد ترامب إن  الدور الإيراني في المنطقة هو دور خطير جداً ويستهدف حلفاء رئيسين للولايات المتحدة الأمريكية. واعتبر أن المفاوضات مع إيران مهمة لكن الأخيرة ترفض ذلك، وأن إدارة بايدن مصرة على اتمام الاتفاق النووي  وأن إيران تستفيد من الوضع الراهن لمواصلة تخصيب اليورانيوم. كما قال وايتون إن الشعب الأميركي يتذكر بداية هذا النظام الإيراني واعماله الإرهابية، وإنهم يفهمون أن هذا النظام خطير ويجب أن يواجه ؤأن يكون اولولية للحكومة الإميركية.
المشاركون في الندوة