DELMON POST LOGO

مؤلفة كتاب " الحركة القومية في الخليج " : الانظمة الحاكمة بالخليج تاثرت بمطالب الحركات السياسية والقومية

رنا الضويانية : ضرورة اجراء مزيد من الدراسات حول تاريخ الحركات السياسية والفكرية التي تاثرت بها المنطقة وتكوين التوجه السياسي والرؤى التي طمحت اليها الشعوب لتحقيقها

طالبت الدكتورة رنا حمدان الضويانية ، مؤلفة كتاب " الحركة القومية العربية في الخليج العربي 1948-1968 باجراء مزيد من الدراسات حول تاريخ الحركات السياسية والفكرية التي تاثرت بها منطقة الخليج العربي وانعكاساتها على النضال السياسي والفكري للشعب العربي عامة وتاثير ذلك على المنظومة السياسية الحاكمة في بعض مناطق الخليج العربي وفي تكوين التوجه السياسي والرؤى التي طمح اليها الشعوب لتحقيقها.
واوضحت الضويانية التي شاركت في "الملتقى العلمي 21 لجمعية التاريخ والاثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية" الذي اختتم اعماله مساء الخميس بالمنامة، بأن كتابها عبارة عن دراسة دكتوراة في التاريخ هدفت من خلاله إلى البحث في مسارات التغيرات السياسية والفكرية التي مرت بها منطقة الخليج العربي في الاطار الزمني للدراسة 1948-1968، والتي تخللها ظهور تنظيمات سياسية تمثل التوجه القومي العربي في منطقة الخليج العربي منذ خمسينات القرن العشرين، عكستها الانشطة الثقافية والشعارات السياسية والحراك الشعبي المنظم، وموقفها تجاه القضايا العربية، وقد تبنت هذه التنظيمات القومية العربية التي برزت في منطقة الخليج العربي ذات التوجهات والمنطلقات الفكرية والسياسية التي تبنتها تنظيمات الحركات القومية العربية المختلفة في المنطقة العربية، منها العمل على تحقيق الوحدة العربية، والتخلص من القوى الامبرالية في المنطقة ومحاولات الاصلاح السياسي الداخلي باسقاط الانظمة العشائرية والطائفية، أن الحفاظ على الثروة النفطية من سيطرة المستعمر عليها، غير أن هذا النشاط القومي العربي في منطقة الخليج رغم تحقيقه دورا مهما في بناء اليقظة الفكرية، قد تاثر بعوامل وتحديات عدة، أدت إلى تراجع نشاطه السياسي، وانشقاق الحركة بظهور احزاب جديدة بايديولوجيات أخرى ظهرت بشكل  واضح في منطقة الخليج العربي بعد هزيمة العرب أمام الكيان الصهيوني في حرب يونيو عام 1967.
تقول الدكتورة رنا في لقاء صحفي، بأنها محظوظة بلقائها عددا كبيرا من المشاركين في تحقيق حلم الوحدة العربية، بينهم علي ربيعة من البحرين، وكانت اهم العقبات هي المصادر والوثائق، حيث ان دول الخليج العربي لا تحتفظ بسجلات عن الحركات السياسية او لا تريد توفيرها للباحث، وتفتقر مراكز الابحاث تلك الوثائق والسجلات.
وأوضحت بأن بعض الشخصيات التي عاشت الوضع والحركة لديهم تحفظات بسبب السياسة او المصالح او التخوف من المجهول، رغم أن الدراسة تحاكي احداث بين 1948-1968.
والاهم ان فلسطين هي المحور لكل الاحداث، ولها تاثير على كل الحركات التي تمت في الوطن العربي ومنطقة الخليج العربي خصوصا حيث كانوا متلقين لتلك التغيرات.
تلك الفترة شهدت افكار مختلفة منها حركة القومين العرب، والحركة الناصرية، وحزب البعث بفرعية العراقي والسوري، والكثير من الأحزاب والحركات انشقت من الفصل اعلاه وظهرت حركات يسارية وماركسية ويسارية قومية.
القضايا الأساسية التي شغلت الهم القومي حينها فلسطين والجزائر والعدوان الثلاثي على مصر.
كانت تلك الهموم والموضوعات تهدف إلى إنشاء جبهة قومية واحدة ولكنها فشلت، رغم شعاراتها تحرر / وحدة / اشتراكية، أهداف مشتركة لكنها لم تتحد وتحقق جبهة موحدة.
من خلال هذه الدراسة الاكاديمية خرجت بالاسباب والنتائج والتوصيات، والمصادر متعددة من الوثائق وارشيف الخليج العربي ومكتبة قطر الوطنية، مع زيارات ميدانية لبيروت والبحرين والكويت ومقابلات مع شخصيات متعددة.
وكانت تلك محاولة لتوثيق العمل السياسي والفكري في منطقة الخليج العربي في تلك الحقبة.
وقالت من بين التوصيات التي تم تسجيلها بالدراسة هو غياب ارشيف للمعارضة في الوطن العربي وخصوصا دول التعاون الخليجي، حتى مراكز الابحاث لا تمتلك الارشيف.
والتوصية الأخرى هي غياب تتبع الحركات الفكرية والتنظيمات في منطقة الخليج الوضع الراهن والاستفادة من الوقت والظهور ببرامج تتاسب المرحلة الاصلاحية في تطوير الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .. قضية ظفار مثال ... كما قدمت العديد من التساؤلات التي من شانها ان يعي لها القارئ كتوصيات .
المشكلة الأخرى هو وجود صراعات ليست فكرية فحسب بل ودموية بين القومين العرب، البعث والناصريين والقومين العرب، ومنذ 1963 كانت هناك بداية الانقسامات، تعززت بعد النكبة ، وكانت الخلافات تتمحور في التنافس على السلطة، القيادة، انشاء جبهات قومية.
تطرق البعض الى ان الهم القومي بدأ في الفترة الاخيرة يهفت او يقل بينما يتركز بين الاحزاب اليسارية واليسار القومي، والاحزاب الليبرالية فقط دون غيرها.
في تلك الفترة كانت حركة  الإمامة في عمان تحصل دعم من السعودية ( بالمال والسلاح وفتحت لها مكتب في الدمام )  ومصر والجامعة العربية والامم المتحدة ايضا.
وان الانشقاق في الاحزاب الفلسطينية مثل انشطارات الجبهة الشعبية إلى الديمقراطية والقيادة العامة والتحرير الفلسطينية، له دلالاته على الحراك في الخليج ايضا، إذ أن الأخيرة تتلقى الانقسامات باعتبارها متغير تابع.
واختتمت الدكتور رنا القول بان التنظيمات التي انبثقت من الحركة القومية ومعظمها ذو توجه يساري او قومي يساري منذ الخمسينات كان لها دورا واضحا في بناء اليقظة الفكرية والوعي السياسي وقيادة الحركة التحررية والنضالية في المنطقة، وتركت هذه الحركات اثرا هاما في التجربة السياسية في منطقة الخليج العربي.
حضر اللقاء عدد من رواد الحركة القومية البحرين منهم الشاعر قاسم حداد، والناشط السياسي شوقي العلوي ورفيقه رضي الموسوي وحميد مراد وعلي ربيعة ونوال زباري وحميد مراد والعماني مراد عبد الوهاب ومحمود حافظ واخرين.