DELMON POST LOGO

المساعد بمجلس بن رجب : الاندفاع الطائفي المتطرف العنيف للصفويين خلق ردود افعال معاكسة من عدة اطرفها بينهم العثمانيين

 أن الاندفاع الطائفي المتطرف العنيف. الذي  اندفعت به الدولة الصفوية خاصة في بداياتها  قد ولَّد ردود افعال معاكسة  من الاطراف الاخرى من عثمانيين وغيرهم اضرت بشكل كبير بالجميع

 خاصة عندما اخذ الضعف يتسرب الى مفاصل الدولة الصفوية. فكانت حملات الاوزبك الانتقامية شديدة العنف وذهب ضحاياها الكثير في شرق ايران  والمشهد الرضوي في عهد الشاه عباس الكبير.

من ردات الفعل الانتقامية  استغلالاً لفترة الضعف الصفوي نجاح الافغان في التخلص من الحكم الصفوي  وابادة الحاميات الصفوية. ثم اسقاط الدولة الصفوية  ،  جاء ذلك في الجزء الثاني من محاضرة الباحث التاريخي محمد باقر المساعد في محاضرة له مساء مؤخرا بمجلس بن رجب

ففي عام ١٧٢٢ م وعلى يد مير محمود الذي ارتكب مجزرة كبرى في اصفهان. واعتقل الشاه حسين وقتل معظم افراد الاسرة الصفوية.

الصراع مع العثمانيين اصبح في هذه المرحلة سنياً سنياً   في عهد الملك الافغاني في اصفهان اشرف خان صراع على الشرعية  حيث رأى اشرف خان انه اولى بالخلافة  لاصله العربي  من السلطان العثماني ، رغم هزيمة العثمانيين امام اشرف خان نتيجة الخديعة الا ان الصلح جرى بين الطرفين مقابل  الاعتراف باشرف خان  ملكاً على ايران وكالةً عن السلطان العثماني.

يظهر في فترة اشرف خان  القائد نادر شاه  الذي هو في بداية امره مجرد زعيم عصابة كبيرة من قطاع الطرق   يعرض خدماته  على طهماسب الثاني الذي ظهر في شرق ايران كمطالب بالعرش الصفوي يقود نادرشاه والذي اسمه في البداية نادر قلي   يقود القوة الصفوية الجديدة. ويهزم الافغان ويقتل اشرف خان. ويطرد العثمانيين من غرب ايران .

تدور الحرب مع العثمانيين بقيادة  طهماسب في غياب نادر قلي   ينهزم طهماسب قرب همدان  عام ١٧٣٣م  ويطلب الصلح مقابل التنازل عن ارمينيا وجزء  من لورستان للعثمانيين.

يغضب نادر قلي  ويسرع الى اصفهان ويعزل الشاه  طهماسب الثاني  ويعين ابن الشاه ملكا وهو طفل صغير. ويعلن نفسه وصياً عليه .

يزحف نحو بغداد ويحاصرها لمدة سبعين يوماً لكنه يهزم امام الجيش العثماني  ثم يحاصرها مرة اخرى  ولكنه يرتد بسبب اضطراب الوضع ضده في ايران

بعد ثلاث سنوات من الحروب الخارجية يستعيد نادر شاه فيها هيبته  يعلن ان الشاه الصغير  توفى ويطالب الايرانيين باختيار ملك جديد عليهم فلما يشيرون عليه. يشترط عليهم  ان يتخلون عن ارث اسماعيل الصفوي الطائفي  ويتركون سب الصحابة  وكذلك طقوس عاشوراء وان يتبعوا مذهب الامام الصادق كمذهب فقهي فقط والاعتراف بخلافة الخلفاء الراشدين.

يتمكن نادر قلي  من ان يحصل على الموافقة على طلبه رغم اعتراض  رجال الدين  ولكن بعد مقتل كبيرهم في ظروف غامضة وافقوا على طلبه.

نادر شاه ينادي بمذهب الامام الصادق كخطوة للتقريب بين المسلمين ووحدتهم لكنه وجد ان تحقيق ذلك يجب ان يكون  نداً حقيقيا  للدولة العثمانية وفي  مستوى عظمتها وقوتها  لكي تقبل مشروعه في الاعتراف بالمذهب الجعفري كمذهب فقهي خامس الى جانب المذاهب الاربعة الأخرى .

غزا الهند واستولي عليها  وغزا وسط اسيا وعاد الى اصفهان  محملاً ماقيمته الملايين من الغنائم ليتوج نفسه ملكاً على الهند وتركستان  وافغانستان وايران.  وسمى نفسه ملك الملوك( شاهنشاه)

عندها بدا يعمل على تمرير مشروعه مع العثمانيين. فبدأ اولا بفرضه اكثر على الايرانيين انفسهم ثم تقرب للدولة العثمانية   وارسل الهدايا للسلطان العثماني اخيرا يطلب من السلطان الاعتراف بالمذهب الجعفري  كمذهب خامس  يقابله اعتراف دولته بخلافة الخلفاء الراشدين ولكن الرفض جاءه من العثمانيين خاتمة المحاضرة انه بعد تطورات كثيرة يعقد نادر شاه موتمرا للسنة والشيعة في النجف تم فيه الاقرار  بالمذهب الجعفري كمذهب فقهي خامس   ولكن المشروع يدفن  وينتهي مع اغتيال نادر شاه عام١٧٤٧ م. وتواصل الدولة الزندية  ثم الدولة القاجارية اللتين جاءتا بعده  السياسة الطائفية المقيته  اذا لم يكن بالحروب فبالقلم وتاليف الكتب التي تكرس الكراهية والبغضاء  من اللعن والسب والطقوس المغالية في عاشوراء.

وردا على بعض وجهات النظر المختلفة والمخالفة على الجزء الأول من المحاضرة قبل عدة أسابيع بهذا المجلس الكريم ، أقول ، بان :

ا- الاتهام باني حصرت العنف بالصفويين دون العثمانيين ، اقول كلا الدولتين مارستا العنف الدموي  والفرق أن الصفويين. مارسوه على اساس مذهبي  كما فعل اسماعيل الاول وعباس الكبير.

ب-  رداً على القول ان الدولة الصفوية دولة ملتزمة دينيا  ومذهبياً  اقول ان  الصفويين مارسوا القتل حتى ضد افراد اسرتهم  واخوانهم  والفساد الاخلاقي وارتكاب المحرمات  خاصة بعد طهماسب الأول.

ادار المحاضرة محمد سلمان باقر البناء .