DELMON POST LOGO

المحامي محمد احمد في مجلس بن رجب : حكم محكمة لاهاي ضد اسرائيل انتصار كبير للقضية

العكري والقضية من شقين الاول عاجل يسهدف وقف القتال ، ايقاف الجرائم والابادة الجمعية وقتل المدنيين وتفعيل الاغاثة والمساعدات بكل الطرق  

اعتبر المحامي محمد احمد والحقوقي عبد النبي العكري بحكم محكمة لاهاي ضد اسرائيل واعتبرته سابقة يجب البناء عليها وهي الاولى من نوعها وسوف ترضخ اسرائيل لوقف اطلاق النار.

وقد بدأ عبد النبي العكري المحاضرة  التي بعنوان " حول قرار محكمة العدل الدولية في القضية المرفوعة على اسرائيل من قبل جنوب افريقيا " في مجلس بن رجب ببني جمرة مساء امس بالقول بان موضوع محاكمة اسرائيل في محكمة لاهي كان كالحلم ، وهو جديد على القضية الفلسطينية ، وبعد اصدر المحكمة الحكم كان رد الكثير من الناس المتعاطفين مع القضية الفلسطينية اخذ الحكم بشكل سلبي على ادوات التواصل الاجتماعي وقبل السماح لاطراف القضية بالتصريح ( اسرائيل وجنوب افريقيا وحماس ).

الحقيقة بان الحكم له اهمية كبيرة ، وقبل ذلك لنعطي موجز عن هذه المحكمة المهمة ، التي تاسست عام 1946 كنتاج الى تاسيس الامم المتحدة وقد جاءت هذه المحكمة وريث الى محكمة العدل الدولية التي تاسست عام 1916.

ومكونة من 15 قاضي اضافة الى قاضيين من الدولتين المتخاصمتين / اطراف الدعوى وبشكل مؤقت، يتم انتخاب الاعضاء من مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة مع مراعاة المدارس القانونية وتمثيل القارات الخمس يتم انتخابهم كل تسع سنوات بالاضافة الى مسجل عام ينتخب كل ست سنوات والقضاة لا يمثلون رلدانهم بالمحكمة بل مستقلين.

والحرب في غزة لا سابق لها ، حرب على مساحة لا تزيد عن 365 كم مربع ، وبها  2.3 شخص او اكثر ومعظمهم مهجرين من مناطق اخرى من فلسطين ، لذا تعتبر اكبر بلد مزدحم بالسكان في العالم ، ولا توجد بها ملاجئ وتحت الحصار منذ 16 سنة .

لا احد في العالم يعتقد ان الحرب سوف تصبح بهذه الوحشية ، اصبحت غزة غير قابلة للعيش فيها ، لا ماء ، لا غذاء ، لا سكن ، لا تطبيب ، لا ملاجئ ، وبسبب الحرب تم قتل وجرح اكثر من 100 الف شخص ، بعضهم مات من الجوع او الهدم او القنابل والرصاص ، واتضح بان الهدف هو ابادة جماعية ثم تهجير الباقي من الناس .

فكرة رفع شكوى على اسرائيل موجودة من زمن لكن لا احد يستطيع التجرأ على هذا البلد الذي تم انشاءه بخلاف الدول معتمدا على الدين وعلى حساب ارض اخرين .

تجرأت دولة جنوب افريقيا التي تربطها بفلسطين قضية نضال ، ومروا بقضايا مشابه قبل قيادة مانديلا لها ، وانهم على استعداد تحمل تبعات تلك التكلفة ، حيث رفعت هذه الدولة في 22 ديسمبر الاخير دعوى ضد اسرائيل ، حاولت قبلها في الامم المتحدة من خلال مجلس الامن والجمعية العامة دون جدوى.

اتهمت اسرائيل بالابادة الجماعية وحضّروا ملفات متكاملة معتمدين على ما يجري على الارض وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين .

تمت المرافعات لمدة يومين قبل اصدار الحكم ، وهي القضية ليست الاولى قبلها قضية الروهنجا ، واوكرونيا ، وقبل ذلك ببعيد البوسنا والهرسك.

الاتهام يشير الى ان اسرائيل واصلت القتل والتدمير ، وبدأت بالاغتيالات خارج فلسطين ايضا ..

والقضية من شقين الاول عاجل يسهدف وقف القتال ، ايقاف الجرائم والابادة الجمعية وقتل المدنيين ، والقتل خلق شعب غير قابل للحياة والنزوح الشامل بسبب التدمير .

وتفعيل الاغاثة والمساعدات بكل الطرق وبسرعة ، كانت حاجة القطاع قبل الحرب 500 شاحنة يوميا والان اكثر بكثير ، كل الشعب يعتمد على المساعدات .والشق الثاني للقضية هو ادانة اسرائيل.

السؤال كان ، هل ستفلت اسرائيل من الحكم ؟ ام تتجرأ المحكمة من ادانة اسرائيل كسابقة الاولى من نوعها ؟ والعالم ينظر الى القضية باعتبار القانون الدولي على المحكم في هذه القضية وسوف يعطب اذا لم يكن عادلا.

فعلا تم اصدار الحكم يوم 26 يناير ، وهي وثيقة مكونة من 26 صفحة ، واعتبر خلاصة الحكم بان ما تفعله اسرائيل مؤشرات قد ترقى الى الابادة الجماعية ، ولاجل عدم مفاقمة الحالة يجب وقف الحرب واصلاح الضرر.. ولكن الحكم لم يصدر امر بوقف اطلاق النار.

وافقت جنوب افريقيا على الحكم واعتبرته انجاز كبير باستثناء وقف اطلاق النار بشكل كامل ، لان ذلك يجعل المحكمة في مواجهة الغرب بشكل كامل خطير ، والجميل ان اثنين من القضاة لم يوقعوا على القرار هما اسرائيل واوغندا ( القاضي الامريكي وقف مع الحكم ).

ويعد هذا الحكم انتصار للقضية الفلسطينية ، وقد عقدت جنوب افريقيا مؤتمر صحفي اشادت فيها بعدالة المحكمة ، واعتبرت قرارها هو طلب تنفيذ وقف اطلاق النار ، ويعطي الاخرين في رفع قضايا اخرى ضد اسرائيل.

الحكم شجع الامريكان رفع قضية ضد الرئيس بايدن ( وهو على وشك ترشيح نفسه لولاية ثانية ) بتهمة الابادة البشرية في محكمة فرانسسكو .

نعم هناك تساؤلات كثيرة ، هل يطبق الحكم ؟ هل يتم تفعيله ؟ هل سيتم تحويل الحكم الى مجلس الامن كما فعل لبعض الدول ؟ او يتم فرض اجراءات اقتصادية كما فعل بالعراق ؟

اولى نتائج الحكم ، عدد من الدول الغربية اوقفت دعمها للمنظمات الاممية بالقطاع بما فيها الانروا ( بتهمة مشاركة بعض اعضاء تلك المنظمات مع حماس ) ، واسرائيل ماضية في حرب الابادة دون اكتراث.

وقال المتحدث الاخر المستشار القانوني محمد احمد ، ان حكم المحكمة يوم 26 يناير ضد اسرائيل هو بمثابة كارثة اخرى على اسرائيل شبيه بـــ 7 اكتوبر 2023 من حماس ، وبصرف النظر عن النظر المتشائمة للحكم والذي ابداه العديد من المعاطفين مع القضية على ادوات التواصل الاجتماعي ، الا انه يعتبر انتصار ، رغم النفوذ الكبيرة من قبل الدول الغربية على المحكمة ، ونفوذ كبيرة من قبل الناس في العالم لدعم القضية .

اولى هذه الانتصارات لجنوب افريقيا هي ان المحكمة اصبحت مكان الاختصاص وهو ما فند مطلب اسرائيل بعدم الاختصاص وغير مستعجلة .

انه انتصار لجنوب افريقيا والتي بدأت مرافعاتها بتصريحات وزير الدفاع الاسرئيلي ورئيس الوزراء وباقي المسؤولين الذي قال سوف تصبح غزة بدون ماء وكهرباء وغذاء ودواء وغير صالح للعيش وهو استدلال بالابادة الجماعية والتهجير.

والنقطة الاخرى هي ان المحكمة استخدمت صلاحياتها وسلطاتها تحويل سلطات الخصوم ، وفي الفقه القانوني ، المحكمة تملك السلطة وتحويل طلبات الخصوم للوصول الى تكييف محدد ، استندت لائحة المحكة الى محكمة العدل الدولي في المادتين 57 وكذلك 76.. والتي تجيز للدولة رافعة القضية ( جنوب افريقيا ) ان تتقدم بطلبات دقيقة اخرى حسب المادة  ،وكذلك تعديل الطلبات بناء على الوضع لاحقا ، وهو انجاز يحسب للمحكمة .

الموضوع المهم الاخر هو شهادات المنظمات الدولية والاممية العاملة في غزة ،وتصريح المسؤولين هناك بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومنظمة الانروا وغيرها ، وهي دعم للقضية وادانة اسرائيل .

البعض يقلل من هذ الحكم ، لكن ارى انه وثيقة اممية تدين اسرائيل وهي في غاية الاهمية سوف ترضخ اسرائيل بل تجبر على الرضوخ من هذا الحكم الفريد من نوعه .

المحامي الدكتور حسن رضي اول المتداخلين حيث قال ان المادة الثانية من اتفاقية المحكمة تشير الى مقاومة الابادة الجماعية ، من خلال منع الاعمال التي تؤدي الى القتل وهي تعني وقف اطلاق النار ، لان وقف القتل هو وقف اطلاق النار وهو ما قالته جنوب افريقيا بعد اصدار الحكم.

المشكلة هي تنفيذ الحكم ، عبر مجلس الامن الذي يواجه اعتراض الدول الكبرى .واختتم بسؤال : الحكم متضمن افراج حماس عن الاسرى ، فهل هذا ملزم ايضا وماهي النتائج ؟